الرئيسية

  • أثر الذبابة”.. كيف يمكن رسم واقعاً مُوجّهاً عبر التحكم في المُدخلات؟”


    جعفر حمزة
    كل القبائل المتواجدة حولهم يعتمدون على رعي الماشية، والاستفادة من لحومها وجلودها وحليبها،إلا هم!
    فقد حُرموا من الماشية فلا يمكنهم الاحتفاظ بها، وليس لهم مكان إلا الذي هم فيه، وكل ذلك بسبب “ذبابة”!
    نعم، ولكن ليست ذبابة عادية، بل هي ذبابة “التسي تسي” المسببة لنوم الماشية وموتها. فذلك الذباب المنتشر في مكان القبيلة اضطرهم لسلوك مختلف عن بقية القبائل، فاعتمدوا الصيد سبيلًا للعيش، ولكن لذلك ثمنه.
    فالصيد معناه هجرة الرجال لأيام عن القبيلة، وهذا ما يجعل الأطفال ملتصقون أكثر بأمهاتهم، بدء من الولادة حتى بلوغ العاشرة، وهذا الالتصاق يؤدي إلى نعومة في سلوك الأطفال، وهذا ما لا يبتغيه الرجال، فاستمرار القبيلة معتمد على وجود رجال قادرون على الصيد، ولا يكون ذلك دون تدريب قاسي للأطفال ليتعودوا على الصيد ومهاراته، لذا يتم أخذ الأطفال عند بلوغهم العاشرة من العمر وإبعادهم من أمهاتهم فيما يشبه معسكر تدريبي لهم، ليعودوا أقوياء ولهم معرفة بمهارات الصيد.
    والاقتصار على زوجة واحدة لا يكفي الرجل من أجل إكثار النسل بين القبيلة، فيجوز للرجل الزواج أكثر من امرأة بشرط أن يكون لها كوخها الخاص.
    وكل ذلك التغيير السلوكي، بدء من الصيد ومرورًا بتواجد الأطفال فترة أطول مع أمهاتهم، وبالتالي ضرورة أخذهم لمعسكر تدريبي لأيام بعيداً عن الأمهات، وصولًا لتعدد الزوجات، كل ذلك من صنيعة تواجد ذبابة “التسي تسي”!
    هكذا يكون أثر المدخلات الحساسة على صناعة السلوك، وبالتالي تغيير في القرارات ورسم واقع جديد بناء على المدخل الأولي، وإن كان واحداً أو صغيراً.
    ووجود المدخل الصغير مع استمرار أثره يؤدي لتثبيت سلوكيات جديدة مع الزمن، ومع التكرار يستمر السلوك حتى لو غاب المدخل.
    و”أثر الذبابة” يمكن تواجده في مختلف صور الحياة، من سياسة وأعمال ودين وثقافة واقتصاد.

    وقد يكون المُدخل حقيقياً كمثال ذبابة التسي تسي مع القبيلة الأفريقية، وقد يكون المٌدخل وهمياً، كما يحدث فيما يسمونه بتأثير البلاسيبو
    Placebo Effect.
    وإن كان أساسه طبي بحت، إلا أن رمزية استخدامه تمتد لمساحات واسعة في تكوين التصورات الذهنية وأثرها على المخرجات الملموسة.
    تأثير البلاسيبو هي ظاهرة تحدث عندما يشعر الشخص بتحسن حالته الصحية أو يلاحظ تأثيراً إيجابيًا بعد تلقي معالجة “وهمية”أو علاج “وهمي”، دون أن يكون المعالجة أو العلاج فعالاً بالأصل.
    كل تلك المعطيات يمكن توظيفها بشكل صحيح وإيجابي، كما يمكن توجيهيا بشكل سلبي وسيء أيضاً، لذا ينبغي الفهم والتفكيك والادراك لعناصر “أثر الذبابة” لرسم خارطة طريق التغيير المطلوب، والعناصر هي:
    ١. تحديد هدف التغيير
    ٢. انتخاب “الذبابة”، أي المدخل المناسب لإحداث التغيير
    ٣. تقديم ما يمكن أخذه لإجراء التغيير وتعزيزه
    ٤. استمرار “الذبابة” أي المدخل، ليأخذ السلوك الجديد وقته بالتشكل والتثبيت
    ٥. توجيه السلوك الجديد بما يخدم الهدف الموضوع

    قد يتطلب الأمر تجديداً في المدخلات نوعاً أو كماً، وذلك بناء على استمرار المخرجات ونوعها وقوتها.
    ويمكن إسقاط “أثر الذبابة” على العلاقة بين البراند والجمهور المستهدف في تعزيز سلوكيات جديدة تخدم الطرفين معاً.

     

    مثال السلم الموسيقي الذي تم تصميمه على سلم عادي مقابل سلم كهربائي، حيث كان نسبة استخدام السلم الكهربائي من قبل الناس أكبر بكثير من السلم العادي، فلجأت شركة لتغيير سلوك للجمهور، من خلال ادخال عنصر محفز جديد، وهو الموسيقى في السلم العادي، بحيث أي شخص يضع قدمه على عتبة السلم يسمع نوتة موسيقية، وهكذا تم صنع التفاعل، فكان أكثر الناس يستخدمون السلم العادي الذي يخرج تلك الموسيقى عوضاً عن السلم الكهربائي.
    ولهذا السلوك الجديد أثره الصحي على الأشخاص، وتنشيطهم بدلاً من الوقوف فقط على السلم الكهربائي.
    ويقع هذا الأمر تحت ما يسمونه بهندسة السلوك
    Behavioral Engineering
    ، والمعني بدراسة وتصميم وتحليل وتحكم في سلوك الكائنات، سواء بشرية أو غيرها.

    وإن كان الهدف المعلن هو لفهم السلوك البشري مثلاً، إلا أنه لا يمكن إخفاء التوجه لتوظيف تلك الهندسة للتوجيه وصناعة سلوكيات جديدة عند العينة المستهدفة.
    ما نحن بحاجة له هو ادراك هذه المتغيرات وطرق صناعتها بداية، لأننا سنقع في دائرتها بشكل مباشر أو غير مباشر.
    وأهمية توظيفها بشكل إيجابي لتعزيز العلاقة المنتجة والصحية بين البراند وجمهوره.

    فالعلاقة بين البراند والجمهور لم تكن خطية أبداً ولن تكون، بل علاقتهما متشابكة والمدخلات كثيرة حتى تتم صناعة “الصورة الذهنية” المؤدية إلى انتخاب سلوك معين، سواء بالشراء أو الدفاع عن البراند أو حتى الحديث عنه والترويج له بشكل مباشر أو غير مباشر، وفي ذلك استدامة أمرين لدى كلا من البراند والجمهور، فالبراند يستمر في حضوره وأرباحه والجمهور يستمر في تلبية ما يراه محتاجاً أو راغباً فيه للبحث عن معنى أو إنتماء أو منفعة وقيمة مضافة.

