نظارة+جينز= فيلم

نظارة+جينز= فيلم
جعفر حمزة
التجارية 2 يناير 2008
قد تبدو معادلة غريبة من نوعها ، إلا أن معاملاتها (نظارة و جينز)هي مكونات تبرز على السطح نتيجة تفاعل الأفراد(المشاهدين)مع ما يُطرح من أزياء تتعلق بأبطال الفيلم ،و بذا تتم عملية (التدوير)للباس و متعلقاته من شخوصات الفيلم إلى المشاهدين ، و من المشاهدين إلى أصحاب السوق، و تتحرك تلك العملية ك(تغذية راجعة) ، و مؤشر واقعي للتفاعل الحاصل بين المشاهد و الفيلم.
و الترويج للكثير من المنتجات اللباسية و ما يتبعها يتم عبر التعاقد مع كبار الممثلين سواء في الإعلانات الثابتة او المتحركة ، و نتيجة الهوس الرياضي في الكثير من المجتمعات النامية كانت منها أو المتقدمة ،يتم التعاقد مع مشاهير الرياضيين للدخول في عالم الإعلانات من أجل هذه السلعة أو تلك، وقد يتخطى الأمر بالنسبة للبطل الرياضي مجرد إعلان تجاري، ليدخل عالم السينما منأوسع أبوابه،و خير مثال على ذلك هو المصارع (ذا روك) ، و الخطوات المتواضعة للاعب الكرة الإنجليزي (ديفيد بيكهام) عبر أخذه لبعض الأدوار الثانوية في أحد الأفلام.
الكثير من المنتجات المتوفرة في السوق لا تتحرك بناء على الجودة و الفائدة بقدر ما تأخذه من مساحة (بصرية) عند المستهلك، لينسخ من البطل الذي يعشقه سلوكا و فكرا و لباسا يتقمصه ، عسى أن تكون تلك الطريقة مقربة للأنموذج الذي يصبو إليه الفرد المشاهد ، و من خلال النظرة العامة للشباب البالغين في المجتمع ، نرى نسبة التقمص( اللباسي) الذي يعكس الكثير من التصورات عن ذات الفرد و محيطه ، بل و تأخذ منحى تأثيريا إجتماعيا عبر ما يسمى بالارتباط الشرطي اللباسي ، الذي يشكل حركة الفرد بناء على ما يملك من صور تأثر فيه و تتأثر به، و ما اللباس إلا إلا مكون أولي لبيت شخصية الفرد،وحين تحصل تبعية التقليد في أشكال و صور الأفلام من لباس و سلوك ، ينعكس كنيتجة طبيعية على إدراك الفرد لنفسه و السؤال عن ذاته .
النظارة الجينز أهم صورتين بإمكان الفرد العادي أن يتلبسهما ، و يتشكل فيهما بطرق متعددة، و كونهما(الأيقونة) الظاهرة للمشاهد لذا يتم التركيز بعناية في إختيار ملابس الممثلين من الفكرة الرئيسية مرورا بالحياكة و التصنيع و انتهاء بالشكل الخارجي ، فضلا عن وجود (ألبسة ) متفق عليها في نسبتها لأبطالها ليمتد تأثيرها إلى الأطفال من خلال زي (السوبرمان) و (رجل العنكبوت ) و (الرجل الوطواط).
لقد أصبحت مسألة اللباس في حركته التأثيرية على الفرد واضحة الملامح ، نتيجة التفاعل الحاصل مع ما يُطرح في فيلم هنا أو هناك ، ولا تكتمل عند المشاهد رسم صورة الشخصية التي يحبها و يتبناها إلا من خلال عنصرين يتقمصهما و يعمل بهما ، السلوك و اللباس ، وكلاهما يُسقط أثره على ذات الفرد و المجتمع ، و مسألة دراسة ما يُطرح في الفيلم تدفع الباحثين للتدقيق المدروس في التبعات التأثيرية للفيلم المعروض بشكليتيه الصورية و اللباسية
.

Leave a Reply