الرئيسية

  • الاستثمار في الانهيار

    الاستثمار في الانهيار


    كيف نبني إمبراطورية من هوس الشراء؟

    لم يعد الأمر خافياً لمن يبحث أو يقرأ قليلاً بأن صناعة الموضة يقف ورائها سيلاً من هدر موارد وكرامة وحقوق!

    فخط إنتاج الموضة يعمل كثقب أسود من عمالة غير مدفوعة الأجر ومن هدر موارد، ومن إعدام لكثير من المنتجات للحفاظ على سعر المنتج، ولإبقاء ذلك الشرَه في الجمهور دون انقطاع، وكأنها دائرة لا تنتهي، من تقديم تصور لموضة وترويج لها، ومن بعدها تعزيز ذلك في سلوكيات الناس، ليتم الشراء دون وعي، ويتم الإعدام لكثير من المنتجات لتصدير أخرى وهكذا تستمر دائرة الهدر دون انقطاع.

    ما تقوم به SHEIN وغيرها ممن تعمل على شاكلتها في مجال الأزياء خصوصاً هو واقع حقيقي للتخمة التي يُراد لها الاستمرار كي لا تتوقف عجلة الصناعة في مثل هذه العلامات، فكل ما تشتهيه تشتريه، ليزداد الطلب وتُستهلك الموارد من طاقة وماء وجهد بشر، ونُرجع للطبيعة كارثة أخرى غير الاستنزاف وهو الهدر والتلوث.

    فلم تعد الملابس ستراً فقط، بل تحولت لتمييز طبقي، وبعدها تحول الأمر إلى تفرّد يُسعى إليه، حتى وصلنا لمرحلة أننا نهدر مواردنا لأجل رغبة عارمة في عمر قصير لموضة، لتختفي وتأتي من بعدها موضة، وهكذا تستمر عجلة الانهيار من أجل رغبة لا حاجة، وهوس لا ضرورة، وتكون صناعة الملابس مساهمة في استمرار هضم حقوق عمال، وذوبان للقيم الإنسانية الأصيلة.

    فنحن عندما نشتري هذه الملابس وبهذه المنهجية التي تم العمل عليها، فإننا ننفق في الانهيار لقيمنا كبشر، عندما يكون الهدر مجرد خطوة “لا بد منها” لأجل ما نرغب ونشتهي.

    للعلم فإن كلاً من شركتي
    H&M and Zara
     كانتا على نفس المنوال وبعد ضغوط تسعيان لتعديل أمر خط الموضة السريعة المستهلك للطاقة والمدمر للبيئة، ولا أعلم وفقاً لما اطلعت عليه إن كان الأمر صحيحاً لهاتين الشركتين.

    وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، تساهم صناعة الأزياء بنسبة 10% من انبعاثات الكربون العالمية سنويًا، وهي نسبة تتجاوز مجتمعة انبعاثات الرحلات الجوية الدولية والشحن البحري. (١) تخيّل؟!

    لنعلم أن الأزياء السريعة هي دورة من الاستخراج والإنتاج والتلوث والالقاء ويتم تقديمها على أنها خيار، وكأن الأمر لا مفر منه، في حين لو نظرنا لنماذج أخرى مثل
    Patagonia
    (٢)، لرأينا كيف أمكنها استخدام المواد المستدامة وتوظيف كرامة الإصلاح وإعادة الاستخدام والاهتمام بالمسؤولية الاجتماعية، فضلاً عن وجود الاعترافات والشهادات بما فيها شهادة
    B Corp
    إلى جانب مبادرة ١٪ من أجل الكوكب.

    الخيارات متوافرة فيما ننفق ونشجع على أي مسار تكون الصناعة، صناعة هدر أو صناعة استدامة. فلا يمكننا الاستمرار في الاحتفاء بمثل هذه الإمبراطوريات المبنية على الاستغلال ويتم الترويج لها على أنها ابتكار!

    ليس الأمر بمقتصر على شركة صينية هنا أو شركة أمريكية هناك، إنما الأمر على كل شركة تهدر الموارد وتساهم في تشكيل وعي سلبي لما نلبس، وعلينا كجمهور واع أن نقف أمام هذا الانهيار في هوس الشراء مهما كان مصدره، لنكون ممن يساهم في استدامة الموارد والمحافظة على عليها، دون ذلك الإسفاف من صنّاع الموضة السريعة ولا من جمهور يتماشى مع ما يتم التقدمي له دون وعي أو شعور بمسؤلية حقيقية.

    ما بين تخمة تلك الإمبراطوريات وسهولة الوصول لها عبر التجار لهامش ربحهم وبين جمهور يسعى لارتداء ما أوهموه أنه موضة، تكون الحلقة مستمرة بين أولئك الثلاثة، ويبقى الرهان أولاً وأخيراً على الجمهور الذي يشتري بوعي حقيقي للمحافظة على الموارد من خلال سلوكه الشرائي ولإيقاف ماكينة الهدر وبناء امبراطورية النفايات.

    ولعلنا نبدأ بصناعة ما يستر أجسادنا، فالأمة التي تلبس ما لا تنسج وتأكل ما لا تزرع، أمة مستهلكة وبها ضعف لا يمكن إغفاله.

    الصورة ليست مبالغة، وإنما حقيقة لا يُراد لها الظهور للعلن.

    تم تخيل هذا العمل بواسطة
    Emanuele Morelli
    باستخدام أداة التصميم بالذكاء الاصطناعي
    Midjourney

    (١) https://earth.org/fast-fashion-and-emissions-whats-the-link/?utm_source=chatgpt.com

    (٢) https://www.patagonia.com/home/

  • بين مثلثين! كيف يمكن لمملكة البحرين التقدم في مجال الاستقلال المائي والغذائي والدوائي؟

    هذا التسارع والتقلبات الجيوسياسية في العالم والمنطقة وانعكاسها على الاقتصاد، لا بد أن يأخذ نصيبه من الاهتمام، ووضع خطة تتسم بالحكمة والمرونة وبذات الوقت المتانة والصرامة، من أجل استدامة حقيقية لاقتصاد قوي وقدرة تتسم بالمرونة العالية على التكيف مع الأوضاع.

    ومع غياب هكذا عقلية ومنهجية عمل، سنكون دوماً في ساحات ردات الفعل لا في صناعة الفعل، وحينها تكون خياراتنا قد تم صناعتها من قبل وليس علينا إلا وهم الاختيار ليس إلا.

    وعند العودة للأساسيات، تتضح ملامح أمور قد تم تهميشها أو لا أقلها جعلها ثانوية في ذيل قائمة الاهتمام للعديد من دولنا، وهنا الأمر المستغرب والعجيب!

    هناك مثلث التأمين الاستراتيجي لأي دولة تتمتع بالاستقلال والقوة، وأضلاعه هي:

    ١.تأمين الماء

    ٢.تأمين الغذاء

    ٣.تأمين الدواء

    هذه الثلاثية ليست مجرد عناصر حيوية، بل هي ركائز تحدد قوة أي دولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتعزيز سيادتها الاقتصادية، وضمان استدامتها في مواجهة التحديات والتغيرات من حولها.

    ١. كيف نصل للاكتفاء المائي؟

    ما هي مصادر المياه التي يتم تزويد الناس بها بالدولة، من شرب واستخدامات أخرى تجارية وصناعية وزراعية وخدمية وغيرها؟

    وحيث أن الموارد المائية شحيحة في مملكة البحرين، والاعتماد الأكبر بل الأوحد على نظام التحلية من البحر، لا بدمن تطوير الأساليب ورفع الكفاءة فضلاً عن الاستثمار في ابتكار طرق جديدة ترفع الإنتاجية دون ضرر على البيئة، وبذات الوقت الاستفادة من تجارب الآخرين مثل سنغافورة، الجزيرة ذات الموارد المحدودة جداً، وكيف عملت بنُظم متقدمة في الاستفادة من المياه الرمادية بل حتى من المياه السوداء!