    “أثر الذبابة” خليط بين هندسة سلوكية وعوامل متعددة لا بد من التعرف عليها، لتوجيه السلوك بشكل إيجابي، فبعض العلامات تقدم مدخلات خاصة بها لصناعة تصور وبالتالي تغيير سلوك من قبيل التدخين والمشروبات الغازية حتى باتت جزء من حياة يومية لا يمكن الفكاك منها، ويمكن بذات الأدوات صناعة تغيير جيد في الفرد والمجتمع عبر لعب البراند دوراً يتجاوز مرحلة البيع والتسويق الكلاسيكي والحضور السطحي، ليكون هذا البراند أو ذلك له دور فعلي وإيجابي.
    ومع كل هذه القدرات والأدوات، لا بد من الأعمال حتى الصغيرة منها أن تفهم صناعة التغيير عبر منتجاتها وخدماتها، لرفع وعي وتثبيت فكرة إيجابية وتعزيز سلوك جيد، وكل ذلك بهدف “التحسين”، فالبراند الذي لا يستهدف التحسين كهدف لا في ذات المنتج أو الخدمة فقط، وإنما في أثره أيضاً، ذلك هو البراند الحضار الغائب والذي يفقد الفرص للاستدامة.

    “أثر الذبابة” يستدعي وقوفاً لفهم حقيقي للسلوك البشري وكيفية هندسته وبالتالي عملية الضبط المتوازية بين حضور البراند وتقديم التأثير له عند جمهوره.

     

     

  • “باربي” بين الممانعة والتصدير، ،المنتج الثقافي والتمكين الذهني

    لم يخطأ ظني عندما تفرسّتُ بها وعلمتُ أنها ستلعب دوراً أكبر من “حجمها” بكثير، فألفتُ كتاباً عنها بالعربية والإنكليزية بعد نشر مقالات وأبحاث مصغرة حولها، فكان الحصاد كتاب “أنا أحب دميتي، سيرة عشق الإنسان لصورته الدمية”، وكنتُ متأملاً أن تكون التجارب العربية والإسلامية بها من القوة ما تكون بديلاً عن تلك الدمية المسماة “باربي”، لكن هيهات، فقد سبق السيف العذل، فبين من انكفأ على تجربته وظنّ أنه وصل، وهو لم يحرك إلا قدماً وتوقف ضمن مسيرة تتطلب نَفَساً طويلاً، وبين من أصابه غرور الربح السريع وزاد بريقه وانطفأت شعلة الرسالة لديه، وبين هذا وذاك تجارب عديدة بين خجل وتراجع.

    ولا عجب أن تتقدم “باربي” بقوة حضورها وشخصيتها وسوقها المربح، والذي وصل حداً أن تُباع في الثانية الواحدة دميتين من “باربي” حول العالم.
    وما أعجب له حقاً ذلك التحول الغريب بالمجتمع الأمريكي والذي انتفض على الظهور الأول لهذه الدمية في 1959 والتي عرضت نفسها بالبكيني المخطط بالأبيض والأسود في جرأة صارخة على مجتمع محافظ بالعموم حينها.
    وواصلت رسالتها برغم الآثار السلبية التي تركتها كصورة ذهنية عن الجمال والأنوثة وما تبع ذلك من أرقام مهولة في عمليات التجميل، ارتفاع حجم المبيعات للدمية وتوابعها ومنتجاتها المصاحبة، فضلاً عن التغيير الحاصل في معنى تمكين المرأة والصورة الذهنية العامة عن المرأة، وكل ذلك أتى من قطعة البلاستيك هذه المُسمّاة بالدمية “باربي”، وحقاً ما قيل، بالسابق كانت الفتاة تُلبس الدمية الثياب، حتى أصبح الأمر معكوساً، الدمية الآن هي من تُلبس الفتاة ما ترغب!

    ما دمنا في موقع الدفاع والممانعة، فإن احتمالية الاختراق دوماً تكون أكبر، لأن المدافع لا يملك التوقيت ولا ساحة النزال، بل يكون مترقباً وثغوره مفتوحة.
    لذا من المهم ادراك هذه الخطوات الثلاث:
    ١. الممانعة، بالتوعية واستخدام أدوات الصد المتنوعة بالأسلوب المؤثر والذكي والحسن واللطيف والقوي بذات الوقت
    ٢. التصنيع: إنتاج ما يتلائم مع هوية المجتمع، فالتصنيع تثبيت للهوية بحضوره اليومي، وذلك من خلال توفير المنتج الثقافي المناسب والمرن والجذاب والتمتع بالاستدامة فيه، لا ردة فعل فقط
    ٣.التصدير: هنا خطوة الإقدام لا استقبال الضربات، هنا خطوة تصدير المنتج الثقافي للآخر، وهذه ترجمة القوة وعمق الرسالة.

    ما زلنا نراوح مكان الممانعة مع ضعف فيها إلا من صدٍّ من أُولي العزيمة والبصر والغيرة. والتعويل على ذلك فقط تمثل قمة الاتكالية والانسحاب من معركة القيم، وكأنما الأمر لا يعنينا، وهكذا يكون تعزيز مذهب الفردية مغروساً فينا، لرفع رتم الاستهلاكية والفردية بنا حد التخمة.
    أتخيل مجرد تخيل، أن تعمل المجتمعات ذات التجانس الواحد بصناعة منتجاتها الثقافية وتدعمها، كونها جزء من هويتها وكيانها وليس ترفاً، أوليس نرى تجربة مماثلة للدمية “فلة” وربما أفضل؟ لأن الهوية نابعة من قلب المجتمع، واستدامة ذلك المنتج يتم دعمه كواجب ثقافي وفكري وترجمة لتثبيت هوية وليس لهواً أو أمراً هامشياً.
    ما لم نقدم منتجاتنا الثقافية بقوة واستدامة الحضور المؤثر، ستكون هناك منطقة فراغ واسعة يمكن لـ”باربي” وغيرها إتيانها والتربع عليها كلما شائت، فإن لم تملأ الفراغ، ملأه غيرك.

    حديثي للمجتمعات المتمسكة بهويتها والراغبة في تثبيت حضورها بمنتجاتها.

    تناول كتابي عن الدمية في فصول خمس عن تاريخ ظهور الدمى قبل ٤ آلاف سنة مروراً بصناعة الدمى في اليابان، وتناول فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى وبذرة ظهور الدمية “باربي” والتحولات الثقافية بعدها.
    وصولاً إلى التسويق للدمية المنافسة لباربي وهي الدمية براتز.
    وتم التطرق لتجارب من الشرق من دول عربية وغيرها بالكتاب ومساقاتها التجارية والثقافية.

