الرئيسية

  • عن الجائزة وما سواها عبر شاشة البحرين

    عن الجائزة وما سواها عبر الشاشة الفضية

    http://www.youtube.com/watch?v=oauh_d3E2dI

    الإعلان قبل الطباعة في أحد كتب المناهج الدراسية في إحدى المعاهد الألمانية، ويظهر الإعلان

    الفائز كأحد النماذج الموضوعة في المنهج لتدريس الطلبة.

  • «أنا أحب دميتي» في طريقها إلى الإنجليزية

    الوسط – فضاءات

    يبدو أن صدى دمية جعفر حمزة تعدّت القراءة والنقد والعرض، لتصبح قاب قوسين أو أدنى خارج خريطة اللغة العربية جسداً، حيث ستتكلم اللغة الإنجليزية أيضاً بعد أن أجادت عربيتها تحت مظلة مركز الشيخ إبراهيم طباعة ونشراً، ليكون الأخير هو المتبني لها خارج اللغة العربية أيضاً.

    إذ من المقرر أن تتم ترجمة كتاب «أنا أحب دميتي، سيرة عشق الإنسان لصورته الدمية» للكاتب البحريني الشاب جعفر حمزة إلى اللغة الإنجليزية من قبل مركز الشيخ ابراهيم للدراسات والبحوث، إيماناً من الأخير بضرورة نشر الفكر الذي يمثل إضافة من الساحة البحرينية في بقية الثقافات، ونتيجة لجدة الموضوع وفرادته من ناحية الطرح والعرض ارتأى مركز الشيخ ابراهيم ترجمة كتاب «أنا أحب دميتي» إلى اللغة الإنجليزية، لتصل رسالة الكتاب إلى أبعد مدى، وخصوصاً أنه يتناول موضوعاً يشكل أهمية لدى القارئ الغربي.

    ويقول صاحب الدمية الكاتب جعفر حمزة تعقيباً على هذا الخبر «لم أشك في موافقة مركز الشيخ ابراهيم على ترجمة الكتاب وخصوصاً إذا نظرنا إلى توجهات المركز المشجعة للأدب والثقافة والبحث الفكري، وللأمانة فقد كان هدفي الأول أن يكون انتشار كتابي باللغة الإنجليزية نتيجة اهتمام المكتبة الغربية والمتابعين هناك بمثل هذه المواضيع أكثر منه في الوطن العربي». ويضيف حمزة: «ليست الترجمة إلا خطوة أولى لإيصال رأي جديد ضمن توليفة الآراء التي تتناول هذا الموضوع، وخصوصاً إن علمنا أن جُل مصادر كتابي كانت باللغة الإنجليزية، ويهتم الغرب برأي من يطرق باباً حيوياً في صناعتهم وثقافتهم وفكرهم، لذا أتنبأ أن يلقى الكتاب هناك صدىً أوسع منه هنا في العالم العربي، نتيجة الموضوع والمحتوى والطرح».

    وفي سؤاله عن خطواته القادمة سواء فيما يتعلق بكتابه الدمية أو مشروع مستقبلي قادم، قال حمزة: «بداية أود توجيه الشكر الجزيل لوزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي رئيس مجلس أمناء مركز الشيخ ابراهيم للدراسات والبحوث لدعمها للكتابات الجديدة والشابة، ولم يكُ غريباً عنها الموافقة على ترجمة الكتاب للغة الإنجليزية، والتي ستكون بداية حركة أخطط لها في الغرب، وذلك عبر نشر الكتاب في المواقع المتخصصة المشهورة، فضلاً عن مشاركات ذات علاقة بالموضوع في المحافل الغربية المهتمة»، وسيكون كتابي الثاني «آدم، من ورق التوت إلى كيلفين كلاين»، وبعد انتهائي منه بالعربية أخطط لترجمته إلى الإنجليزية أيضاً، حيث أبحث في عمق العلاقات الخفية والظاهرة في الثقافة الغربية وأحللها لعناصرها الأولية وأقدمها للقارئ ليحكم بنفسه عنها صواباً وخطأً.

