لا يمكنك ترك أثر دون أن تتحرك
http://www.alwasatnews.com/pdf/index.php?issue=3703&cat=fir
وصلة الفيديو:
كثيرون تابعوا “قفزة فيلكس” التي أصبحت حديث الساعة في الأخبار العالمية. وذلك لجرأتها وخطورتها أيضاً.
وبقدر ما تُبرز قدرة الإنسان على تحدي قدراته وخوفه، فهي تكتنز عناوين عديدة في هذا الحدث الذي لم يتجاوز دقائق معدودات.
ففي حين كان هدف صاحب الحدث ” المغامر فيلكس” ذو ٤٣ عاماً والنمساوي الجنسية هو تسجيل رقم جديد في عالم الرياضات الخطرة وتحقيق حلمه في الظفر بأسرع وقت في السقوط الحر
Free Fall
. حتى أن الوشم الموجود على ذراعه يُعبّر عن حلمه .
Born to Fly
ذلك الحلم الذي انطلق به “عباس بن فرناس” العربي قبل مئات السنين، ليدفع حياته ثمناً لذلك، لنصل إلى هذا الزمن بتحقيق حلم ولو من نمط مختلف قليلاً في الطيران من قبل “فليكس” هذه المرة.
قفزة فيلكس ليست تحقيقاً لطموح شخصي له فقط، بل هي إضافة في السجل البشري في مجال السقوط الحر وما لذلك من نتائج وقراءات من الناحية العلمية.
وما كان لذلك أن يكون لولا وجود شخص مثل “فيلكس” في جرأة الإنسان لتحدي نفسه، ولولا فريق متكامل من الدعم الفني والتوثيق والتدريب والمتابعة والمساندة، كل ذلك مع وجود دعم “ذكي” من لدن ماركة تجارية تؤمن بأنَّ لها قصب السبق لتحتوي هذا الحدث، من أجل تعزيز قيمتها التجارية من خلال حضورها الفعلي لهويتها، وأول ما تراه في الفيديو الرسمي للسقوط الحر لفيلكس هي خوذته وبدلته الموسومين بشعار
RedBull
نتحدث هنا عن تكامل جميل صنعته التقنية مع الدعم المالي مُتَوَّجاً بشجاعة الإنسان.
وعند اكتمال هذه العناصر يمكن رؤية إنجازات بشرية متنوعة وفي مختلف المجالات. ولِتُشكِّل إضافة نوعية في أكثر من حقل ما زال الإنسان يحبو فيها باحثاً مكتشفاً ومغامراً رائداً.
ومع وجود نسبة ولو بسيطة بتعذر فتح المظلة ل”فليكس”، إلا أنه أقدم على الأمر وعائلته تنتظر وصوله على قدميه أو متناثراً على الأرض. وما إن وطأت قدماه الأرض، حتى يُخال لي كأنه “آرمسترونغ” عندما وضع قدمه على سطح القمر.
بعض البشر كعباس بن فرناس وفيلكس يؤمنون بنهاية حياتهم بالموت، لكن ما يميزهما عن غيرهم
أنهم يختارون الموت ليكون إضافة لحياتهم بعد حين.
http://www.youtube.com/watch?v=aBvdDx6aQIU
ومع أن الرقاب مشرأبة للسماء للنظر إلى “ فيلكس” أو أولئك الذين شاهدوه عبر البث الحي، إلا أن حدثاً آخر بالقرب منا وهو أقل ارتفاعاً من قفزة فيلكس، إلا أن سقف إنجازها عالٍ جداً جداً.
ذلك هو ما صنعته “طائرة أيوب” التي أطلقها حزب الله اللبناني لتخترق أنظمة تجسس عالية الدقة والتقدم من قبل عدة جهات، أمريكية وأوروبية وإسرائيلية. لتصل إلى عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة وتأخذ وتبث كل المعلومات، ولا تُكتشف إلا بالعين المجردة بعد أن اجتازت ما يُسمى بالقبة الحديدية التي تفتخر بها الأنظمة الدفاعية الصهيونية.
هذا الحدث وإنْ لم يلق بمثل الزخم الذي لقته سقطة “فيلكس” الجريئة في الإعلامين العربي والغربي، إلا أنها حققت نتائجها، وأظهرت مارداً علمياً ليس هينّاً غير الذي كنا نظنه موقوفاً عند الغرب فقط.