    صناعة التمكين الثقافي هو امتداد فطري بالضرورة للمجتمعات الواثقة بهويتها والقادرة على بسط حضورها بمنتجاتها.

     

    وصلة الكتاب من موقع أمازون اختاروا

    Preview

    من على الصورة بالأسفل للوصول إلى الكتاب في موقع أمازون

     

     

  • Sharing by Slicing, can we make it happen?

     

    Written by: Jaafar Hamza

    You just bought a new light to replace the broken one in the kids’ room, but you realized that you need a ladder to complete the task. It’s evening and the building materials store is closed.

    Your kids need the light fixed for their exam preparations. What should you do? You can try calling someone you know, maybe a neighbor, to borrow a ladder from them.

    Why?

    Because of the trust and the possibility of sharing items among those connected in the same geographical area, such as people living in the same block.

    Instead of each household buying a ladder, it’s an option to have a few ladders shared among them while others can buy different items like drills, for example.

    This way, within a block, they can have access to all the things they need by implementing a simple method called “sharing.”

    This concept can be applied not only to consumption but also to production and sharing profits. So, what exactly is the sharing concept?

    A Concept for Community, Knowledge, and Asset Sharing

    Sharing by Slicing is a concept that promotes community, knowledge, and asset sharing. It’s about giving out knowledge and assets in a community so that everyone has access to the resources they need to learn, grow, and thrive.

    This concept is about building a sense of ownership and responsibility among individuals, which is essential for building strong and supportive communities.

    Slicing is a business model that enables individuals to own a share of physical objects and intangible assets such as products, services, or knowledge, similar to crowdfunding, which is one example of this type of model.

    In this article, we will explore the concept of sharing by slicing and sharing all the benefits and practical applications.

    Benefits of Sharing by Slicing

    The benefits of sharing by slicing are numerous and far-reaching. By sharing knowledge and assets in a community, individuals can:

    * Build a sense of ownership and responsibility towards their community.

    * Learn new skills and gain knowledge they may not have otherwise had

    access to.

    * Build relationships and connections with others in their community.

    Reduce waste by sharing resources instead of buying new ones.

    Save money by sharing resources instead of buying new ones.

    Foster a sense of community and collaboration.

    Practical Applications of Sharing by Slicing

    Sharing by slicing can be applied in many ways, and we have shared some practical examples below. 

    1. Community Knowledge-Sharing Platform

    Setting up a community knowledge-sharing platform is an excellent way to promote sharing and collaboration. This platform can allow individuals to share their knowledge and skills with others in the community, providing an opportunity for individuals to learn and grow.

    The platform can include the following features:

    User profiles that allow individuals to showcase their skills and experience.

    * A search function that allows individuals to find knowledge and resources relevant to their needs

    Forums and discussion boards that allow individuals to connect with others and ask questions.

    Online courses and webinars that allow individuals to learn new skills.

    2. Community Asset-Sharing Programme

    Creating a community asset-sharing program can allow individuals to become shareholders of community assets such as buildings, vehicles, and equipment. By doing so, individuals can feel a sense of ownership and responsibility towards these assets, leading to better care and maintenance.

    The program can include the following features:

    Shares that individuals can purchase to become shareholders of community assets.

    A system for booking and using community assets.

    Regular maintenance and cleaning of community assets

    Rewards and incentives for individuals who take good care of community assets.

    3. Community Participation

    To make sharing by slicing more practical, it’s important to encourage community participation and engagement. This can be achieved through community events, workshops, and activities that promote sharing and collaboration.

    Here are some practical examples:

    Community potlucks and dinners allow attendees to share food and recipes.

    Skill-sharing workshops that allow individuals to learn new skills from others.

    Community service projects that allow individuals to work together towards a common goal.

    * Neighbourhood clean-up events that allow individuals to come together and improve their community

    4. Reward System

    Creating a reward system to incentivize individuals and ensure participation and collaboration within the community This can include rewards such as discounts on community assets, access to exclusive knowledge-sharing platforms, and more.

    The reward system can include the following features:

    * A point system that allows individuals to earn points for participating in community-sharing activities

    * Rewards that individuals can redeem for participating in community-sharing activities

    A leaderboard that showcases the top community sharers

    Recognition and praise for individuals who participate in community-sharing activities

    Conclusion

    Sharing by Slicing is a concept that promotes community sharing, knowledge sharing, and asset sharing.

    It’s about sharing knowledge and assets in a community so that everyone has access to the resources they need to learn, grow, and thrive.

    This concept is about building a sense of ownership and responsibility among individuals, which is essential for building strong and supportive communities.

    By implementing practical solutions such as community knowledge-sharing platforms, asset-sharing programs, community participation, and reward systems, we can make Sharing by Slicing a reality.

    In conclusion, sharing by slicing is a powerful concept that can bring individuals together to build strong and supportive communities.

    By promoting sharing, collaboration, and community participation, we can create a world where everyone has access to the resources they need to learn, grow, and thrive.

    The biggest challenge is to create a culture that ensures the sustainability and growth of this concept, fostering a sense of community. It all begins with trust, which requires practical implementation and leading by example, ultimately leading to the initiation of “The Sharing by Slicing Culture.” A good system stems from the trust, which forms the foundation for building a culture, and in turn, cultivating a community.

    Good system >> Trust >> Culture >> Community

    If we work together to implement practical solutions, we can make Sharing by Slicing a reality and create a better world for all.

  • الدوران في حلقة مُنتجة! .. كيف يصنع الاقتصاد الدائري الاستدامة والحضور الفاعل للشركات؟

     

    جعفر حمزة / استراتجي علامات ومؤلف

    قامت شركة

    Patagonia

    الأمريكية بإطلاق برنامج

    “Worn Wear”

    ، وهي مبادرة تعزز التوجه المستدام للشركة، وذلك عبر تشجيع زبائنها بإصلاح أو إعادة استخدام ملابسهم من الشركة عبر توفير قطع غيار للملابس التي تحتاج إلى إصلاح بدلاً من شراء قطع ملابس جديدة!

    كما تقدم الشركة برنامجاً خاصاً لزبائنها عبر موقعها الإلكتروني، حيث يمكنهم ارسال ملابسهم المستخدمة من الشركة واستبدالها بنقاط يتم احتسابها لهم، ليتمكنوا من الاستفادة منها في شراء قطع جديدة.

    بالإضافة إلى توفير نصائح مهمة عن الاهتمام بالملابس وإصلاحها، إلى جانب توفر بعض المنتجات المستخدمة للبيع.

    طبعاً هناك عدة شركات من دول عدة تتبع أسلوب التركيز على الاستدامة والتدوير وتقليل استخدام الموارد وإدامة بقائها في حلقتي التصنيع والاستخدام.

