فنان بحريني يستخرج القيم في الكتب والسينما.. والملابس

العدد 12347

الإثنين3-12-2012

المنامة – البحرين

شاب بحريني، عاش منذ صغره خارج الصندوق التقليدي للمجتمع. تفكيره الإبداعي والفن الذي خلق معه جعلاه دائما بعيداً عن إطار التفكير العام والسائد. يستخدم الكلمات لينشر فكرة، واللون ليعبر عن رأي، والخط ليكون رسالة، ولطالما شغلت تفكيره الظواهر العلمية.
إنه الفنان والكاتب والباحث والشاعر جعفر حمزة، مؤلف ثلاثة كتب: «أنا أحب دميتي»، و«سيرة عشق: الإنسان لصورته الدمية»، و«الأوريغامي المقدّس: تأملات قرآنية معاصرة»، علماً أن الكتاب الأول تمت طباعته وترجمته في البحرين، ثم أعادت طباعته دار نشر ألمانية، وهو متوافر في موقع «أمازون».
حمزة أيضاً صاحب مشروع «نغزة»، الذي أنجز عدة أفلام قصيرة جداً، تناولت موضوعات حساسة في المجتمع البحريني، مثل الطائفية، وردم البحر، وتخريب البيئة، والعنف ضد المرأة.
مارس حمزة الكتابة والشعر والتصميم والسينما، وعن ذلك يقول «كلٌّ له ذوقه وعالمه، وكل تجربة لها قوانينها وجاذبيتها الخاصة، المعيار في قربها وبعدها مني، هو الرسالة والفكرة، فهما المغناطيس. والأشكال المختلفة للتعبير، من كتابة وتصميم وسينما هي بُرادة الحديد، فالرسالة تلزم أي شكل أميل إليه، من أجل إحداث الأثر وصنع الفعل».
درس حمزة الهندسة الكهربائية، التي يرى أنها صقلت وأسهمت في عقلنة الفكر لديه، وَمَنْطَقَت سير التعبير عنده، وأوقدت أُوار العشق للمعرفة بطريقة متجردة، ساهمت مساهمة كبيرة في صياغة طريقة رؤيته للأمور.
يعمل حمزة في وكالة إعلان وتسويق مقرها البحرين، بالإضافة إلى عمله في مجال ترويج الأفكار الإبداعية، عبر تقديم الورش في مجال الإبداع، فضلاً عن مشروع «أثر» لتصميم الملابس الذي بدأه منذ حوالي العام.
ويتحدث حمزة لـ«السفير» عن المشروع. يقول «من هذا المشروع، جاءت فكرة «عرض القيم

 The Values Show

»، وهي نتاج حلم كان مختمراً لدي منذ زمن، فقد صاحبني عشق إظهار الهوية بطريقة مبتكرة منذ الصغر، ورأيت أن اللغة الأبرز والأجمل والأهدأ والأكثر ابتكاراً والتصاقاً بالإنسان هي لباسه، فهو جلده الثاني. وألهمني للقيام به أمران: الأول هو الإيمان بأن الثقافة العربية والإسلامية غنية بموارد الجمال والقيم النبيلة، وما علينا سوى إظهارها على حقيقتها لأنفسنا وللآخرين، واللباس يشكل صورة من صور الثقافة والهوية، وفي عصر العولمة، عليك أن تبرز هويتك بطابعها الإنساني الجميل لتبقى على السطح ويراها الآخرون، وذلك هو الرهان على الضمير الحي والقيم النبيلة التي لا تفنى، أما الأمر الثاني فهو إخراج القيمة من قُمقم المربعات، الصناديق المغلقة في أذهان البشر والمستطيلات (الكتب)، وجعلها على مساحة منبسطة متحركة حرة تتنفس الهواء، ويلمسها الجلد البشري وتراها العين».
وعن تفاعل الناس مع ماركة «أثر»، قال حمزة «تفاعليٌّ جميل ومحفّز لتقديم الجديد، فهم يرون أن أثر تقدّم ما كانوا ينتظرون من ملابس تجمع بين الهوية والإبداع».
وخلال حديثه لـ«السفير» أشار حمزة إلى أن «الإنسان له القدرة على التعبير بعدد أنفاس الخلائق، فالتعبير طاقة، والطاقة يمكنها التشكل في أكثر من صورة، وهي لا تفنى أبداً. استخدمت ما وهبني الخالق من قدرات في التعبير عن القيم الكونية، كما أن الفن لا يتوقف أبداً، ولو في زمن الشدّة. لأن الفنّ رسالة، والرسالة لا تتوقف، قد تكون حركتها بطيئة لكنها لا تتوقف أبداً».
وعن مشاريعه المستقبلية، قال حمزة مختتما اللقاء «أعمل على إنهاء كتابي الثالث المقبل، الذي يتناول «مفهوم اللباس وتغيراته عند الغرب»، وهو قراءة تحليلية عملية للتغيرات اللباسية في الغرب».

Leave a Reply