    ويمكن العمل على:

    . ضبط البصمة المائية للأفراد والمؤسسات، والعمل بنظام جمع النقاط كأسلوب تحفيزي للاستهلاك المقنن للمياه

    . إعادة استخدام المياه الرمادية للأفراد والقطاعات المتنوعة، وذلك من خلال وضع أساسيات استخدام تلك المياه في المشاريع الإسكانية الجديدة، مع تحفيز الحكومة ودعمها للأفراد والمؤسسات التي تود إعادة استخدام المياه الرمادية عبر دعم شراء الأجهزة المعنية بذلك، وهو ما سيقلل من كمية البصمة المائية لاستخدام الأفراد والمؤسسات بالبحرين

    . تعزيز تقنيات تحلية المياه بطرق مستدامة وصديقة للبيئة من قبل الوزارات المعنية

    . دعم الأبحاث الأكاديمية والمشاريع الريادية في هذا الجانب وبشكل مركز خلال فترات زمنية محددة، حيث يكون كل العمل على تحقيق الوصول إلى طريق ذات كفاءة أفضل لما يتم العمل عليه حالياً، فيكون الأمر إما تحسين الموجود أو ابتكار الجديد.

    . نقل المعرفة من جهات وشركات وحكومات أخرى، للاستفادة من تجاربها وتطوير ما يتناسب مع تحدياتنا وظروفنا

    ٢. كيف نحقق الأمن الغذائي؟

    تزايد الاهتمام بهذا الجانب مطلوب وضروري، وعلينا تخطي مرحلة اطلاق المبادرات إلى استدامتها وتطويرها وقطف بعض ثمارها.

    فالأمن الغذائي يتطلب خطة واضحة مُحكمة، تعتمد على استغلال الموارد المتاحة بكفاءة عالية، وادماج علم استخدام المساحات مع التصاميم الخارجية للمباني السكنية والتجارية فضلاً عن المصانع، فزيادة الرقعة الخضراء ملحوظة لدينا بالبحرين، وهذا ما لا يمكن إغفاله، لتقليل انبعاثات الكربون، والمتابع يلاحظ أيضاً أن وضعنا فالبصمة الكربونية بحاجة لعمل أكثر لتحسين مرتبتنا كدولة مهتمة بهذا التوجه. إلا أن المتطلب أكثر والطموح أكبر. والحديث هنا يتم تركيزه على التأمين الغذائي، وقد كان من الجيد اطلاق “شركة غذاء البحرين القابضة” التابع لممتلكات، والمهتمة “بتعزيز النمو والابتكار في قطاع الأغذية والزراعة ودعم جهود مملكة البحرين في تحقيق الأمن الغذائي”. حسب ما ينقل الموقع الرسمي للشركة. https://www.bmhc.bh/ar/portfolio-companies/bahrain-food-holding-company

    حيث تضم الشركة العامة للدواجن وشركة دلمون للدواجن وشركة البحرين لمطاحن الدقيق، وهذه خطوة جيدة ومطلوبة، وبحاجة إلى تفعيل حقيقي لأهدافها ورؤيتها، ضمن جدول زمني منضبط وواضح.

    ولكون هذه الشركة تحت “ممتلكات”، والذي ورد في الموقع بأنه “يتوجب علينا كصندوق الثروة السيادي لمملكة البحرين أن نعمل وفقاِ لمبادئ الممارسات البيئية والاجتماعية والحكومة”.

    سيكون الحديث عنها سلساً ومتوافقاً لما نتناوله، ويبقى التحدي في التطبيق لا سواه حينها.

    ومن ضمن الأمور الممكن القيام بها أو دراستها قبل تطبيقها في مجال تأمين الغذاء:
    ١.وجود خطة وطنية واضحة الملامح، سواء من نوع المشاريع وعددها ومدة تنفيذها وقطف ثمار نتائجها، سواء في توفير المواد الأولية لصناعة الأغذية أو توفير موارد الاستهلاك البشري من حيوانات وطيور وأسماك وخضار وفواكه.

    ٢.زيادة الدعم للمزارعين، سواء من ناحية مصادر المياه أو مواد الأسمدة أو البذور المحسنة وطرق مكافحة الآفات وغيرها من خدمات ممكنة تهدف لتحسين الإنتاجية نوعاً وكماً لدى المزارعين، والكثير مما تم ذكره في هذه النقطة موجود إلا أنه بحاجة لتوسعة كمية وكيفية بشكل أوسع في المملكة

    ٢.ادخال الذكاء الاصطناعي في إدارة المنتوجات الزراعية، وقد شهدت بنفسي تجربة رائدة في أحد المزارع بمنطقة الجنبية، حيث يكون قياس كمية الماء وتوقيت الري، وتوقع الإثمار للمزروعات وأنواع الآفات وكيفية تجنبها، فضلاً عن المراقبة الدقيقة لكل نبتة أو مزروعة على حده بترقيم أماكنها وتقديم تقارير مفصلة عنها. وتوظيف استخدام المياه الرمادية المناسبة لبعض المزروعات والنباتات. وهو ما يقلل الصرف للماء والوقت والجهد مع إدارة شاملة للمزارع ومنتوجاتها.

    ٣. تخصيص مساحات واسعة جديدة في البحرين للزراعة والأراضي موجودة وبكثرة، سواء التابعة للأوقاف بشقيها السني والجعفري أو التابعة للحكومة، مع تقديم محفزات أكثر للراغبين في استزراعها من قبل المواطنين والمستثمرين.

    ٤. تطوير الإنتاج الحيواني، فما زلنا نستورد الماشية من الخارج، مع قدرتنا للوصول عبر خطة زمنية حاسمة لتصفير استيراد أنواع محددة من الماشية من الخارج عبر خطة قد تبدأ من عشر سنوات فما فوق.

    وتشكل الثروة السمكية الورقة الرابحة لدينا كوننا في جزيرة وبها مقومات الاكتفاء في الثروة السمكية.

    والتحديات تتمثل في العمل على وجود توجه منظم في خط الانتاج الاستزراع السمكي، لنصل لمرحلة الاكتفاء الذاتي.

    وللعلم فإننا نصدّر ما يقارب من 14,133.36 ألف طن من الأسماك في حين نستهلك قرابة 24,088.10 ألف طن، ونستورد 18,384.87  ألف طن، وذلك وفق احصائية 2022. (المصدر www.data.gov.bh)

    ومن الملفت للنظر تحوُّل البحرين من دولة مُصدرة إلى مُستوردة صافية للأسماك بحلول 2022.

    وذلك مدعاة للتوقف والمراجعة الجادة في هذا الملف الذي يثير الكثير من التساؤلات عندما يتعلق الأمر بتأمين الثروة السمكية للأجيال القادمة.

    ٣. الدواء، من الاستيراد إلى الاكتفاء!

    يشكل الاكتفاء الدوائي ولو لبعض الأساسيات أمراً مهماً لا يمكن التهاون فيه.

    فلا يمكن لدولة أن تكون قوية من دون استقلالية في صناعة دوائها، وهو حجر الأساس في صحة شعبها، والاعتماد الكلي في استيراد الأدوية يشكل تهديداً صامتاً لا يمكن إغفاله.

    فالمطلوب هنا ليس فقط توفير الأدوية، وهو ما تقوم به الدولة مشكورة بجهودها وضخ ميزانية ليست باليسيرة في ذلك، ونحن بحاجة بالتوازي مع ذلك إلى نقل المعرفة وبناء صناعة دوائية متكاملة في مملكة البحرين عبر:

    . دعم برامج تصنيع الدواء محليًا بشراكات استراتيجية من مصانع أجنبية وأخرى عربية، ولا أقلها للأدوية التي انتهت فترة حمايتها وتصبح مشاعاً لكل دولة الاختيار في تصنيعها حسب قانون المنظمة، ومن المهم الاستفادة من قوانين اتفاقية الجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية TRIPS في هذا المجال.

    نحن بحاجة إلى التركيز في التوجهات التالية:

    . الاستثمار في البحث والتطوير بالتعاون مع الجامعات والمراكز المتخصصة.

    . تحفيز القطاع الخاص للدخول في هذا المجال وتعزيز الإنتاج الوطني.

    . العمل على الهندسة العكسية لبعض أنواع الأدوية والمنتوجات الطبية

    . التعاون مع شركات وجامعات أجنبية في مجالات التجارب السريرية وتطوير الأدوية.