    فما الغاية من كل هذا؟!

    إنه الاقتصاد الدائري

    The Circular Economy

    والذي أميل إلى تسميته بـ “التحسين الدائري”.

    وهو بخلاف الاقتصاد الخطي

    The Linear Economy

    والذي يعتمد على السير المعتاد، بدءً من استخراج الموارد إلى استخدامها ومن ثم التخلص من المنتجات، والتي تتحول إلى نفايات وتلوث.

    أما في الاقتصاد الدائري فإن دورة المنتج تطول إلى جانب التقليل من نسبة النفايات والانبعاثات في رحلة المنتج أو الخدمة.

    وهو المعتمد على ثلاثية:

    الاستخدام وإعادة الاستخدام والتدوير

    Using, ReUsing, ReCycling

    ومع تصاعد الوعي البيئي من جهة والتبعات السلبية للاقتصاد الخطي من جهة أخرى، بات الأمر توجهاً مطلوباً لإيقاف هذا الاستغراق المستمر في إنتاج المخلفات وتبعاتها من تلوث وآثاره الكارثية على التوازن البيئي، والذي ينعكس على البشر بشكل مباشر أو غير مباشر.

    فكيف يمكن للشركات تعزيز تواجدها كهويات فاعلة

    An Effective Brands

    عبر الاقتصاد الدائري؟ وهل يمكن لهذا التوجه أن يخدمها حضوراً وربحية وابتكاراً مقارنة بمثيلاتها من شركات تستخدم الاقتصاد الخطي؟

    في هذه المقالة نحاول تسليط الضوء على أهمية الاقتصاد الدائري في صناعة حضور الهويات للشركات في سوق تنافسية.

    لئن كان الاقتصاد الدائري ليس بذي حضور مُلفت للكثير من القطاعات المُعاشة، فقد تكون تلك الفرصة التي يمكن للشركات اقتناصها للريادة والبدء في هذا الاقتصاد قبل غيرها، مما سيعزز خبرتها في أخذ أفضل الممارسات من جهة، فضلاً عن صناعة مكانتها عن البقية في وقت مبكّر.

    ويمكن للشركات الاستفادة من الاقتصاد الدائري عبر التالي:

    ١. تقليل التكاليف، وذلك عبر اعتماد عمليات إنتاج أكثر كفاءة وتقليل النفايات

    ٢. إمكانية توفير تكاليف المواد الخام والتخلص منها، وهذا يؤدي إلى زيادة الربحية

    ٣. فرص لزيادة الإيرادات، وذلك عبر تصميم منتجات يمكن إعادة استخدامها وإصلاحها أو إعادة تدويرها، كما يمكن لهذه الشركات توفير مصادر دخل جديدة من بيع منتجات مجددة أو معاد تدويرها.

    وهذا ما فعلته شركة

    Patagonia

    والتي ذكرنا قصتها بداية، والتي ساهمت ممارستها في تخفيض التكاليف وتقليل النفايات وزيادة ربحيتها بذات الوقت.

    ٤. صناعة المكانة الخاصة للعلامة دون المنافسين

    Positioning

    ، مما يجعل ساحة التميز في هذه المنطقة بارزاً ومتقدماً عن البقية، خصوصاً للشركات المعتمدة على الاقتصاد الخطي بشكل كبير، فعملية التحول للاقتصاد الدائري يشكل إعادة تموضع ذكي للشركة، وأخذ خط جديد تتقدم فيه على بقية المنافسين

    ٥. تكوين ولاء العملاء من خلال هذه الممارسات البيئة، والتي تصنع فعلها في الجمهور المستهدف، وخصوصاً أولئك المهتمون بالشأن البيئي، ومن لهم وعي بالمنتجات التي يشترونها، ويمكن إسقاط ذلك الاهتمام بصور عدة بيئية واجتماعية لتكوين مسؤولية اجتماعية مستدامة

    CSR

    ٦. مساحة للابتكار والتعاون، وذلك عبر التواصل المستمر مع الموردين والعملاء وكل الأطراف الداخلة في دورة المنتج أو الخدمة، حيث يمكن للشركات تطوير نماذج دائرية في التصنيع والنقل والتقديم.

    من النماذج المميزة كمثال، هي شركة

    Philips

    ، حيث قامت بتطوير نماذج خدمات الإضاءة، فيدفع العملاء مقابل استخدام الإضاءة بدلاً من شراء المنتجات بشكل مباشر!

    وهذا التوجه سيقلل من كمية النفايات أولاً ويوفر فرصاً جديدة لإيرادات الشركة.

    طبعاً مع الأخذ بعين الاعتبار فهم السلوك الشرائي للجمهور المستهدف، وأهمية التوفيق بين هدف الشركة وإمكانية التغيير في السلوك للمستهلك عبر الهندسة البشرية الممكنة والعملية.

    تحديات ممارسة الاقتصاد الدائري:

    ولو نظرنا إلى الأمر وإن بدا جميلاً ومشجعاً وإن كان ممكناً للشركات التي تريد أن تصنع حضورها الخاص مع استدامة منتجاتها وإيراداتها، فهناك جُملة تحديات كما هي الفرص، وضمن التحديات:

    ١. غياب البنية التحتية المؤهلِّة للاقتصاد الدائري، فكل ما بين يدينا إلا ما ندر مبني على الاقتصاد الخطي، لذا فالأمر بحاجة للعمل بمراحل للانتقال الذكي من الاقتصاد الخطي للاقتصاد الدائري.

    من بين الأمور الممكنة، تنفيذ برامج المسؤولية الموسعة للمنتج، ودعم تطوير سلال الإمداد، ودراسة الزمن والمسافة والآلية المساهمة في البصمة الكربونية أو المائية للمنتج أو الخدمة، فلكل منتج مقدار ما من طاقة يتم صرفها عليه وبالتالي تكون هناك انبعاثات كربونية ناتجة عنه وهذه “البصمة الكربونية”، وكذلك كمية المياه التي يتم استخدامها لتقديم منتج أو خدمة “البصمة المائية”.

    وهناك عدة شركات تعمل على تقليل استخدام الماء أثناء تصنيع منتجاتها، من بينها:

    Levi’s, Adidas, H&M, Stella McCartney,Eileen Fisher

    ٢. ضرورة توفير السياسات والتشريعات، من خلال توجيه الأمر نحو الاقتصاد الدائري بشكل مرحلي، وذلك عبر تشريعات مشجعة على إعادة الاستخدام والتدوير وتقليل الهدر. والتوجيه نحو دعم الشركات والجهات والمؤسسات التي تنتهج ولو بشكل جزئي الاقتصاد الدائري. مما يشجع البقية على اتخاذ ذات السبيل، وتكون هناك نماذج يمكن الاعتداد بها ولو بشكل جزئي. ومنها تكون انطلاقة التوسع والاستفادة من أفضل الممارسات.

