أمرته عمته بطلاء سياج الخشب الطويل لبيتهم، ولَم يكن له مهرب من ذلك إلا القيام بالأمر.
لكن عمل ذلك بطريقته الخاصة، طريقة “صناعة القيمة التي لا تقاوم”!
حيث فاوض “توم” صديقه “بِن” على إرجاع كرة المضرب الخاصة به والتي أضاعها في
حال ساعده في طلاء السياج. وقاما ببدء ذلك معاً، وعمل “توم” على طريقة
“تقديم المُتعة في العمل مقابل أخذ الأجر”، وذلك من خلال إظهاره مع ”بن” الاستمتاع
بطلاء السياج.
وبدأت كرة الثلج بالتدحرج، حيث ما إن يمر أحد الصبية حتى يرى مدى “استمتاع توم وبِن”
بالصباغة ويطلب من توم القيام بذلك، ولكن الأمر ليس بهذه السهولة، بل يرفع توم من
سقف قيمة العمل بأنه يتمنّع من السماح لهم بالطلاء. فيدفع ذلك كل صبي على
تقديم ما لديه فقط ليخوض التجربة، سواء من تقديم تفاحة أو طائرة ورقية أو غير ذلك
من مختصاتهم للحصول على فرصة طلاء السياج.
وهكذا كان، حيث حصل توم على الكثير من الأشياء من صبية القرية مقابل أن يقوموا \
بعمله، وظفر توم بثلاثية مربحة جداً:
1. الإنتهاء من العمل في وقت قياسي وبشكل متقن
2. الحصول على العديد من الأشياء من صبية القرية، وامتنانهم له!
3. الحصول على تقدير العمة ومكافأتها له
تجربة “توم وطلاء السياج” درس ملهم في تقديم أسلوب عرض “القيمة المُضافة –
المتعة من طلاء السياج” عبر تسويق ذكي بفعل إظهار تجربة المستخدم “استمتاع
توم وبن في الطلاء” والعمل على تكوين “عقل جمعي” عمل كمغناطيس لجذب عدد
من صبية القرية للقيام بعمل توم عوضاً عنه، مقابل “تصوّر” عاشوه ولمسوه واستمتعوا به، بالرغم إن فعل الطلاء في ذاته قد يبدو عادياً أو مُتعباً أو ربما مملاً، لكنما عرض “توم” الأمر من خلال “ضرب الأمثلة Lead by examples” حوّل الأمر برمته إلى شيء استنثائي يتسابق الصبية إليه.
وهذا انعكاس لكثير من سلوكياتنا المبنية على “عقل جمعي” و”قيمة مضافة” قد تبدو حقيقية وقد لا تكون كذلك.
إن الأمر برمته في اختياراتنا التي تصنع التوجه ويُبنى عليه السلوك، ونصنع منها الجزاء الذي نعتقد أنه يلبي ما نرغب به.