    العدد : 2806 | الخميس 13 مايو 2010م الموافق 28 جمادى الأولى 1431هـ

  • يحمل رسائله على ظهره… جعفر حمزة يصمم قميصاً ضد الطائفية

    ملحق ألوان

    الوسط – المحرر الفني

    يرى تلك القطعة من القماش أكثر من مجرد ساتر أو للتجمل، يراها مساحة بيضاء كلوحة يمكن أن يبعث رسائل مختلفة من خلالها إلى الآخر، لذلك تنوّعت رسائله عبر اللباس.

    جعفر حمزة المختص في ثقافة الصورة والاقتصاد المعرفي، دأب منذ سنوات على تصميم الملابس التي تحمل رسائل متنوعة وفي مختلف المواضيع، فكان ديدنه التركيز على موضوع معين والعمل على إخراجه ضمن تصميم يقوم هو بالإشراف عليه وارتدائه في حياته اليومية.

    يقول جعفر حمزة: «اللباس هو الجلد الثاني للإنسان، واستخدامه كوسيلة تعبير ليست بجديدة عليه في مختلف المجتمعات، سواء باستخدام اللون أو الشكل أو طريقة الارتداء، وبالتالي يكون اللباس رسالة في ذاتها عن الشخصية والتوجه».

    ويُضيف: «لم أتوقف عن تصميم الملابس الخاصة بي، التي تنوعّت من رسائل سياسية كتلك التي عن العراق والمجازر التي تحدث فيه، أو تلك الثقافية عبر إبراز جمالية الخط العربي، أو الرسائل الإيجابية والتحفيزية كتلك التي أبرزت الشعر العربي للشاعر الشاب أبي القاسم الشابي، (ومن يتهيّب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر)، وغيرها من الرسائل المختلفة».

    وعن آخر تصاميمه، التي تناولت الطائفية يقول حمزة: «هذه المسألة لا تثيرني لوحدي بل تُثير كل غيور على هذه الأمة، وما الطائفية إلا داء عضال يفت في جسم المسلمين ويجعلهم يستنزفون مواردهم المالية والفكرية، عوضاً عن الاستثمار فيما يُصلح شأنهم ويرفع قدرهم في كل ميدان. وكوني مسلماً أرى أن صور إظهار رفض هذه المسألة تأتي من خلال وسائل عملية عبر السلوك الإيجابي مع كل الطوائف الإسلامية، بل وحتى الأديان الأخرى وغير المؤمنين حتى، والقميص الجديد الذي قمت بتصميمه يتناول الطائفية من منظور واقعي ملموس، حيث يُظهر التصميم رسم رجل خليجي وهو يفقأ إحدى عينيه بإصبعه ويُدميها، ومكتوب على القميص عبارة (الطائفية) مثل (اللي يطز عينه بيده)، وهو مثل خليجي معناه (كمثل الذي يفقأ عينه بيده) والتصميم بالأسود والأبيض مع إظهار الدم باللون الأحمر. وتم إخراج التصميم على قميص أبيض ليتضح الدم وعبارة الطائفية المكتوبة باللون الأحمر أيضاً».

    وعن ردود الفعل التي تلقاها نتيجة ارتدائه هذا القميص ومع هذه الرسالة، يقول حمزة: «كل الردود التي تلقيتها كانت إيجابية ومُشجعة، وعلى رغم تحفّظ بعضها على إظهار الدم فإنها كانت مؤيدة للرسالة وبقوة».