    ٣. العمل على صياغة وعي جماهيري ، وذلك من خلال استمرار التواصل الذكي والفعّال مع الجمهور عبر نقاط التماس المختلفة معه رقمياً وحضورياً، وتبيان القيمة المضافة المتبادلة من الجهة المصنعة للمنتج أو المقدمة للخدمة أو من المستهلك نفسه، في حال انتهاج سبيل الاقتصاد الدائري في انتخاب المنتجات والخدمات. وقد يكون بالأمر صعوبة للصناعات ذات سلاسل الإمداد المعقدة، لكن تبقى مساحات كثيرة لعدد من الصناعات يمكنها أن تضع خطواتها الأولى في هذا السبيل.

    والوعي يكون عبر الاختيار للمنتج أو الخدمة العاملة بالاقتصاد الدائري، والتي تتمتع بميزة إعادة الاستخدام أو الإصلاح أو إعادة التدوير.

    ٤. الاستفادة من التجارب للدول والمجتمعات الممارسة، وهو ما يعزز أفضل الممارسات ويُسرّع من مرحلة التجربة والتطوير والتحسين، عبر زيارات ميدانية وطرح مرئيات بحثية أكاديمية وعملية.

    من الدول الرائدة في الاقصتاد الدائري هولندا، والتي تملك خطة وطنية للانتقال للاقتصاد الدائري بحلول 2050، وهناك دول أخرى تنتهج ذلك السبيل، من بينها: الدنمارك، فنلندا، السويد، النمسا  والنرويج، فرنسا والصين.

    ٥. وضع المقاييس والمراقبة، وذلك عبر جمع البيانات وتحليلها لقياس الأداء، إضافة إلى المراقبة المستمرة للتأكد من أن الممارسات صحيحة وفقاً لتلك المقاييس.

    خارطة طريق لاستدامة الشركات:

    ولا يكون هذا المحيط الأزرق والذي يتمتع بقلة المُبحرين فيه بلا مقدمات، فلا بد من تضمين هذا التوجه في عدة عناصر من قلب الشركة أو الجهة، وذلك من خلال ملامسة هذه الأمور كجزء من استراتيجية الهوية للشركة أو الجهة:

    الهدفية  Purpose

    الرؤية Vision

    الرسالة Mission

    القيم Values

    التموضع “المكان” Positioning

    الوعد Promise

    المنتجات/الخدمات Product

    ويمكن وضعها في رمزية مختصرة وهي

    4P2VM

     

    فالأمر ليس بموجة صالحة للركوب من أول مرة، بل هي جزء من استراتيجية استدامة لا بد أن تكون للشركة أو الجهة، فقلّة الحاضرين في هذا الاقتصاد فرصة للدخول المبكّر واستحصال الفائدة المادية والمعنوية والتغييرية في آن معاً، وهناك تحديات، إلا أن الأمر يستحق العمل عليه، وذلك من خلال الخطوات التالية:

    ١. الاطلاع على دورة المنتج والخدمة، ومعاينة إمكانية تقليل الهدر بدء من أول ولادة للمنتج حتى موته “الإنتهاء منه”

    ٢. ملامسة المساحات التي يمكن للمنتج أن يتحرك فيها ليكون مقارباً من الاقتصاد الدائري، من قبيل نوع التغليف للمنتج باستخدام مواد قابلة للتدوير أو التحلل الصديق للبيئة.

    ٣. ربط تلك المساحة بإحدى نقاط الاستراتيجية المذكورة آنفاً من هدف ورؤية ورسالة وغيرها، لتكون من سياسة الشركة وليس ترفاً لها.

    ٤. معاينة أفضل الممارسات وتضمينها في دورة المنتج “المُحسنّة”، عبر الاطلاع على تجارب شركات من دول مختلفة مع الاطلاع على آخر التقنيات والممارسات في هذا الجانب.

    ٥. البدء بالنموذج الأولي للمنتج أو الخدمة وحساب التكلفة مع ربط ذلك بتوعية للجمهور المستهدف، ليكون الأمر بخطين متوازيين، أحدهما في رحلة المنتج والآخر في تجربة العميل

    ٦. جمع التغذية الراجعة من دورة تصنيع المنتج ومن تجربة الجمهور وتقييمها وتقويمها.

    ٧. وضع التوصيات للتحسين المستمر.

    ٨. التوسع في التجربة بشكل عمودي في ادراك سلاسل الإمداد والمواد الخام وطريقة التصنيع للمنتج بما يحافظ على كيفية المنتج وجودته، وبشكل أفقي في الانتشار اللوجستي والكمية للمنتج. ومركز الإثنين هو تجربة العميل والجمهور المستهدف بتقديم قيمة مضافة. وهذه إحدى نقاط الاستدامة للشركات في منتجاتها وخدماتها، بالاهتمام بالجانب الكمي والكيفي.

    وتمثل هذه الخطوات مع دمجها بهوية الشركة أو الجهة  بـ

    4P2VM

    عبر استراتيجية

    ASEES

    المعنية بتطوير وتحسين الهويات، حيث تمثل الخطوة الأخيرة

    Sustainabilty

    والخطوات السابقة لها هي بالترتيب

    Auditing/Assesemnt

    Startegy

    Execuation

    Evaluation

    وهذه الخطوات تهدف إلى تقديم استراتيجية متينة تتمتع بالاستدامة ومرتبطة بشكل مباشر مع

    4P2VM

    ، والأمر يسري على الحكومات، والشركات الكبيرة، وكذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة

    SME’s

    .

    بين التوازن البيئي والابتكار:

    إن التحول للاقتصاد الدائري كونه يمثل نقلة نوعية للاقتصاد، طبيعي أن تكون هناك تحديات للانتقال من اقتصاد خطي ورثناه من بعد الثورة الصناعية الأولى حتى الآن، إلا أن الأمر سيكون خيارنا الأفضل إذا ما أردنا المحافظة على حياة مدنية وصحية في آن معاً، ولا يكون ذلك التوازن باقتصاد خطي ملوث للبيئة ومخلّف لتبعة ثقيلة من الانبعاثات، بل بتبنّي مدروس بين ما نصنع ومايتم هدره، والرحلة بينهما.

    والهدف زياد عمر المنتج وتقليل كمية النفايات، ولذلك أثره في تحسين جودة الحياة من توفير فرص وظيفية وتعزيز الابتكار واتساع رُقعة الاستخدام والحصول على بيئة صحية أفضل بالتالي قلة الأمراض وإعادة الدورة الطبيعية للأرض بشكل أفضل مما هي عليه.