    وذلك المثلث لا يمكن أن يتحرك بقوة وسلاسة إلا من خلال توفير مثلث آخر، يتمثل في الأضلاع التالية:
     

    ١. البنية التحتية

    ٢. الاستثمار

    ٣. الابتكار

    وهذا المثلث هو الدعامة الرئيسية لتأمين ثلاثية الماء والغذاء والدواء.

    ١.تعزيز البنية التحتية:

    وذلك من خلال تحسين الخدمات اللوجستية، وربط المشاريع الغذائية بالمناطق الصناعية واللوجستية بشكل تكاملي.

    مع أهمية معرفة المشاريع التي سيتم العمل عليها، وربطها بالمصانع والخدمات ذات العلاقة.

    ويتمثل ذلك في الطُرق والجسور لتأمين سلاسل الإمداد، فضلاً عن الاستفادة من الارتفاعات المنخفضة في نقل البضائع، وهو ما يسمونه باقتصاد المجال الجوي المنخفض Low Altitude Economy، والذي يشمل الاستخدامات للطائرات بدون طيار والتقنيات الجوية الأخرى التي تعمل على ارتفاعات منخفضة (أقل من 400 مقدم)، وهذا المجال متنامي جداً في الخدمات اللوجستية.

    ٢.جذب الاستثمار المحلي والدولي:

    العمل على توليفة قوية بين دعم حكومي ومشاركة القطاع الخاص ومشاركة الاستثمار الأجنبي المباشر FDI، في القطاعات الرئيسية الثلاث: الماء والغذاء والدواء.

    ويلعب مجلس التنمية الاقتصادية دوراً محورياً في هذا الجانب، فجاذبية الاستثمار الأجنبي، لا بد أن تكون ضمن معادلتها هو استدامة حقيقية لذلك الاستثمار، فضلاً عن أهمية نقل المعرفة للبلد للاستفادة منها ضمن جدولة زمنية واضحة. وليس بأجدى وأهم من كل ذلك عندما يتعلق الأمر بتأمين ثلاثي أساسي للبلد في الماء والغذاء والدواء، وما يتفرع من كل واحد منهما من مشاريع واستثمارات وفرص كبيرة.

    فالأمر لن يقتصر على تأمين داخلي، حتى نصل لمرحلة تصدير تجربتنا للآخرين أيضاً، وفي ذلك خير وفير لمملكة البحرين ولمن نقدم تجربتنا لهم أيضاً.

    ٣.الابتكار كمحرك رئيسي للتغيير:

    كما يكون الاهتمام بمجالات أخرى بالبلد، لا بد من وضع الاهتمام في استثمارات ذكية ومهمة للحاضر والمستقبل، في مراكز أبحاث متقدمة، والشراكات الفاعلة مع مراكز أبحاث دولية، والعمل معاً ضمن أجندة وطنية علمية لحلول متقدمة في مجالات التأمين الثلاث الأولى “ماء وغذاء ودواء WFM”

    فضلاً عن التعاون مع الجامعات في تخصيص الوقت والجهد والمال لمتابعة الأبحاث والتركيز في استثمار عقول أبناء الوطن لتقديم الحلول المبتكرة في هذا المجال، وذلك من خلال دعم المختبرات بالأجهزة الحديثة والتدريب عليها، وابتعاث الطلبة للمراكز العالمية في المجالات الثلاث WFM، ويكون التركيز خلال خمس سنوات من كل مشاريع التخرج لكل الطلبة في هذه المجالات الثلاث، باعتبارها همٌّ وطني وخطة عمل لابد من القيام بها. فأول الغيث قطرة من بحث وتحليل ودراسة حالات.

    طريق المثلثين، طريق البحرين!

    إن الطريق لتحقيق الاكتفاء الذاتي لمثلث الماء والغذاء والدواء يبدأ بمثلث آخر هو البنية التحتية والاستثمار والابتكار، إلا أن كل ذلك يبدأ بوضع خطة وطنية شاملة، تعتمد على:

    •       جدولة زمنية واضحة لمراحل التنفيذ.

    •       شراكة بين الحكومة والقطاع الخاص والمستثمرين المحليين والدوليين.

    •       مؤشرات أداء دقيقة تقيس مدى التقدم في تحقيق الأهداف.

    في النهاية، الدول التي تبني قدرتها على تأمين مائها وغذائها ودوائها، هي الدول التي تمتلك قرارها، وتؤسس لمستقبل مستدام وقوي.

    فهل نحن مستعدون لتأمين هذه الثلاثية لضمان استمرارية وجودنا القوي؟

    وصلة الموضوع بموقع صحيفة البلاد:
    https://www.albiladpress.com/posts/909709.html

  • العنوان: بين سحر الإنسان ومحاكاة الآلة.كيف يمكن للإبداع أن يبقى مع استمرار الاستنساخ؟ “تقليد استيديو غيبلي مثالاً”

    العنوان: بين سحر الإنسان ومحاكاة الآلة.كيف يمكن للإبداع أن يبقى مع استمرار الاستنساخ؟ “تقليد استيديو غيبلي مثالاً”

    كانت أعماله تأخذ بالأبصار كما القلوب، انتهج أسلوباً جذاباً ساحراً ليس في الرسم وحده، وفي ذلك حكاية طويلة عن مقدار الجهد المبذول والدقة البالغة والاهتمام بالتفاصيل التي تنقلك لذلك العالم دون استئذان، فضلاً عن كمية المشاعر والسرد القصصي العميق وجمالية الإخراج.

    فلم أجد أحداً لم يقع حباً في سحر أعمال المخرج الياباني هاياو  ميازاكي، وهو المؤسس المشارك لاستيديو “غيبلي” المعروف، ومن أبرز أعماله

    Spirited Away

    Princess Mononoke

    My Neighbor Totoro

    Castle in the Sky

    Howl’s Moving Castle

    فكان ذلك الأسلوب مزيجاً من رسم وشغف ورسالة وأسلوب، واختصرها بكلمة “مدرسة”، حتى بات توجهاً خاصاً في طريقة رسم الأعمال، وأصبح ملتصقاً بالثقافة اليابانية بشكل جذري.

    لكن تلك المدرسة التي ألهمت الكثير وألهبت مشاعر الجماهير من كل العالم تتعرض إلى “تسونامي” من الذكاء الاصطناعي قد لامس خصوصية هذه المدرسة وبدء يُزعج مؤسسيها بشكل واضح.

    حيث انتشرت بشكل مهول في منصة X الكثير من الصور والتي تم تحويلها بأسلوب استيديو غيبلي إلى رسومات و “ميمز”!

    وكان وراء ذلك شركة

    Open AI

    ، حيث أصدرت مولد صور جديد بذلك الأسلوب، وانتشر كالنار في الهشيم في فضاء الإنترنت.

    فما كانت ردة فعل المخرج هاياو ميازاكي؟

    لقد عبّر عن استيائه الشديد من استخدام الذكاء الاصطناعي في الفن، وكذلك العديد. وأصبح فضاء الإنترنت وخصوصاً على منصة X ساحة جدال واسعة بين إغراق مهول لصور بأسلوب استيديو غيبلي، وبين من هم في صف ميازاكي برفض هذا النوع من التوظيف للذكاء الاصطناعي لتقليد أسلوب الاستيديو.

    دعونا نتعمق في دراسة ذلك التسونامي للذكاء الاصطناعي وأثره على المبدعين أمثال ميازاكي وعلينا كجمهور ومستخدمين، وأيضاً لا ننسى الرابح الذي يجني من وراء ذلك، وهي شركة

    Open Ai

    ، حيث أن توليد مثل هذه الصور تكون للنسخة المدفوعة فقط “فور أو” .

    قدرة المحاكاة التي تزداد تطوراً لدى الذكاء الاصطناعي فيما يختص بالفنون متسارعة، فلم يعد الأمر بمجرد محاكاة فقط بعد أن يدرس الذكاء الاصطناعي أسلوب الرسم من تفاصيل الخطوط والملامح والألوان ودقة التفاصيل والإضاءة والخلفية وغيرها، فذلك يشكل الإطار فقط للعمل، حتى بات كثيرون مهووسون من باب التجربة والفضول لرؤية صورهم وصور أخرى بهذا الأسلوب الذي أخذنا بسحره في عالم “ميازاكي” الخاص.