    وبخصوص تصاميمه الشخصية المختلفة وما إذا لاقت رواجاً أو إشادة، يقول حمزة: «حضرت مؤتمر (فكر 8) بالكويت الذي نظمته مؤسسة الفكر العربي، وقد كنت مرتدياً أحد تصاميمي التي تُظهر شعر أبي القاسم الشابي (ومن يتهيب صعود الجبال)، ولفت القميص انتباه الكثير من الأخوة العرب الحضور، وخصوصاً السعوديين، الذي تساءلوا عن وجود مثل هذه التصاميم في السوق، فأخبرتهم بأنها تصاميم للارتداء الشخصي فقط ، وعلى رغم ذلك شجعوا على الفكرة وترقبوا وجود مثل هذه التصاميم في السوق، التي تبرز الجانب المخفي من قوة اللغة العربية والثقافة الإسلامية بصورة عامة».

    ومن التصاميم الأخرى والجديدة، ذلك التصميم – الثوري – الذي يتناول التغيير في بيئة العمل، الذي حمل عبارة «غيّر شغلك في قلبك» مع رسم مطرز لقبضة يد حمراء مرفوعة، والتصميم داخل مربع، مغروزة في أطرافه الأربعة أزرار معدنية بارزة.

    ويقول حمزة عن التصميم: «إنه أحد أبرز التصاميم التي لفتت انتباه من يراه، فالقماش متين، كذلك الذي يُستخدم في لباس العمّال، مع وجود العبارة في مكان القلب من الأمام.

    وتبرز العبارة معاني وتأويلات مختلفة، من بينها أن التغيير يبدأ من القلب أي من الداخل، وهو مفهوم قرآني واضح، فإن أردت تغيير أمر ما، فعليك بتغييره من ذاتك أولاً».

    وعن بيئة العمل أيضاً، صمم جعفر حمزة قميصاً تناول فيه موضوع الأنانية والذاتية التي تُفسد العمل، وذلك بكتابة عبارة egos Killing the Business، أي «الأنانية تقتل العمل» وتم تصميمها على قميص أبيض مع وجود بقعة حمراء كدم على عبارة «العمل» كنتيجة لتلك الأنانية.

    وعن تصاميمه الجديدة، يقول جعفر: «أفكّر حالياً في تصميم تي شيرت أو قميص خاص بأغنية الأميركي مايكل هيرت، الذي غنّى لضحايا الكيان الصهيوني المقيت في غزّة، وأغنيته هي We will not go down أي لن نخضع أو نتنازل، وتتحدث عن المآسي التي أحدثها الكيان الصهيوني في غزة، والشجاعة والإباء الذي تمتع به أهل الغزة، والصمود الذي سطروه في مقاومتهم للعنجهية الصهيوينة».

    يقول حمزة: «تلك القيم والرسائل هي التي يجب أن تظهر على السطح وبقوة، قيم العزة والتغيير الإيجابي وقيم الإسلام والإنسانية لا غيرها، وبعد أن أصمم هذا القميص سأهدي نسخة منه للأخوة في غزة وللمغني الأميركي الشجاع مايكل هيرت، الذي أبدى شجاعة أكبر من نظرائه من المغنين العرب».

    يذكر أن كل تصاميم جعفر حمزة يقوم هو بالإشراف عليها، ويتعاون في بعض التصاميم مع فنانين أو مصممين للقيام بها من أجله، وكان تصميم قميص الطائفية من رسم الفنانة السودانية الشابة آلاء مقبول. ويعمل جعفر حمزة مديراً للإبداع لماركة «نبراس»، وهي ماركة محلية لـ «التي شيرتات» الإسلامية، التي تقدم بديلاً عصرياً يحوي رسائل وقيمٌ إسلامية بتصاميم شبابية مختلفة وجذابة.