    ويمكن صناعة حضور الهوية من خلال ملامسة هذه المساحات الممكنة في الاقتصاد الدائري، إنْ تم تضمين ذلك في استراتيجية الحكومات والشركات بشكل متناسق.

    والحضور المميز سيكون عبر فهم سيناريو الاقتصاد الدائري وربطه باستراتيجية الجهة، مع التوظيف الذكي للأدوات المتوافرة في تعزيز ذلك، ومن بين تلك الأدوات “الذكاء الاصطناعي”، والذي يمكنه أن يلعب دوراً في التخطيط والتحليل المالي وإدارة المخاطر وفهم هندسة السلوك للجمهور المستهدف، وكل ذلك من خلال تحليل البيانات والتنبؤ بالطلب وتحديد الفرص المستقبلية.

    كما يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات المتعلقة بنماذج الاستخدام والتصميم للمنتجات والخدمات من أجل تطوير أساليب أكثر فعالية واستدامة للإنتاج والاستهلاك.

    قراءة محلية وواقع الاقتصاد الدائري:

    في مملكة البحرين لدينا قُرابة 1.2 مليون طن من النفايات الصلبة سنوياً، بمعدل يومي يزيد عن 4,500 طن!

    https://www.newsofbahrain.com/bahrain/81809.html

    وفي ذلك فرصاً كثيرة لا في العمل على تدوير النفايات من آخر مرحلة في الاقتصاد الخطي، وإنما العمل على بداية ما قبل وأثناء ولادة المنتج أيضاً، وبهذه الطريقة تتم عملية تحوير الاقتصاد الخطي مع الزمن إلى الاقتصاد الدائري.

    ويبدو أن هناك رؤية طموحة إذا ما علمنا أن حكومة البحرين قد أطلقت استراتيجية إدارة النفايات للفترة 2020 حتى 2035، والهدف تقليل كمية النفايات والتي يتم ترحيلها إلى مكب النفايات إلى 60%.

    وإذا علمنا أن مكب النفايات في عسكر من المتوقع أن يصل إلى سعته القصوى في في سنوات قليلة قادمة.

    https://www.bioenergyconsult.com/municipal-solid-wastes-in-bahrain/#comments

    وإذا علمنا أن مكب النفايات في عسكر من المتوقع أن يصل إلى سعته القصوى في في سنوات قليلة قادمة.

    وبناء على خطة الانتعاش الاقتصادي في البحرين، فإن المملكة تخطط لاستهداف استثمارات تصل قيمتها إلى 30 مليار دولار في مشاريع استراتيجية، مما يخلق فرصاً استثمارية جديدة في البنية التحتية والقطاعات الأولوية في جميع أنحاء المملكة، بما في ذلك قطاعات الطاقة المتجددة مثل الهيدروجين الأزرق والأخضر.

    https://www.saudigulfprojects.com/2022/12/bahrain-received-bidders-proposals-for-askar-landfill-remediation-package/

    وعند معرفة كمية ونوعية النفايات وباستخدام تحليل البيانات يمكن معرفة نسبة النفايات الصادرة من الاستخدام السكني والتجاري والصناعي، وعند توفير تلك البيانات للشركات المهمتمة والجامعات ومراكز الدراسات والأبحاث بالبحرين وخارحها يمكن العمل على الهندسة العكسية وتقديم الحلول العملية للتقليل من كمية النفايات، والسعي لتقليص دورة الاقتصاد الخطي والتركيز على الاقتصاد الدائري.

    وكل ذلك يأتي ضمن سياق واضح في من الرؤية الاقتصادية 2030 لمملكة البحرين، والتي تحدثت عن أهمية الحاجة إلى تغيير النموذج الاقتصادي الحالي، وذلك وفقاً لثلاثية:

    الاستدامة والتنافسية والعدالة.

    وكما ذُكر في الرؤية “وتجد البحرين نفسها في فترة حاسمة من تاريخها، ويتوقف إزدهارها في المستقبل على قدرتها على إحداث تغيير جذري على مستويات عديدة لمواكبة العالم المعاصر، إذ لا بد من تحديث الاقتصاد الوطني، واكتساب المهارات اللازمة وتعزيز الإنتاج”، إلى جانب ما تذكره أهداف التنمية المستدامة وهو “ضمان أنماط الاستهلاك والإنتاج المستدامة”.

    وتلك الاستدامة لا تكون إلا بالمحافظة على البيئة كما تم ذكر ذلك في الرؤية.

    “كايزن يومي”!

    وعندما نريد التغيير المستمر البسيط وهو ما يمسيه اليابانيون “كايزن”، قد تكون بعض المنتجات تساهم في تقديم التجربة اليومية للجمهور وتعزز لديهم هذا الوعي وبشكل عملي. ومن بين المنتجات المعروضة هذا الجهاز الذي يحول بقايا الطعام إلى سماد عضوي يمكن الاستفادة منه!

    www.Lomi.com

     

    وهناك منتج سعودي لتوفير مزرعة ذكية بالبيت، مما يوفر الإكتفاء الذاتي لبعض الخضراوات، وتم التطرق إليه في حلقة “مستقبل الأكل” في برنامج سين لأحمد الشقيري:

    https://www.youtube.com/watch?v=9KC4XKEn10o

    وهذه صور من تحويل المستهلك إلى مُنتِج، ليكون

    Prosumer

    أي مستهلك ومنتج بذات الوقت.

    وهذا مدعاة للدفع باتجاهين، الأول نحو الابتكار لتقليل كمية الهدر مما نرميه من منتجات، سواء طعام أو غيره، والثاني عبر الهندسة الاجتماعية والتي يمكن للحكومات بالمرتبة الأولى القيام بها والعمل عليها، عبر تشريعات وقوانين ومحفزات، فكلما قلّ هدرك لما تستهلك، أمكن تحويل ذلك لنقاط تقدير يمكن للفرد الاستفادة منها في مجالات الحياة المختلفة لمنتجات وخدمات تهمه.

    وإن تحدثنا عن دائرة أكبر بقليل في قطاع الصناعة، فهناك تقنيات متقدمة يمكنها أن توفر الكثير من الهدر، فضلاً عن الطاقة مع تقديم حلول مبتكرة وعملية، وقدرتها على التوازن بين البيئة والإنتاجية والجودة، ومن بينها منتج

    Magic Fiber

    .من شركة

    MTECHX

    وهو ابتكار ياباني مجرّب، وهو عبارة عن قطعة قطن معالجة بتقنية النانو، وله مزايا متفردة من قدرة الامتصاص، مما يساعد في معالجة والتسربات النفطية في المياه، فضلاً عمليات في المصانع.