ماردٌ يُدرك صناعة من أعقدها وأخطرها وأفتكها، هي صناعة الاختراق والتجسس وجمع المعلومات.
نتحدث هنا عن الولايات المتحدة الأمريكية، إمبراطورية صناعة الأسلحة والتقدم التكنولوجي وهي ظهيرة ومساندة للكيان الصهيوني والكريمة عليه بكل جديد في قبال تجربة من قبل حزب مقاوم في دولة عربية استخدم طائرة استطاعت بتقنية ما أن تحترق كل تلك الحواجز من أنظمة دفاع ورصد لتجمع المعلومات،و”تستعرض” عضلاتها بعد كل ذلك لتُكتشف بالعين المجردة ويتم إسقاطها.
http://www.youtube.com/watch?v=YRCmuK2XCeE
ومن بين هاتين التجربتين، ما زلنا نجتر نُكتاً وطرائف على تجربة فليكس أو ربما التهكّم بها، ونغض الطرف تحليلاً واستفادة من تجربة الاختراق لطائرة أيوب وتكون ملصقات التدني في الوسم الطائفي جاهزاً.
ولكليهما إنجاز ورُقي بالإنسان، فالأول سقط ليرتفع، والثاني ارتفع لكي لا يركع.
فأين نحن من هاتين التجربتين؟
كلاهما سَبقٌ دفعه العلم والتقنية،ووجهه الهدف والرسالة، ونحن في منصة المشاهدين نرى كليهما، ولا نُضيف منهما شيئاً لارتفاعنا، سوى سقوط حُر دون تخطيط أو هدف أو تكون مجالاتنا الجوية مُخترقة من كل حدب وصوب.
فيلكس بسقوطه قد ارتفع بتجربة الإنسان، وطائرة أيوب باختراقها قد ارتفعت بكرامة إنسان.
فأين نحن الآن؟؟!
عن أميرالمؤمنين الإمام علي عليه السلام: الدِّينُ لا يُصلِحُه إلاّ العقل — نَهْجُ الـبَلاغَةِ
يعتري الدين الكثير من حركات التبديل التي تتشكّل من جهتين:
١. جهل الناس بحقيقة الدين وهدفه ورسالته، فبالتالي يكون جهلهم مع مرور الوقت مكوِّناً أساسياً للدين ولا ينفك عنه عُرفاً، كالطُفيليات التي تنمو على الجسم التي تتغذّى منه.
٢
. مكرُ المتمصلحين من تحوير الدين إلى ما يبتغون من أهداف تعود عليهم بالمنفعة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
ويكون ذلك من مدِّعي فهم الدين بالتزامن مع حركة ذوي السُلطة، وهو الزواج المثالي لتخدير الناس باسم الدين ليتم شفط الثروة والقوة والسيطرة من خلالها.
فالأول متمثل في الخرافات التي تنخر في الدين الحركي، والآخر هو الدين المُسيِّس النافع لذوي النفوذ والسلطة وتشكَّل ذلك من العصر الأموي خصوصاً. فكان التحريف في الأحاديث وفهم الآيات، وتم ذلك بأسرع وتيرة خدمة للسلطة آنذاك في وضع إطار “مُقدّس” للهيمنة على ثروات البلاد والتحكم في العباد.
فما المرجعية في وضع الدين في مساره الصحيح ليكون كما هو ناصعاً لا شوب فيه؟
من المرجعيات الأساسية هي العقل، فهو المرجع في ضبط وملاحظة أي انحراف مهما كان صغيراً. فما عُبدَ الله بشيء أفضل من العقل.
وهو -أي العقل- المُتمم لمسار الأنبياء في هداية الناس.
كما قيل بأن “الرسول عقل خارج، والعقل رسول داخل”.
وفي هذا القول دلالة جميلة على أن الدين ليس ببعيد لا عن فطرة ولا عن عقل.
وهو دعوة قوية ومنهج مهم لإعمال العقل وتمحيص الدين من شوائب أحدثها: الفهم الخاطئ والتفسير المسيَّس.