    بل أصبح بإمكانك التعديل على النتيجة بشكل مذهل، بكتابة أوامر بسيطة واستخدام أدوات يمكن لطفل في السادسة أن يقوم بها!

    فهل هذا المشاع من التجربة والمعرفة شيء سيء؟!

    كنت أقول “زيادة المشاع يُذهب بالإمتاع”، بمعنى توافر الشيء للجميع بجعله متاحاً وبسهولة، مجرد مبلغ زهيد ٢٠ دولاراً لتنزل التطبيق، ومن ثم تحول كل ما حولك إلى رسم بأسلوب استيديو غيبلي، من ذا الذي سيرفض حينها أو يمتنع؟

    وكأنك تأخذ أداة لتحويل واقع تعيشه لحلم يراودك وتريد أن تراه بين عينيك. ولا عجب انتشار عدد ضخم من الرسومات بذلك الأسلوب في الإنترنت. إلا أن كثرة الإتاحة تقلل من تميز الأمر وجاذبيته، وهذه قاعدة منطقية ومعروفة.

    لكن ما الذي يدفعنا لاستخدام هذا الأسلوب وبهذه الكثرة؟
    ١. الارتباط العاطفي، خصوصاً للمغرمين بأعمال “ميازاكي” خصوصاً ولأعمال استيديو غيبلي عموماً، فالمشاعر المرتبطة بتلك الأعمال قوية، وهو ما يدفع المُحب لالتماس الأدوات التي تحول حبه لشيء قريب منه ويراه بين يديه، وكأنما امتلك عصا سحرية، يمكنه معها تحويل عالمه المحيط إلى ذلك الأسلوب. فهل نتوقع منه أن يمتنع أو يتوقف عندما يجد تلك العصا “التطبيق”؟ لا أعتقد سيكون الجواب نعم بداية. لأننا نعيش لحظة السكرة حينها، وما زلنا!

    ٢. سهولة الاستخدام، وهو الوتر الذي تلعب عليه التطبيقات، الراحة والسرعة والخيارات المتعددة، بمقابل مبلغ بسيط، فالأمر يستحق حينها. فالتجربة السهلة والسريعة والمثيرة تشجع على الاستخدام

    ٣. عدوى القطيع، كثرة انتشار أسلوب معين في الفضاء الرقمي، يدفع الناس للفضول والتجربة وركوب الموجة، لأن الكثرة تعني “سهولة الأمر” وهو ما يغذي الفضول للقيام به

    ٤. تحدي التجربة والاكتشاف، حيث أن كثيرون يميلون لمعرفة مواهبهم وإسقاط تجربتهم على ما حولهم

    ٥. التطبيقات العملية والتجارية، دخل البعض في خط آخر، حيث يتم استخدام الأمر كمادة تعليمية وتثقيفية لبعض الأمور، كون أسلوب “غيبلي” يتميز بجاذبيته، وبالتالي استخدامه لإيصال معلومة أو رسالة سيكون مرغوبا فيه خصوصا للمعلمين والمدربين. بل ويمكن عمل منتجات للبيع من خلال تحويل صور لشخصيات معروفة أو أماكن وحوادث ومواقف لذلك النوع من الرسم وتوظيفها على شكل منتجات، مثل أغطية الهاتف وملصقات وغيرها الكثير. فما دام العمل الرقمي موجوداً، فلا حد لأخذه لتطبيقات عملية متنوعة.

    لكن، لحظة .. هذا الأمر كله يصب في مصلحة ذواتنا كجمهور متعطش لفضول وتجربة واكتشاف واستفادة، وقبلنا الشركة المستفيدة من ارجاع حضورها على الساحة بعد ضربة قوية من شركة “ديب سيك الصينية”.


    لكن ماذا عن أصحاب الشأن أنفسهم من فنانين ومبدعين لهذا الأسلوب ومن يقفون إلى جانب رفضهم لهذا النوع من الاستخدام والمشاع لأعمالهم؟

    ١.تقليل من شأن احترام العمل والإبداع، رذ من المهم معالجة مسائل الاحترام للأعمال الأصلية. نحن نتحدث عن أسلوب لأناس ما زالوا بيننا ويودون تقديم المزيد من جمال أعمالهم إلينا، ومن جهة أخرى نرى هذا الإغراق في استخدام محاكاة فنهم لدرجة الإسراف البصري. فهل سيكون ذلك الانتظار والتفاعل والشغف حاضراً لأعمال جديدة لأستيديو “غيبلي” عندما ترى أسلوبه أينما وليت وجهك؟!

    ٢.تآكل المعايير للأعمال، فالاستخدام المفرط للأمر سيؤثر بشكل ما وواضح في تآكل المعايير العالية التي تمثلها أعمال استيديو “غيبلي”.

    ٣. اهتزاز للجانب الثقافي، فالأمر ليس بمجرد المحاكاة للشكل، بل هناك الروح، والتي تتمثل بالثقافة والرسالة والسرد، فالاستغراق المفرط في الشكل يُتعب الروح بالنتيجة. هنا نتحدث عن ثقافة يابانية تعتبر إرثاً وطنياً يابانياً، لكنما رسائلها الإنسانية وسعت كل العالم. وهذا المشاع يسحب البساط بشكل ما قوة الأثر للأعمال من الاستيديو الياباني.

    ولست هنا بمقام الحكم على الجيد من السيء قدر وقوفي على الأمر والنظر له من زاويا عديدة تستحق النقاش.

    ففي جانب آخر، يستسهل البعض الأمر بالقول، إنها للتسلية فقط، ولن يمكننا الوصول إلى روح “غيبلي” أبداً، فالأمر لا يستحق كل هذا التضخيم منك، نحن لامسنا الجسد ليس إلا!

    والبعض الآخر يقول، ترك الأمر على عواهنه بهذه الطريقة سيضرب الإثنين معاً، أصحاب الأعمال الأصيلة وما سيشعرون به من امتهان

    كما ذكر “ميازاكي” في تصريح له عن الأمر، وسيضرب المستخدمين الذين سيكونون قد امتلأت أعينهم بهذا الأسلوب فلم تعد عناصر انتظار الأعمال الجديدة فضلاً عن تقدير الجهد المبذول فيها حاضراً، فالأمر لهم أصبح بكتابة سطر وضغطة زر ليس إلا!

    ويبدو أن البراغماتية قد تلعب دوراً، وادّعي أن الأمر له علاقة بذلك لو نظرنا إلى ثقافتين متباينتين نسبياً في هذا السياق، بين ثقافة تقدّس العمل وهو جزء أصيل في حياتها اليومية، وبين الدقة في المهارة والفن في التفاصيل وهو ما スキルيسمونه “تسوكيمي”.

    وتلك هي الثقافة اليابانية وبين الثقافة الأمريكية التي تسعى للظهور والاستفادة من كل ما هو متاح وجعله مشاعاً لزيادة الربحية لديها.

    ما أراه هو واقع حاصل من الذكاء الاصطناعي وهي موجة تكبر ولن تضعف، والعمل على حدها بمقال هنا أو اعتراض هناك لن يشكل حائط صد لها مع كل هذا التدفق من مشاع التجربة والرغبة في الاستخدام وسهولة التمكين من العمل عليها.

    هل هذا يعني الاستسلام للأمر لتكون شركات الذكاء الاصطناعي خاطفة للأعمال الفنية ما دامت تملك القدرة على المحاكاة الرهيبة لها؟

    قبل أن اختم مقالي بإجابتي، فإن استيديو غيبلي يستخدم أدواته القانونية للحد من هذا الهدر في استخدام أسلوبه من قبل شركات الذكاء الاصطناعي. انظر للخطاب من الاستيديو بهذا الخصوص. وللعلم فإن نظام الملكية الفكرية للأعمال الفنية، وربما يشمل الأمر الأساليب أيضاً وهو ما استنتجته من خطاب الاستيديو، يمتد إلى ٧٠ عاماً، حيث تصبح الأعمال مشاعاً بعد ذلك، وما دام الاستيديو تأسس في ١٩٨٥، فإن أعمالهم وأسلوبهم محمي بموجب ذلك القانون والحماية تشمل الأفلام والرسوم والموسيقى، ومن المرجح أن تستمر الحماية بعد ٧٠ عاما من وفاة المؤلفين الرئيسيين، وهو ما يعني حماية أطول لحقوق استيديو غيبلي

    تخيل أن يتم الأمر الآن تحت أعين “ميازاكي” وهو على قيد الحياة؟!