    مثل هذه التقنيات يمكن الاستفادة منها وتوظيفها لتعزيز الاستدامة من جهة والإنتاجية والجودة من ناحية أخرى، وكل ذلك يأتي من بوابة انتخاب الاستدامة كجزء من استراتيجية هوية الحكومة أو الشركة.

    الدوران في حلقة مُنتجة!

    إن أكثر ما نحتاجه هو التوقف قليلاً والتأمل وقراءة الأرقام من حجم الملوثات والانبعاثات الكربونية وحجم الهدر، وعمل الهندسة العكسية لضبط بوصلة الاقتصاد ليكون دائرياً أكثر من كونه خطياً ولو بمراحل ولو في قطاعات محددة بداية.

    وفي هذا التوجه فرصاً عديدة لإعادة التموضع للحكومات والشركات والجهات مع مساحة للابتكار وتعزيز الاستدامة، وانعكاس ذلك على الإيرادات والتحسين والتطوير.

    ويمكن للمصانع كما للبنوك أن تأخذ دورها وبشكل محوري في تعزيز الاقتصاد الدائري عبر مظلة المسؤولية الاجتماعية والابتكار، بعد أن يتم تضمين ذلك في استراتيجية الهوية من أجل الاستدامة الفاعلة، ولتكون النتائج إيجابية في البيئة والاقتصاد والسوق معاً.

    كما يمكن للجامعات ترك بصمتها ضمن مساحة البحث والتطوير في ذلك التغيير أيضاً، مع أهمية الشراكة المستدامة بين المؤسسات الجامعية والقطاعين العام والخاص وقطاع المصارف والتمويلات.

    الاقتصاد الدائري لن يكون خياراً في المستقبل القريب، بل مساراً لا بد من الأخذ به، وهذه فرصة للحكومات، والشركات والمؤسسات للعمل عليه، سواء للاستدامة أو لصنع مكانة كهوية دون البقية.

    فتحديات المستقبل لا تقتصر على استهلاك الطاقة، وإنما في كيفية تدويرها لتدوم أكثر. وكما قيل من قبل “لا ندور في حلقة مفرغة”، بل أصبح بإمكاننا “الدوران في حلقة مُنتجة”.

     

     

     

     

    وصلة الموضوع بصحيفة البلاد البحرينية

     

    https://albiladpress.com/news/2023/5312/finance/805637.html

  • Customers are the creators of brand presence

     

     

    Creating business sustainability needs several sources, the most important of which is the target audience. The customer is no longer the one who pays for a product or service only, but has become practically involved in creating the identity/brand presence.

     The process is bidirectional, from the brand to the customer in terms of marketing, selling, and attention, and from the customer to the brand in terms of word-of-mouth , purchase, and sense of belonging.

     And amidst of all this competitiveness and duplication of a product/service in the market is to provide a customer experience that presents brand values and proves them in an appropriate image, so that the customer becomes a spontaneous transmitter of those values. And he changes from a payer to a marketer for a practical experience, and this is the bottom line in making the marketer client.

     Each customer is a project in his network of relationships, word-of-mouth, and experience. This is what creates trust, and what makes it spread in its natural context in the market.

     Healthy business sustainability depends on the following:

     1. A clear methodology for defining objectives for business and projects.

     2. Determine the appropriate tools and mechanisms to implement this methodology, such as touch points and tools.

     3. Setting a performance indicator directly related to the customer’s behavior (KPI).

     4. The ability to evaluate and adapt this methodology.

     The ability to transform the customer into a brand marketer is considered one of the most important pillars of sustainability, as the customer then markets and defends the brand, or as they call it in the marketing funnel, the advocacy stage.

     

     When we put the customer at the center of the work circle, positive interaction will flow naturally, and then he will turn from a customer to an advocate, and ultimately to a defender and an ambassador of the brand in one of the clearest forms of the relationship between the public and the brand.

  • How can we convert trust into a sustained investment in business?

     

    Trust is the currency of business, as it is the cornerstone, and business grows with it. Business relies on it to reap the fruits of effort and work.

    It is an industry that coincides with two things: actions and time. Its importance lies in its ability to establish identity/branding internally among the work team, and externally with customers.

    If the internal environment is based on trust, it will inevitably reflect on the behavior of the customers. Thus, trust is a seed that is planted inside and its fruits are outside, and this is done through indicators that can be measured -SMART-, and through the presence of a performance measurement tool -KPI-, whether through increased sales, good reputation for the brand or the available opportunities and the type of challenges that can be faced and benefited from.

    And because trust is a purely human act, based on actions and reactions, words, ideas, and intentions, it is an area that needs high accuracy, extreme care, and follow-up to ensure the existence of trust that aims to establish a strong identity/branding culture inside and opens up productive spaces for positivity, innovation, accountability, and correction.

    Trust can be made as it can age and be destroyed as well.

    These are indispensable foundations for the sustainability of any system for making a strong brand, whether for government entities or small businesses.

    Business strategist David Horsager speaks internationally on the bottom-line impact of trust. He has developed a system with which he teaches leaders how to build the Eight Pillars of Trust:

    1. Clarity – People trust the clear and mistrust the ambiguous

    2. Compassion – People put faith in those who care beyond themselves

    3. Character – People notice those who do what is right over what is easy

    4. Competency – People have confidence in those who stay fresh, relevant, and capable

    5. Commitment – People believe in those who stand through adversity

    6. Connection – People want to follow, buy from, and be around friends

    7. Contribution – People immediately respond to results

    8. Consistency – People love to see the little things done consistently.

     When trust is enabled within any system, the results of this go beyond any physical measurement and exceed the variables that may pose a threat to the stability of the system. This can be seen through the direct relationship between trust and increased efficiency of the work team, as well as its reflection on the productivity of the members of the system.

     Trust is an accelerating passage for many potential strengths that can be utilized, not only in times of prosperity and ease but also in times of adversity, which is the key thing. When there is trust between team members and within any system, there will be attention to presenting a summary of thought and making an effort to continue the workflow despite challenging circumstances, and clinging more to work rather than abandoning it or entrusting the matter only to an executive or manager.

    Trust is a collective concern, a changing and effective presence, and a high energy of focus. As soon as you attend, ideas and visions emerge, as well as effort for hidden energy that appears when cultivating confidence in individuals.

    When the members of any system are treated as “thinking” heads and not as “automatic” cogs, then they can get the best of them without asking, as they have reached the arena of participation, belonging, and belief in a common goal. Then they could digest the “greater why” that makes them experienced in what they do and not get stuck to their positions, as some have, which makes “the job” an automated movement to get the salary at the end of the month and nothing else.