    ويقوم حالياً جعفر حمزة بتأليف كتاب عن اللباس يحمل عنوان: «آدم، من ورقة التوت إلى كيلفين كلاين»، وذلك بعد كتابه الأول «أنا أحب دميتي، سيرة عشق الإنسان لصورته الدمية»


    العدد : 2801 | السبت 08 مايو 2010م الموافق 23 جمادى الأولى 1431هـ

  • الدمية بنظر البحراني

    أنا أحبّ دُميتي

    سيرة عشق الإنسان لصورته “الدّمية”

    للكاتب البحريني/ جعفر حمزة


    “كتابٌ يؤكّد أنّها هي التي تلعبُ بالعالم، قبل أن يلعب أطفاله بها”

    بقلم: زينب.ع.م.البحراني

    في الصّباح التّالي مُباشرةً لليلة إتمامي قراءة هذا الكتاب، دخلت أحد المخابز المُتخصّصة بإعداد حلوى الحفلات. وبانتظار وصول فطيرةٍ وكوب شاي على منصّة دفع الحساب؛ وجدتُ صورة الدّمية (براتز) التي طويت عليها صفحات (أنا أحبّ دُميتي) قبل ساعات، تقف مُتحدية بعينيها النّاعستين، وثوبها القصير، وتكوينها الجسديّ المنحوت على مقاييس الأنوثة التّجاريّة، في أربع نُسخٍ تحتلّ شاشة عرضٍ إلكترونيّةٍ مُتحرّكةٍ لم يكُن اختيار مكانها الكافي للفت أنظار عُملاء المخبز اعتباطيّا، لتتوالى بعدها مجموعة صورٍ تمّ انتقاؤها بعناية لأميرات ديزني، ميكي وبطّوط، الدّب ويني، سوبر مان، سبايدر مان، الرّجُل الحديدي، وغيرها من أشهر الأسماء العالميّة في تاريخ الدّمى والرّسوم المُتحرّكة. اكتشفت حينها أنّني أنظر لتلك الصّور نظرةً تختلف عن كلّ نظرةٍ نظرتها إليها طوال ما مضى من حياتي، بعد أن جعلني هذا الكتاب أكثر وعيًا تجاه حقيقة (الدّمية) ودورها الخفيّ في بلورة شخصيّة الإنسان مُنذ الطّفولة، والواقع الذي تُخبّئه تلك الشخصيّات بكلّ ما تحتها من مبادئ وأفكار وقيم ومصالح عولميّة وتجاريّة ترتدي وجه الدّمية وأثوابها الملوّنة، لتتسلل صورها إلى مُختلف تفاصيل حياتنا الصّغيرة من دفاتر وأقلام وملابس وحقائب وحاملات مفاتيح وأطباق طعام…… ثُمّ لا يكفيها مُجرّد التسلل إلى اليد و البصر، وإنّما تُسدد هدفها نحو الغدد اللعابيّة والمعدة، لتتحوّل إلى أغلفة حلوى وتُصنع نماذج كعك المُناسبات المُفرحة على هيئتها، وتُزيّن بصورها!. لتؤكّد لنا أنّ حقيقتها أكبر وأخطر كثيرًا مما يبدو لمحيط مرأى البصر، فلا نجد مفرّا من الاتّفاق مع رأي الكتاب حين يقول: يبدو أنّك لم تُدرك ماهية الدّمى بعد، فهي صورة مُعاشة واقعًا وحُلمًا من خلال بُعدٍ آخر، بُعد الإمكان والحجم، وبعبارةٍ أخرى، الدّمى هي نحن بني البشر، ولكن بجُرعةٍ مُضاعفةٍ من التخيّل والتمكّن والقًدرة، وبحجمٍ أصغر بكثير… ص57″ . ونؤمن بأنّ ذاك الكائن الصّغير يُشكّل قضيّة تستحقّ أن نُرافق المؤلّف في رحلة نزعه أغلفتها واحدًا بعد آخر، لنستكشف ما تخبّئه تحت ردائها الجذّاب من أسرار.. فهيّا بنا نُشاركه تلك الرّحلة، بدءًا من الغلاف الأوّل.