ما بحاجة إليه هو إصلاح مُمنهج للفهم وإعادة التعريف الصحيح للعديد من المصطلحات الحياتية من وجهة نظر الإسلام المتناسق مع روح القرآن الكريم وما أتى به المعصومون من النبي “ص” وأهل بيته الكرام”ع” وكذلك من سيرة الصحابة الكرام “رض”، فهناك العديد من “المرشحات” السليمة والمعطوبة التي كانت بيننا وبين تلقي النص الديني من مصدره.
وفضلاً عن تلك “المرشحات”، هناك الإضافات التي تأتي تباعاً مع الزمن من قِبِل المجتمع في أعرافه وصياغة تفاعله مع النص الديني وتحويره وتحويله.
وبين التجارة والجهل يقع قطاع واسع من الناس، قد لا يعيرون للأمر اهتماماً ما دام لا يمس عيشهم ووجودهم.
لذا من المهم تبيان الفهم الحقيقي للدين الذي يحترم الإنسان ويرفع من شأنه.
الدين المنفتح على الآخر.
الدين الداعي للتغيير الحقيقي في ذات الإنسان.
الدين ذي المنهج السياسي القويم
وكل ذلك من أجل
“ولقد كرمنا بني آدم”.
وهذا عين منهج سيرة أهل البيت “ع” والصحابة الكرام “رض”.
ألم يناقش أهل البيت “ع” بسعة صدر كما جدهم “ص” لكل مُشكّك وملحد؟
ألم يكن الإمام جعفر بن محمد الصادق “ع” مناقشاً لجميع التوجهات في المسجد النبوي مهما بلغت من حِدّة وتطرّف؟
وكل هؤلاء العظام كانوا دعاة عقل وكرامة.
وهذا ما ينشده الدين..
كرامة الناس أجمعين بعقل وفطرة ومنهج عملي قويم.
كان المكان “نقش” هو الكهف الذي لجأنا إليه لنطوي ما نتأمل ونتدبر من بعده في آيات القرآن الكريم.
وبالرغم من غرابة التدشين، كونه لكتاب ذو نسخة إلكترونية فقط -لحين موعد طباعته في غضون شهرين-، إلا أنه امتد من تقديم للكاتب والكتاب من قبل الدكتور العزيز حسين أحمد سلمان، إلى استعراض أهواه، وهو الاستعراض البصري من خلال عرض بسيط
Presentation
حوى بعض تصاميم الكتاب أمام الجمهور، ولوحات تضم مخطوطات الكتاب من ضمن فصوله الثمانية عشر، وذلك خلف الجمهور، ليكون بين مدّين، بصري متحرك أمامه وآخر ثابت خلفه، وهو الفاعل في الأمر مناقشة ومداخلة وتساؤلاً مع الكاتب.
فكانت جلسة تدبر جماعية وكأننا في دَيْرٍ يتخذُ من آيات الله حركة وموضعاً للغطس.
الحضور نوعي، تسري في عروقه دم الشباب كما هو وقار الكهول
كانت رحلة عبر آيات تفتح آفاقاً لم نُدركها من قبل، فكلما ارتقيت رأيت المنظر الأوسع للمحيط.
أيُّ طاقةً لا تنتهي بين يدينا لم نستخدمها بعد؟ بل أي جمال مطلق مركون بين ظهرانينا لم نفتح أعيننا عليه بعد؟
وأيّ حبٌ هذا الذي يفيض من زوايا منازلنا التي تحوي هذا الكتاب العظيم، وما زلنا ننصرف عنه؟
وأيّ لطافة وخارطة طريق هذا الذي يحويه هذا الكتاب الذي لا يلمسه إلا شيئان فقط: غبار وأيدينا في شهر رمضان وعند وفاة عزيز!
ألم يحنِ الوقت بعد لندخل هذا البحر الكريم العظيم بدلاً من التغزل به عند الشاطيء فقط ؟
الورق المقدّس بين أيدينا مذ ولادتنا، علينا تعلّم طيّه فقط ليكون كما نريد، سفينة، طيراً، شمساً أو قمراً، مرصداً أو ما تشاء، فسمِّ ما شئت، فهو بين يديك.
فهّلا بدأت الطيّ؟!!
Instagram account:
jaafarhamza