    Creating trust in all systems from government entities to major companies and even small and medium enterprises is not an option anymore, it settles in the circle of necessities for any work environment that desires the following:

     1. Healthy continuity

     2. Outstanding productivity

     3. The ability to withstand changes

     4. Development and correction

     5. The ability to translate trust with clients with spontaneity and authenticity

     6. Expansion in both “vertical” directions in services and products and

    “horizontal” in branches and including other services or products

     7. Smart investment in internal capabilities

     8. Preserving productive staff and limiting their exit

     All of this will be reflected in the work system and shed the light on the following matters:

     1. Reputation

     2. Profitability

     3. Encouraging work environment

     4. Expansion

     5. Innovation and high competitiveness

     And all of this is only done through a correct understanding and true belief in the centrality of the human being at work, and a departure from the mentality of the collective mind that was formed after the first industrial revolution, and is still circulating among us through the projections of trade and industry by making the human being a manufacturing tool for the product and a number that can be changed. Working to make man the focus of action, and not an auxiliary tool is what matters.

    The trust industry is an important axis in any work environment and is considered a real capital that can be relied upon if it is implemented with clear mechanisms and follow-up linked to the results.

  • مدينة العطور .. اختطاف جميل للجائحة وعمق بالرسالة

    لقراءة المقال في صحيفة البلاد، الرجاء الضغط على الوصلة

    https://jaafar-hamza.com/wp/?p=1165

     

  • Otaku オタク: The Industry of Productive Passion

     

    Jaafar Hamza 

    I have been always passionate about Japanese culture, and as someone from the 80s generation, Japanese animation took us away from our reality to its realm. It ignited the spark of love inside our hearts to the details of this world and the tales within.

    I have watched countless anime, and one of the things that attracted me was the attention to detail. For example, they will take into consideration all the specific details of the scene, whether it is a shop or a company; it starts with how a character deals with the work environment, the attention to the representation of products/commodities, to the bow to the customer as they move far and not only leave the shop.

     

    At first, I thought that this is an exaggeration, however, the more I watched I started to build a stereotypical image in my mind about how the Japanese are precise and love to pay attention to the details in their work, from cleaning classrooms to selling sweets in a tiny shop. This notion has been agreed on universally, which emphasizes what I had in mind.

     

    This has been known as Ganbaru 頑張る, which means doing one’s best until achieving the goal. It is the continuity of efforts regardless of impediments. It is indeed a crucial concept in Japan as it is an important part of their culture and identity.

     

    With this concept, the Japanese fight the moments that lack the passion to work. Not every Japanese adore their work, but their culture helps them to overcome any obstacle at work; One must do their responsibility to the maximum, whether a CEO or a Security Guard. In other words, translate Ganbaru into deeds.

     

    Therefore, it is not awkward to think that Japan indeed is a planet on its own as they have a different culture than any other on planet Earth.

     

    This is only the minimum when it comes to their dedication to their work, they are accurate to their work even if it is a scene of window cleaning.

     

    So far, this is nothing compared to the concept of Otaku オタク, which means being so passionate to the degree of obsession. The word originally originates from the obsession with Manga and whatever is related to it, however, this word has also been used to refer to the general meaning, and it also has been used in the English language.

     

    So, how important is it to embed this concept in firms and companies?

     

    When John F. Kennedy -the 35th President of the United States- visited NASA IN 1962, he asked a janitor who was carrying a broom: What is your job? The guard said: “I’m helping put a man on the moon.”

     

    This answer verifies the man’s connection to NASA’s goals and aspirations.

     

    This mentality achieves the common collective vision and makes each individual an active ambassador no matter what his/her position is in the company.  Richard Branson says: “Clients Do Not Come First. Employees Come First.”

     

    When an employee loves his work, he will not only do his duty, but he will follow the Ganbaru; when he feels that he is not just a number in the firm but a pillar, he will enter the phase of Otaku.

     

    The presence of Otaku in a place is like a high electric current that goes through the veins of the employee, and ultimately gets transferred to the services and products given to the customers. Be it a way of answering a phone call, representation of a commodity, or the welcome the customer gets.

     

    This spontaneous passion will reflect the better practices inside or outside the firm, and it cannot be achieved without the following five factors:

     

    1. Cause: to know the goal.
    2. Clarity: vividness in introducing and communicating.
    3. Consistency: steadiness at work.
    4. Culture: to generate an internal culture that can be reflected externally.
    5. Community: to build a community that makes the employee and the customer defend the brand; it is the last stage of the “Marketing Funnel”.

     

    It seems that Otaku is no longer an option for those who thrive to leave their imprint on the lives of their target audience. Not through selling a product or service, but for being an added value.

     

    Hence, it will make the internal body of any company stronger and more resilient, which is an essential capital during crises.

     

    What the world has gone through during the COVID-19 pandemic, led to a re-evaluation of the concept of the individuality and individual centricity. Thus, the notion of teamwork and whatever can reinforce the cultural presence for the brand are on the table for investigation, and Otaku is among them.

     

    The obsessed lover’s motivation is the bond and love for the company. Hence, he doesn’t look at the mathematical calculations, which can create a source of power for the company/brand, as what they seek is a family member that can be with them through thick and thin.

     

    The admirer sees the picture of the beloved wherever he goes, so are we really in love with what we do? Or have we limited this to spacetime (specific working hours/places)? i.e., whenever we leave the workplace, our bond vanishes.

     

    There is a difference between a person who loves and the other who becomes just a tool at a company. The first looks at it as a loving relationship that involves giving and fighting challenges. On the other hand, the second look at it merely as fulfilling a duty to get paid.

    The Otaku is not deemed to be fulfilled unless there is a dual relation between the firm and the employee. Appreciation, support, constructive criticism, clear vision, and strong leadership are all factors that can help in paving the way for the Otaku, but it does not guarantee its success for it should come from within. The lover does not get trained to give love; it comes out naturally.

     

    Can you imagine working for several months without getting paid? Sometimes, you do it for the love of work or leader.

     

    This is the experience I faced when I used to work with the late Moosa Al-A’ali; I worked for several months without payment because I was passionate enough, and I also believed in the goal my inspirational leader has put. The financial crisis was because of the owners of the agency Mr. Al-A’ali was the manager at.

     

    This is just one example of many that we live in every day; A lot of work environments are toxic because of corruption, exploitation, and sectarianism, and this is only the tip of the iceberg; what goes behind the scenes is even worse!

     

    What we merely have is employment for tools and not investment for human capital in our companies/firms.

     

    We actually do have something Japanese which is Muda 無駄, and it means futility, wasting possibilities, and being useless.

     

    Otaku is the seed of perfection in doing one’s work. It is valued in terms of religious and cultural points of view.

     

    This is the difference between having a capital of love and an employee who is merely a tool in your company.

     

    Otaku has the ability to enhance the dual presence of the brand inside and outside the firm. And if is understood and generated well, it can have a huge impact that can exceed achievement and creativity.