    ومع كل ذلك، وبافتراض استمرار هذا التسونامي. يبدو أن على “ميازاكي” وغيره الاستمرار في أعمالهم، وذلك لسببين:

    . مهما حاول الذكاء الاصطناعي محاكاة الأعمال، قد يمكنه ذلك شكلاً لا روحاً ولا رسالة، وهذه هي قوة “ميازاكي” وفريق استيديو “غيبلي”، والناس عشقت وما زالت روح “غيبلي” وليس جسده فقط

    . سيكون السباق محموماً بين الابتكار والمحاكاة، فكلما ظهر أسلوب وأخذ مكانته في قلوب الناس، ستأتي الشركات مختطفة ذلك بالمحاكاة، وهكذا سيستمر الأمر دون توقف

    . وسيكون ارهان دوماً على أمرين لأصحاب الفن الأصيل، وهو الابتكار  والأنسنة أكثر في سرديات أعمالهم، وهو ما لا يدركه الذكاء الاصطناعي

    وسيبقى الأمر دوماً لأولئك المبتكرون السباقون القريبون من الإنسان ومشاعره، لأنهم هم الأولون القادرون على رسم الخطوط الأولى، حتى لو جاء من بعدهم الذكاء الاصطناعي وسار بمحاكاته على أعمالهم.

    فليبق الأمر بأن هناك من يبتكر ويشعر ويقدم وله أصالة العمل، وهناك من يحاكي وينشر للعمل، وقد تبدو الصورة هذه بها تكامل وبذات الوقت تناقض، لأن الأمر ببساطة قيد التغير ولم يتوقف بعد، ولن يتوقف!

  • تصميم المنتجات الإسلامية: صناعة تعزيز القيم والفرص المتاحة

    نعمل نحن البشر كأجهزة استقبال ولها القدرة على تلقّي العديد من الرسائل الحسية المتنوعة في اليوم الواحد، وتلعب حاستي البصر والسمع أكبر دورين في صياغة التصورات عن أنفسنا وعن محيطنا، ولا عجب أن أكثر الإنفاق لترويج الأفكار والسلوكيات يتم ضخه في هاتين الحاستين “السمع والبصر”

    وكما قيل “القريب من العين قريب من القلب”، ومع كل هذه التخمة البصرية التي لا تتوقف أبداً، فقد تم الربط بنجاح، وذلك من خلال الهواتف “الذكية”، فبات كل هذا التدفق البصري والسمعي يأتيك بين أناملك أينما كنت

    فهل ذلك الإغراق البصري من الدعايات والإعلانات من علامات عالمية أو محلية تدعونا للوقوف على هامش هذا الازدحام، بدعوى أن معظم المحتوى ترويجي أو تافه أو ربحي أو .. والقائمة تطول

    وحديثي هنا عن الذي يحملون الرسائل ذات القيمة الإيجابية للتغيير بالمجتمع، ويرهبون الدخول في ذلك السوق المزدحم، أو يقللون من شأنهم أمام كل هذه الضوضاء البصرية التي لا تتوقف

    فهم سلوك المستهلك في سوق مشبع

    ولو نحسبها بنظرية الاحتمالات والمنطق البحت، فضلاً عن التمعن بالسلوك الإنساني، قد نصل لهذه النتيجة
     كلما أوغل الإنسان في إشباع رغباته من منتجات وميول، سواء كانت مادية أو نفسية، ومع كل هذه الخيارات والسهولة والسرعة بل وتملّك شعور “السيطرة والاختيار والتحكّم”، فإنه يدخل في دائرة الإدمان بلا ريب، ولا أدل على ذلك من وجود سلوك FOMO، والتلاعب بالدوبامين وإسقاط نظرية “سكينر” بشكل رهيب في حياتنا اليومية

    فكلما أصبحت الخيارات لإشباع تلك الرغبات متعددة والمساحة واسعة، هناك نسبة لا بد منها تريد أن تكبح هذا الاندفاع مع هذا التيار، وتعود للحياة المتزنة والتي تتسم بالانضباط ووجود رسالة وقيم تعيش عليها، دون الانجراف لكل هذا التسونامي الذي باتت يعزز سلوك المقارنة والفردانية والتأثير على العلاقات الاجتماعية وتعزيز ثقافة الاستهلاك المفرط

    تلك النسبة والتي لا يمكن قياسها حالياً بشكل علمي وعملي، إلا من خلال زيادة التجارب المعززة للقيم الإنسانية عبر الوسائل الرقمية المتعددة، والتي من خلال التفاعل والمبيعات والنشر، ستكون أدوات قياس فعلية لمعرفة نسبة من يفضل التواجد لمثل هكذا محتوى، ولا أعتقد أنهم نسبة قليلة

    ويمثل المحتوى الديني، والحديث هنا عن المحتوى الإسلامي تحديداً أحد أهم المساحات التي تحتاج إلى نظر، وذلك في نوعية الرسائل وطريقة عرضها، لصناعة أثر ممكن على الجمهور المستهدف في خضم كل هذا الضجيج الذي لا يتوقف

    الطبيعة المميزة للمنتجات الاجتماعية الإسلامية

    فما الذي يميز المنتج الإسلامي الاجتماعي عن ما سواه؟

    حجم السوق وثبات الطلب، خصوصاً في المناسبات الدينية السنوية، مثل شهر رمضان وموسم الحج والأعياد

    الدافع العاطفي والقيمي في الشراء، فالارتباط الروحي بتلك المنتجات، لما تحمله من رمزية تجعلها محل قبول

    حساسية المحتوى والدقة فيه، لكي لا يقع المنتج في إطار التأويلات والفهم الخاطئ وبالتالي التأثير على المنتج ومبيعاته

    الاعتماد على التوصيات وانتشاره بشكل أكبر من مجرد الإعلانات التقليدية، خصوصاً إذا ما تم ترويجه من شخصيات دينية ومؤسسات ذات موثوقية لدى الجمهور المستهدف

    الدعم الاجتماعي لهذه المنتجات التي تحمل الجانب الرسالي فيها

      وأهم نقطة هو غياب التنافسية والابتكار في مثل هذه المنتجات، مما يفتح المجال على مصراعيه للفرص، لكن ليس لوقت طويل طبعاً

      التوسع والابتكار في سوق المنتجات الإسلامية

      ولئن عددنا المنتجات والتي يتم تُعنون بـ “منتجات مسلمة” أو تتوافق مع الشريعة الإسلامية، فهناك الكثير، إلا أن مجال التوسع والابتكار ما زال مفتوحاً، من بين المنتجات على سبيل المثال لا الحصر

      الحجاب الرياضي، وقد دخلت في ذلك شركات عالمية، مثل نايكي

      الساعات الذكية الإسلامية

      البوركيني، وهو جمع بين البرقع والبكيني للسيدات اللاتي يرتدين الشواطئ، فيحافظن على حشمتهن مع الاستمتاع بالبحر، فضلاً عن وجود شواطئ تم تخصيصيها للسيدات كما هو في تركيا

      المنتجات الحلال، مثل مستحضرات التجميل الحلال

      الخدمات المالية الإسلامية

      السياحة الحلال، عبر الفنادق المتوافقة مع الشريعة الإسلامية الأكل الحلال، والذي يشكل رقماً مهولاً بالسوق مقارنة ببقية كل ما ذكرناه

      الأرقام تتحدث عن نفسها

      وإن أردنا الحديث بالأرقام، فإليك التالي
      يبلغ حجم سوق المنتجات الحلال عالميًا 3.30 تريليون دولار في عام 20252.(١). هذا السوق ينمو بمعدل سنوي مركب قدره 12.42% ومن المتوقع أن يصل إلى 9.45 تريليون دولار بحلول عام 2034