    § الغلاف الأوّل/ وقد همّت بي:

    كشف هذا الغلاف عن علاقة الدّمية بالدّين منذ قديم الأزل، بدءًا من حكاية (عجل السّامري)، ومرورًا على ما نالته من اهتمام في التّاريخ الفرعوني المصري. مُركّزًا اهتمامه على الكيفيّة التي بها ولدت، وكبرت، ثمّ بدأت رغبتها في التحرّر تكبر معها يومًا بعد آخر، وتتدرّج في تطوّر مادّة صُنعها مُنذ دُمية الشّمع، ثمّ دُمى البورسلين، تليها الدّمى المحشوّة بنُشارة الخشب، وصولا إلى دُمية القماش والبلاستيك والفينيل. إلى أن صارت تجارة الدّمى رقمًا قادرًا على الجهر بصوته في سوق الأسهم العالميّة.

    § الغلاف الثّاني/ ليلى تبحثُ عن قيس:

    نجد تحت هذا الغلاف حقائق تتعلّق باهتمام اليابانيين بالألعاب، الذين لم تكُن بالنّسبة لهُم مُجرّد “ألعاب” أو “دُمى”، حيث كانت تُمثّل لهم “مؤشّرًا على نمو عقل النّاشئة ومروره بمرحلةٍ تفاعُليّة مُهمّة يجب أن تُستثمر محليّا وبطريقةٍ مُبتكرة، عوضًا عن وضعهم قبال رفوف البيع، التي “قد” تحمل ما لا يرضاه اليابانيّون ثقافيًا وفكريًا، بل حتّى تجاريًّا…. ص 29″ ، فضلا عن أثر الرّوح اليابانيّة على الدّمية والرّسوم المُتحرّكة حول العالم، بما فيه الولايات الأمريكيّة المُتّحدة. ليأتي من بعدها دور الصّين لتتحوّل معاملها إلى أكبر مُصدّر لبضائع محلات الألعاب الأمريكيّة الرّئيسيّة، دون أن تخضع تلك البضائع لأيّة تعرفة جُمركيّة، وذلك في إطار اتّفاقيّة “العلاقات التّجاريّة الطّبيعيّة الدّائمة” بين الدّولتين.

    § الغلاف الثّالث/ مُحطّمة القلوب:

    حكاية الدّمية الشّهيرة (باربي)، واعتبارها (فراشة بعُمر السّلحفاة) لشبابها الذي دام لأكثر من نصف قرن، ونجاتها بجدارة من مزالق التغيّرات السياسيّة والاجتماعيّة والثّقافيّة رُغم قصر مُدّة دورة الألعاب الحياتيّة أمام تلك التحدّيات، دون أن يُغفل الإشارة إلى تلك المواجهة التّسويقيّة السّاخنة بين (باربي) المولودة عام 1959م، ومُنافستها (براتز) التي انطلقت إلى الأسواق العالميّة بدءًا من عام 2001م

    § الغلاف الرّابع/ حمامة الحيّ قد تطرب:

    تحت هذا الغلاف تواجهنا بداية إطلاق الدّمى المُحتشمة في السّوق الأمريكيّة عام 1996م، لتوسّع تلك الدّمية من نفوذها الفكري حين أطلقت شركتها المُنتجة الكثير من مُتعلّقات المدرسة المُغرية لبصر الأطفال وأذواقهم، وتحظى بإقبالٍ جماهيريّ وشعبيّة تؤهّلها لأن تسوّق في كلّ من أمريكا، كندا، المملكة المتحدة، ألمانيا وسنغافوره. قبل قيام “المركز التربوي الفكري للأطفال والنّاشئة” بإطلاق الدّميتين (دارا) و (سارا) في السّوق الإيرانيّة عام 1996م، في مُحاولة للبحث عن بديلٍ يُزيح صورة الدّمية (باربي) من عقول الأطفال الإيرانيين. لتأتي شركة (New boy FZCO) في دُبي بالدّمية (فُلّه) خلال نوفمبر 2003م، لتغدو – منذ ذاك الوقت- أكثر الدّمى مبيعًا في الشّرق الأوسط.