      وتشير بعض المصادر إلى أن حجمه يبلغ 2.8 تريليون دولار مع نمو سنوي بنسبة 7%1

      وتهيمن منطقة آسيا والمحيط الهادئ على سوق الأغذية الحلال، حيث قدر حجم السوق في هذه المنطقة بـ 1.49 تريليون دولار في عام 2025

      ممكن أن يُعزى نمو هذا السوق إلى عدة عوامل، منها زيادة عدد المستهلكين المسلمين، وتكامل شهادات الحلال، وتنوع المأكولات. كما أن المنتجات الحلال أصبحت مرتبطة بالجودة العالية، مما جعلها تجذب أيضًا المستهلكين غير المسلمين

      فهل يكفي أن يكون لديك منتج موجّه للمسلمين أو من هو مهتم بذلك المنتج حتى لو كان غير مسلماً، دون الاعتناء بطريقة إخراجه وعرضه؟

      وجود مساحة ربحية نتيجة قلة المنافسين حالياً في هذا القطاع لا تعني إهمال الجوانب الأخرى الاحترافية في المنتج. لأن دخول القيمة المضافة لتلك المنتجات سيسحب البساط من تحت من يركّز فقط على الطلب والمنتج دون طريقة العرض والتسويق المؤثر

      ما بعد المنتج: دور التصميم والعلامة التجارية

      إن التركيز على المنتجات الإسلامية له طابع استدامة مميز بشكل مذهل لمن تأمل فيها، وذلك أن دورة المنتج تبدأ من مفهوم قيمي له ارتباطات متشعبة، سواء على مستوى الفرد في استخدامه للمنتج، لو لاحظت لم استخدم كلمة استهلاك، لأنها تمثل نوعاً من الابتعاد عن روح الإسلام في عدم الاسراف والاقتصاد وشراء ما تحتاجه لا ما ترغب به، فضلاً عن التركيز على التدوير كونه إحدى صور حفظ النعمة

      وتزداد قيمة المنتج كلما ارتبط بصور الإسلام في التضامن المجتمعي، والاهتمام بالجانب البيئي والإنساني، فضلاً عن المسؤولية المجتمعية

      فيكون من المهم في هذه الحالة التركيز على طريقة تصميم المنتج وعرضه، والذي سيعطي الانطباع الاحترافي والمتقن للمنتج، ولذلك تأثيره على سعر المنتج

      ومن زوايا الاهتمام


      . اختيار الاسم

      . تصميم الهوية البصرية “الشعار”

      . التغليف

      . طريقة عرضه بالمكان، سواء بالواقع أو افتراضياً

      . تصاميم الإعلان عنه

      وفي كل ذلك قيمة مضافة للمنتج

      تجربة عملية في تصميم المنتجات الإسلامية

      ومن باب التجربة في هذا المجال، قمت بتصميم منتج افتراضي، مُستوحى أساساً من الزخرفة الموجودة على غلاف المصحف الشريف، وهو الكتاب المقدس لدى المسلمين، وبإضافات مبتكرة فيه، مع تطبيقه على منتجات متنوعة

      ويمكنكم مشاهدة بعض التطبيقات لهذا التوجه والذي هو عبارة عن سلسلة منتجات تم تطبيق رسالة التصميم فيها، سواء من مشروبات أو ملبوسات أو إكسسوارات وغيرها

      لم أتوقع أن تكون ردة الفعل مميزة حتى أن البعض سألني من أين يمكنه شراء المنتج، ولم يكن كل ذلك إلا تصوراً متواضعاً جداً

      وهذا ما دفعني لكتابة هذا الموضوع، لوجود فرص كبيرة عندما يكون المنتج قريباً من الناس ويعكس ما يرون هويتهم فيه، ويعززها بشكل مختلف

      الاستفادة من التكامل الرقمي والاستدامة

      تخيل يكون هناك محتوى مرتبط بمنتج ما، مثل المشروب الغازي عبر مسح رمز QR، لتشاهد فيديو أو تصميم عن الطرق العديدة للاستفادة من هذه العلبة المعدنية، والاستفادة منها كحاويات تخزين أو زهرية أو مصابيح زينة أو أدوات تعليمية إو حاويات طلاء أو أدوات تنظيف وغيرها الكثير

      ويمكن عمل لذك لكثير من المنتجات التي تذهب لسلة المهملات وتعزيز سلوك التدوير لها!

      فرصة تاريخية وسط تحولات السوق

      وربما ما يزيد من الفرص المتاحة هو موجة المقاطعة لعدد من المنتجات والشركات بسبب دعمها للكيان الصهيوني والذي يقوم بعملية إبادة جماعية في قطاع غزة بدولة فلسطين لأكثر من عام كامل. ذلك الفراغ الذي ستتركه المقاطعة سيترك مساحة جيدة لمنتجات بديلة محلية وغيرها لتأخذ دورها بشكل ملتزم ومستدام، وليس مجرد “استغلال فرصة”

      إنّ ما نمر به خليط معقّد من التغيرات الجيوسياسية مع وجود إرادة حرة لكثير من الشعوب، سواء المسلمة منها أو غير المسلمة، لتعزيز قيمها الإنسانية والالتقاء في مساحات مشتركة كثيرة بينها

      إن أكثر ما نحتاجه هو التفكير والعمل باستراتيجية استدامة ترتكز على الثقافة والسلوك والتصميم، من أجل تعزيز سلوكيات إيجابية ومُنتجة للمجتمع

      الطريق إلى الأمام: التصميم وفق الثقافة والسلوك والاستراتيجية

      لإحداث تأثير مستدام، يجب أن يرتكز تصميم المنتجات الإسلامية على تكامل الثقافة والسلوك والتخطيط الاستراتيجي في جوهره. وهذا يتطلب

      فهم العقلية المتغيرة للمستهلكين

      الابتكار بصدق وبما يتماشى مع الخصوصية الثقافية

      إدماج الاستدامة في دورة حياة المنتج

      تعزيز الهوية العلامة ورواية القصة الرقمية

      مستقبل تصميم المنتجات الإسلامية لا يقتصر على سد الفجوات في السوق، بل يتجاوز ذلك ليشكل حركة تركز على الاستهلاك القائم على القيم، وتمكين المجتمع، وتحقيق الاستدامة طويلة الأمد

      الفرصة اليوم ليست فقط لتحقيق الربح، بل لإحداث تحول جوهري ومؤثر في كيفية تصميم المنتجات واستهلاكها وتقدير قيمتها

      https://www.precedenceresearch.com/halal-food-market

    • Islamic Product Design: A Market for Values and Opportunities!

      As humans, we act as sensory receivers, capable of processing countless messages daily. Among our senses, sight and hearing play the most significant roles in shaping our perceptions of ourselves and our surroundings. It’s no surprise that most investments in promoting ideas and behaviors are directed toward these two senses.

      As the saying goes, “Out of sight, out of mind.” In today’s world of relentless visual saturation, this connection has been further solidified by smart devices, placing a constant stream of visual and auditory content right at our fingertips.

      But does this visual flood comprising global and local advertisements mean we should stay on the sidelines, dismissing it as merely commercial, superficial, or profit-driven?

      This article is particularly directed at those who carry messages of positive social change but hesitate to enter this crowded marketplace, underestimating their potential impact amidst the overwhelming noise.

      Understanding Consumer Behavior in a Saturated Market

      From a purely logical and behavioral standpoint, human desires—whether material or psychological—are continuously stimulated by an ever-expanding range of choices. The abundance of options, combined with speed and convenience, creates a sense of control, leading to inevitable addiction. Phenomena like FOMO (Fear of Missing Out), dopamine manipulation, and Skinner’s behaviorist theories are deeply embedded in our daily lives.

      The broader the range of choices, the greater the likelihood that some consumers will seek balance, discipline, and purpose beyond excessive consumption. This desire for a value-driven lifestyle creates an untapped market for products that align with ethical, spiritual, and cultural values.

      Yet, the size of this consumer segment remains difficult to quantify through conventional methods. The most effective way to measure this demand is by increasing digital experiences that promote human-centric values and analyzing interactions, sales, and audience engagement.