    § الغلاف الخامس/ مازالت تنتظر:

    حكاية الطّفل (بكّار) ونعجته رشيده، الشخصيّة الكارتونيّة القادمة من أقصى صعيد مصر لتبزغ إلى النّور بمجهود صاحبة فكرة ابتكار الشّخصيّة والمخرجة الأولى للمسلسل، الدّكتوره (مُنى أبو النّصر)، قبل أن يتسلّمه المُخرج (شريف جمال) بعد رحيلها. ومن تجربة مصر إلى تجربة دولة الكويت مع قصّة ال99، التي تصوّر سلسلة كرتونيّة لأبطال يحمل كلّ منهم صفة مُستمدّة من أسماء الله الحُسنى ال99 في الإسلام، بادئة في الظّهور على صفحات مجلّة 99 خلال شهر يونيو 2006م على يد الدّكتور (نايف المطوّع) مُدير شركة تشكيل للإعلام، مما عبّد طريق خروج تلك الشخصيّات من الصّفحات الملوّنة إلى رفوف المتاجر، عبر صناعة المنتجات الخاصّة بالشّخصيّات الكرتونيّة. وأخيرًا.. يسلّط الضّوء على التّجربة الإماراتيّة النّاجحة في إطلاق المسلسل الكرتوني (فريج) الذي يحكي قصّة أربع مواطنات عجائز، هنّ: (أم سعيد) عاشقة الشعر الشّعبي، و (أم علاوي) المُثقّفة ورفيقة التّكنولوجيا الحديثة، ثمّ (أم سلّوم) التّائهة في عالم النّسيان، و البطلة الرّئيسيّة ذات الشخصيّة الفريدة (أم خمّاس)، يعشن في حيّ شعبي مُنعزل من أحياء مدينة دُبي العصريّة، ويخضن تجارب ومُغامرات غير مألوفة. فيعشق الجمهور إطلالتهنّ بما يكفي لظهور صور العجائز الأربع على الأدوات المدرسيّة وملابس الأطفال والألعاب…. إلخ.

    § الغلاف السّادس/ أنا أحبّ دُميتي:

    ” ما لم تملك القًدرة على ملء الفراغ الموجود في مساحة تفكيرك فسيملؤه الآخرون عنك”، تلك فلسفةٌ كونيّة ومُعادلةٌ رياضيّة بحتة لا دخل فيها للمشاعر والأحاسيس المرهفة والتمنّيات… ص110 “. هذا ما يقوله الكتاب مؤكّدًا أنّ شراسة المُنافسة في أسواق عالم اليوم تتطلّب تخطيطًا استراتيجيّا مًنظّمًا وجُهدًا ضخمًا وعينًا دائمة التيقّظ لتثبيت كيان ما في السّوق، أو مُحاولة إزاحة كيانٍ آخر. مبيّنًا أنّ إزاحة الطّرف المُنافس لا يستقرّ لها النّجاح إلا بوجودٍ “خُماسيّ القوّة”، يبني أسس معركته التّنافسيّة على: الفكرة والهويّة، الكوادر المُحترفة، التقنية الحديثة، التّرويج المخطط، والسّيولة الماليّة.

    § أخيرًا..

    من وجهة نظري الخاصّة كقارئة، أرى أنّ هذا الكتاب يتجاوز مضمونه حجم عنوانه وعدد صفحاته. فعلى صعيد اختيار الفكرة الرّئيسيّة التي ناقش الكتاب محاورها، لا يسعنا إلا أن نعترف بأنّ المؤلّف قد وفّق في طرق موضوعٍ تفتقر المكتبة العربيّة إلى الكتب والمصادر التي تُعالجه بمنهجيّة مُشابهة. ولا يخفى على القارئ مدى الجهد الكبير والجاد الذي بُذل بحثًا وتنقيبًا واستقصاءًا في بطون المصادر الأجنبيّة، ومُحاولة لملمة شتات ما جاءت به المطبوعات العربيّة من معلومات شحيحة، فضلا عن التّواصل المُباشر مع أصحاب الشّأن في هذا المجال في أحيانٍ أخرى، ليبزغ الكتاب على هذه الصّورة، وبهذه القيمة المعرفيّة والمعنويّة. هذا إلى جانب براعته في مُناقشة الأبعاد النّفسيّة والفكريّة والتّربويّة والاجتماعيّة والتّجاريّة للدّمية على الفرد، ومن ثمّ المُجتمعات. ولم يُغفل الإشارة إلى دور (الخُطط التّسويقيّة) والإعلانيّة التي سارت عليها الشّركات المُبتكرة للدّمى والمُصنّعة لها، لتجعل من دُماها قوّة معنويّة مُهيمنة، تحت صورةٍ ملوّنةٍ بريئة المظهر.

    عنّي أنا؛ أعتبر أنّ كلّ لحظة قضيتها في قراءة هذا الكتاب كانت استثمارًا ممتازًا لوقتي، لم يُقصّر في مُضاعفة ما أمتلكه من وعيٍ ومعرفةٍ تجاه موضوعه، وأرجو أن يعيش بقيّة عُشّاق القراءة من المهتمين بمضمونٍ كهذا أوقاتًا مُفعمة بالمُتعة والفائدة بين صفحاته.

  • اثنتان وضرّة ….. قراءة في واقع التواصل البصري لشركات الاتصال الثلاث بالبحرين

    أسواق ٢٥ أبريل ٢٠١٠


    ما إن وطأت قدماها هذه الأرض، حتى بدأت بنثر “كرمها الحاتمي” ، فهي من بيت له
    ركن وثيق في بسط اليد البيضاء، لتصبح صورها متربعة في كل زاوية من شارع
    عام أو فرعي، بل أصبحت صورها على نواصي بعض المحال التجارة الصغيرة منها
    والمتوسطة.

    فتجدها أينما وليت وجهك،ولترفع رايتها على رؤوس
    الأشهاد، ولم يكُ من الباحثين عن الجديد وانتظار “الثالثة” ببعيدين عنها،
    فكانت “المُرتقبَة” -بفتح الباء-، وما إن كشفت عن ساقيها حتى تقاطروا
    عليها زُرافات ووحداناً، فما ترى منهم إلا الصفوف المتراصّة والوجوه
    المُنتظِرة لرقم جديد ذو نَسَقٍ معين وتكرار مُلفت، قد يُضيف تميزاً
    لمستخدمه الذي سيكون -آنياً- بعد أن يتم حفظ الرقم باسم صاحبه لا بالرقم
    نفسه.
    وقد أخذت هذه “الثالثة” بمجامع قلوب الكثيرين حتى باتت شغلهم
    الشاغل، وهي جديدة الدار، فكانت “فيفا” مدار الحديث والسؤال عن ما يمكن أن
    تقدمه، فقدمت وما زالت، رافعة رايتها خفّاقة في الطرقات بألوانها الزاهية.
    ومع حضورها الكبير في مساحة البصر اليومية للفرد من هذه الجزير الصغيرة
    “البحرين”. كان من المتوقع أن تُثير أو على الأقل أن تحرّك المياه
    الراكدة من تحت أقدام منافستيها، صاحبة الأرض وصاحبة الألوان.
    ولم يكُ
    من السهل أن تسكتُ الضرتان بوجود الضيفة “فيفا” وهي الجديدة المُستعرضة
    بما لديها من “كرم الخدمات”، وتتنافس الثالثة للظفر بقلبي وقلبك عبر جيبي
    وجيبك بطريقة ذكية أو عملية أو عاطفية، سمّها ما شئت.