      The Distinctive Nature of Islamic Social Products

      Islamic-oriented products hold a unique advantage over conventional alternatives due to:

      1. Emotional and value-driven purchasing behavior: Consumers resonate with products that hold symbolic and spiritual significance.
      2. A stable and recurring market demand: Annual religious events such as Ramadan, Hajj, and Eid create consistent purchasing cycles.
      3. Content sensitivity and precision: Ensuring religious and cultural alignment is critical to maintaining credibility and avoiding misinterpretations.
      4. Reliance on word-of-mouth and trusted endorsements: Unlike traditional advertising, these products often gain traction through religious figures and reputable institutions.
      5. Strong social support: Products that carry a mission-driven narrative tend to receive community backing.

      However, the lack of competition and innovation in this sector presents an incredible yet time-sensitive opportunity.

      Expanding and Innovating in the Islamic Product Market

      Islamic-compliant products span various industries, yet there is ample room for growth and creative differentiation. Some key areas include:

      • Islamic sportswear: Global brands like Nike have entered this space with sports hijabs.
      • Islamic smartwatches: Offering prayer reminders, Qibla direction, and digital Quran features.
      • Burkini swimwear: Catering to modest swimwear needs, supported by exclusive women’s beaches in places like Turkey.
      • Halal beauty products: A rising trend in ethical cosmetics.
      • Islamic finance services: Shariah-compliant banking and investment solutions.
      • Halal tourism: Hotels and travel experiences aligned with Islamic principles.
      • Halal food: A massive market surpassing all the above categories in scale.

      The Numbers Speak for Themselves

      The global halal market is projected to reach $3.30 trillion by 2025, with a compound annual growth rate (CAGR) of 12.42%, potentially hitting $9.45 trillion by 2034. (1)

      Asia-Pacific dominates the halal food sector, estimated at $1.49 trillion in 2025. This growth is fueled by an increasing Muslim population, the integration of halal certifications, and a growing reputation for quality that attracts both Muslim and non-Muslim consumers.

      Beyond the Product: The Role of Design and Branding

      A product targeting Muslim consumers—or those interested in ethical consumption must go beyond functionality and compliance. Given the current low competition in this market, profit margins may be promising, but branding, design, and marketing must not be overlooked.

      The true sustainability of Islamic products lies in their value-driven essence, linking them to responsible consumption, community solidarity, and environmental consciousness. Therefore, strategic product design plays a crucial role in creating a strong market presence.

      Key elements include:

      • Naming strategy
      • Visual identity (logo and branding)
      • Packaging design
      • Retail and digital placement
      • Marketing visuals and storytelling

      A Practical Experiment in Islamic Product Design

      To explore the potential of Islamic-themed product innovation, I developed a conceptual design project inspired by the intricate patterns found on the cover of the Holy Quran. By applying this design to various products, such as beverages, clothing, and accessories, the goal was to test market reception.

      Surprisingly, the response was overwhelmingly positive many people inquired where they could purchase the products, even though they were merely conceptual ideas!

      This experience reinforced the power of identity-driven products when a product resonates with people’s values and aspirations, it fosters a deeper connection and consumer loyalty.

      Leveraging Digital Integration and Sustainability

      Imagine if Islamic-themed products incorporated interactive experiences, for example, a beverage can with a QR code leading to a video on upcycling ideas, demonstrating how to reuse the can for storage, decor, lighting, or educational tools.

      This approach could be expanded across various industries, reinforcing environmental consciousness and sustainable consumer behavior.

      A Historic Opportunity Amid Market Shifts

      The ongoing boycott movement against brands supporting the Israeli occupation in Gaza, Palestine, presents a significant market shift. As consumers seek ethical alternatives, the void left by these boycotts opens doors for local and independent brands not as a fleeting trend but as a long-term transformation in purchasing habits.

      We are witnessing a complex convergence of geopolitical changes and rising consumer consciousness. Both Muslim and non-Muslim communities are increasingly aligning with values of ethical production, sustainability, and social responsibility.

      The Way Forward: Designing for Culture, Behavior, and Strategy

      To create a lasting impact, Islamic product design must integrate culture, behavior, and strategic planning into its core. This means:

      1. Understanding the evolving consumer mindset
      2. Innovating with authenticity and cultural relevance
      3. Incorporating sustainability into product lifecycles
      4. Enhancing branding and digital storytelling

      The future of Islamic product design lies not just in filling market gaps but in shaping a movement that prioritizes value-driven consumption, community empowerment, and long-term sustainability.

      Now is the time to seize this opportunity not just for profit, but for a meaningful and impactful transformation in how products are designed, consumed, and valued.

      (1) https://www.precedenceresearch.com/halal-food-market

    • إعادة هندسة العلامات التجارية: من العلامات العالمية إلى الأسواق المحلية

      شدتني هذه الصورة كثيراً برغم بساطتها، لذا دعني كمتلقّي أحلل هذه الصورة في تركيبتها العميقة والبسيطة في عرضها. لقد تركت العلامات المعروفة بصمتها أينما حلّت برسالتها وحضورها وصورتها المعيارية، وتجاوزت الحدود والأعراق واللغات وحتى الأديان.

      ذلك التجاوز استمدّ قوته من ماكينة البراند والزخم والاستمرارية في الحضور، مما جعل تلك المنتجات تمتلك تصوراً ذهنياً عالي المستوى عند الجمهور المستهدف.

      ومع تضخّم ذلك الحضور وقوته للعلامة، حتى إذا ظنّ أهلها أنهم قادرون بها وعليها، نزلت عليهم ردات الفعل حينما تتخذ تلك العلامات موقفاً قد يُغضب جمهورها، ولا أدلّ على ذلك من حملات المقاطعة بسبب الدعم الذي تقوم به بعض الشركات لجيش الاحتلال الصهيوني في مجازره ضد الشعب الفلسطيني في غزة، والمقاطعة هذه المرة لم تقتصر على العرب أو المسلمين بل امتدّت في عُقر دار تلك الشركات، وقد سمعنا ما جرى لبعض موظفي غوغل من تسريح لهم بسبب مواقفهم المناهضة لشركتهم الداعمة للاحتلال الصهيوني.

      وهذا دليل على قوة حَلَقة المستخدم، سواء كان مستهلكا أو موظفاً في جبل البراند. وعوداً للصورة والتي تبين عالماً معقداً وليس بالضرورة أن تكون من ضمن ملامحه التنافر، بل التعايش حتى!

      فالصورة من إحدى شوارع شمال طهران بجمهورية إيران الإسلامية عام 2017، والعلامة لشركة نايكي الأمريكية، وتمر أمامها سيدة إيرانية ترتدي لباساً له دلالاته الدينية المعبرة عن الالتزام بالقيم الخاصة بتوجه هو الأكبر في تلك الدولة.

      ذلك التمازج المتقارب لا المتنافر لا يعني بالضرورة الذوبان كما لا يعني الفراق، فشركة نايكي على سبيل المثال أطلقت قبل عقود غطاء للرأس خاص بالنساء المسلمات اللاتي يمارسن رياضة السباحة، بسبب وجود سوق فرض نفسه. هذا التقارب الرمزي والثقافي قد يكون مدعاة لعمل الهندسة العكسية للبراند Brand Re-engineering وذلك من خلال اتخاذ نقاط القوة للمنتج وتحسينه وتوظيفه ليكون خاصاً بمجتمع محلي ما، وربما ينطلق للعالمية كبديل.

      فهناك بعض المبادرات من شركات أفريقية تعمل على إطلاق أحذيتها الرياضية الخاصة للقارة الأفريقية، منها أحذية Bathu وفي ذلك السوق الأفريقي فرص ما زالت مغيبة حتى عن أصحاب القارة أنفسهم!

      لذا، أرى أهمية التقارب من أجل الفهم والتوظيف الذكي للهندسة العكسية، لتتعدد الخيارات وترتفع الجودة وتُصنع العلامات المحلية لتتوسع لتكون إقليمية وحتى عالمية. كانت “فُلّة” علامة تعدت الجغرافيا بطلتها ودميتها ومنتجاتها وأناشيدها، لكنها لم تستمر، والأمثلة كثيرة.

      ما نحتاجه ليس فقط علامات تعكس هويتنا الخاصة، وإنما تكون تلك العلامات سبيلاً للتعايش والتفاهم والتقارب مع تجاوز الجغرافيا والعرق واللغة وحتى فروقات الدين. كما تسعى الشركات العابرة للقارات لوجود نسخ مكررة من جمهورها في كل بلد لتتسع وتتضخم وتكبر إمبراطوريتها، فعلى الشركات المحلية أن تعمل على مساحة الهوية والقيم بالتزامن مع قوة الجودة وقوة الحضور، وبهذا تكون المنافسة حاضرة والتنوع المنطقي لسوق تبتعد عن أُحادية اللون بسبب سيطرة الشركات الكبيرة.

      ما أراه بالصورة هو تحدٍّ وفرصة:

      . تحدي، بأن تكون تلك الشركات الديناصورية فارضة لحضورها بقيمها ورسالتها بغض النظر عن محلية السوق وما يعني ذلك من احترام لتلك الخصوصية.

      . فرصة، للبدء بالهندسة العكسية بل والابتكار لتقديم علامات تزاحم تلك المعروفة وتقدم خيارات جديدة للجمهور، ليس لجمهورها المحلي بل يمكن أن تتعدى لتصل للجمهور الإقليمي والعالمي أيضاً.

    • Brand Re-engineering: From Global Brands to Local Markets

       

      This image captivated me greatly despite its simplicity, prompting me as an analyst to delve into its profound yet straightforward composition.

      It left known brands marked wherever they intervened with their messages, presence, and iconic imagery, transcending boundaries of race, language, and even religion.

      Such transcendence draws strength from the brand machinery, momentum, and sustained presence, endowing these products with a sophisticated mental image among the target audience.

      However, as these brands grew in presence and strength, even when their stakeholders believed they could control and dictate them, they faced backlash when these brands took stances that might anger their audiences. A clear example is the boycott campaigns due to some companies’ support for the Zionist occupation army in its massacres against the Palestinian people in Gaza. This boycott extended beyond Arabs or Muslims, reaching deep into the heart of these companies. We have heard of cases where some Google employees were dismissed due to their opposition to their company’s support for the Zionist occupation.

      This is evidence of the power of user engagement, whether as consumers or employees within the brand’s ecosystem.

      Returning to the image, which depicts a complex world not necessarily marked by discord but coexistence! The image is from a street in northern Tehran in the Islamic Republic of Iran in 2017, featuring an American Nike logo with an Iranian woman passing by wearing attire laden with religious connotations, expressing adherence to the values predominant in that country.

      This convergence, rather than divergence, doesn’t necessarily imply assimilation nor separation. For example, Nike decades ago launched a head covering for Muslim women swimmers due to an emerging market.

      This symbolic and cultural convergence may prompt brand re-engineering, leveraging product strengths to enhance and tailor them for specific local communities, potentially launching them globally as alternatives.

      Some African companies are initiating endeavors like launching their own athletic shoes for the African continent, such as Bathu shoes. Opportunities in the African market remain untapped, even by its own inhabitants!

      Therefore, I see the importance of convergence for intelligent utilization of reverse engineering. This approach diversifies options, enhances quality, and crafts local brands that can expand regionally and globally.

      “Fulla” was a brand that transcended geography with its character, dolls, products, and jingles but did not endure, among many examples.

      What we need are not just brands reflecting our identity but serving as pathways for coexistence, understanding, and convergence beyond geography, ethnicity, language, and even religious differences.

      As multinational corporations aim to replicate versions of their audience in every country to broaden, expand, and magnify their empires, local companies must carve out their identity and values while aligning with the power of quality and presence. This ensures competitive presence and logical market diversity, moving away from monochrome dominance due to the influence of large corporations.

      In the image, I see a challenge and opportunity:

      • Challenge: For these established companies to assert their presence with their values and messages, regardless of market locality, signifying respect for that uniqueness.
      • Opportunity: To initiate reverse engineering and innovation to introduce brands that compete with these well-known ones, offering fresh choices not only to local but potentially regional and global audiences as well.
    • Designing Brand Success.. The Trifecta of PCD, HCD, and MCD

      In today’s competitive market landscape, businesses are constantly seeking ways to stand out and create a distinctive presence.
      One approach gaining significant attention is the integration of Human-Centric Design (HCD), Product-Centric Design (PCD), and Market-Centric Design (MCD) into their brand strategy.
      This article explores the significance of each design approach and how they collectively contribute to achieving the 3A’s: Awareness, Adoption, and Advocacy. By delving into the principles of HCD, PCD, and MCD, businesses can enhance their brand visibility, drive customer engagement, and foster long-term loyalty and advocacy. Additionally, we’ll discuss the application of the ASEES methodology to ensure that brand strategies are structured, aligned, and sustainable.

      1. Product-Centric Design (PCD):

      PCD emphasizes developing products or services with a clear Unique Selling Proposition (USP) to differentiate them from competitors.

      PCD drives innovation by focusing on creating value-added features and benefits that resonate with target customers.

      2. Human-Centric Design (HCD):

      HCD prioritizes the needs and preferences of both internal stakeholders (employees) and external stakeholders (customers).

      Internally, HCD fosters a supportive work environment conducive to creativity, collaboration, and employee satisfaction.

      Externally, HCD aims to deliver exceptional customer experiences by understanding and addressing customer pain points and aspirations.

      For internal customers, who are the employees of the organization, the focus lies on two main points:

      2.1 Employee Engagement: This involves cultivating a work environment where employees feel valued, motivated, and committed to their work and the organization’s goals.

      2.2 Employee Development: This includes providing opportunities for training, skill development, career advancement, and personal growth to empower employees to effectively perform their roles and reach their full potential.

      3. Market-Centric Design (MCD):

      MCD encompasses marketing strategies and activities aimed at understanding and effectively engaging with the target market.

      It involves comprehensive market research, segmentation, targeting, and positioning to identify and capitalize on market opportunities.

      The goal of MCD is to create awareness of the brand and its offerings, drive adoption among target customers, and foster advocacy to build brand loyalty and advocacy.

      By integrating HCD, PCD, and MCD, businesses can achieve the 3A’s:

      A1. Awareness: By aligning products and marketing strategies with customer needs and market trends, businesses can raise awareness of their brand and offerings among target audiences.

      A2. Adoption: Through product innovation, effective marketing campaigns, and exceptional customer experiences, businesses can encourage the adoption of their products or services by target customers.

      A3. Advocacy: By consistently delivering value, engaging with customers, and fostering positive relationships, businesses can turn satisfied customers into loyal advocates who promote the brand and its offerings to others.

      In summary, the trilogy of HCD, PCD, and MCD, combined with the goal of creating Awareness, Adoption, and Advocacy, provides a comprehensive framework for businesses to thrive in today’s competitive market landscape. By focusing on customer-centricity, innovation, and effective marketing, businesses can enhance brand visibility, drive customer engagement, and build long-term loyalty and advocacy.

      To ensure all processes are structured and aligned with brand objectives, the ASEES methodology can be employed:

      1. Auditing and Assessment: Evaluate all touchpoints, both internal and external, to ensure the brand leverages its full potential.

      2. Strategy: Develop a roadmap based on the findings of the auditing and assessment process, outlining the organization’s strategic direction.

      3. Execution: Implement the strategy, paying close attention to detail and ensuring alignment with the overarching goals.

      4. Evaluation: Continuously assess performance and make necessary adjustments to ensure alignment with the strategy.

      5. Sustainability: Focus on both horizontal expansion and vertical innovation and uniqueness in products and services to ensure long-term brand sustainability.

      In conclusion, the integration of Human-Centric Design (HCD), Product-Centric Design (PCD), and Market-Centric Design (MCD) offers businesses a powerful framework for achieving a distinctive presence in today’s competitive market.

      By prioritizing the needs of both internal and external stakeholders, fostering innovation, and aligning marketing strategies with market insights, businesses can enhance brand visibility, drive customer engagement, and build lasting loyalty and advocacy. Through the application of the ASEES methodology, organizations can ensure that their brand strategies are structured, aligned, and sustainable, paving the way for continued success in the dynamic business landscape.

    • كيفية صنع فارق لعلامة تجارية في سوق تنافسية || مقابلة إذاعية في برنامج الصباح رباح من مسقط

      مقابلة إذاعية تم تناول منهجية لاستراتجية علامة قوية في سوق تنافسية