    لكن لماذا؟ لأنهنّ يمسكن أذني وفمي كما اذنك وفمك، لذا علينا من بينهنّ الاختيار، ويمكنك الجمع بينهنّ، فما زالت ثلاث فقط.

    لقد
    كانت هناك قطعة كعك تقاسمتها “بتلكو” و”زين”، ومع وجود فرد جديد في البيت
    “فيفا”، فإن نصيب الأولتين قد تقلّص أو قد يكون ظل ثابتاً. ما دام جيب
    البعض مستعد للجمع بين الاثنتين أو حتى الثلاث.

    “وكل إناء بالذي فيه ينضح


    وبحضور “فيفا” ترقّب الجميع ردّات الفعل من “بتلكو” و”زين”، إذ أنّ حضور “فيفا”
    سيشعل المنافسة. وسيتم عرض “العضلات” على واجهة محل كلاً منهنّ، سواء من
    خلال منتجات جديدة أو خدمات تنافسية وذلك عبر تواصلهنّ التفاعلي بالحملات
    الإعلانية مع الزبون، لتبقى يد الزبون اليمنى في جيبه، ويده اليسرى ممسكة
    بهاتفها لا غير.

    يُقال بأن “كل إناء بالذي فيه ينضح”، وعند دخول “فيفا” البيت البحريني بادرت “زين”بالترحيب بضرتها الجديدة بلغتها الخاصة.
    فرحبّت “زين” بالشركة “فيفا” في “عالمها الجميل”، وأدخلت الضرة في
    “غرفتها” وتحدثت لها بلغتها بأدب جميل، أليست هي آتية من “عالم جميل”؟

    أما “بتلكو” فصمتت لبُرهة فقط، ونطقت بعد حين، ولكن بأسلوب اعتبره البعض
    أسلوباً “رخيصاً” في التواصل البصري التسويقي ، إذ أخذت “بتلكو” ما لفظته
    “فيفا” وعكسته بطريقتها الخاصة لتُخرج “فيفا” فيما قالته وقدمته من صورة
    التواصل معها في إعلاناتها.
    فاستيقظ الناس صباحاً ليجدوا رايات
    البحرين مرفوعة في حملة إعلانية ممهورة من “بتلكو”، فكان الإعلان صورة
    مشابهة لإعلانات “فيفا” حذو القذّة بالقذّة، والفرق هو العلم المرفوع،
    فعند “فيفا” تم رفع أعلام تحمل اسم “فيفا البحرين”، وعند “بتلكو”تم رفع
    أعلام مملكة البحرين مع عبارة “لا شعار يعلو راية الوطن”، وهي الرسالة
    التي تريد بتلكو إيصالها

    منافسة شريفة أم عنيفة؟


    لقد استوقفني إعلان “بتلكو” كثيراً وغمرني شعور غريب بأنّ هناك شيئاً جديداً
    في مجال الإعلان يتكوّن في رحم المنافسة الشديدة الجارية بين “بتلكو”
    و”فيفا”. فما كان مني إلا أن أوقفت سيارتي على طرف الطريق وبت التقط الصور
    لهذه الحملة وكأني أريد تشريحها وإن كانت للبعض ردة فعل أو استفزاز أو غير
    ذلك، أما أنا فأردت الخوض في غمراتها بالرغم من بساطة شكلها وتنفيذها وحجم
    العمل عليها، ولا بد لها من ذلك إن كانت تريد أن “ترد”، فالوقت عامل حاسم.
    لقد تحوّل أمر حديثها إلى حديث الناس أو كما يسمونه في التسويق ب
    word of mouth
    ، وصار محط كلامنا في العمل، فبين “مسترخص” لما أقدمت عليه “بتلكو” من عملية الـ
    Copy & Paste
    لفكرة إعلان “فيفا”، مع استبدال للعلم والشخص، وبين معجب بالفكرة وطريقة تفاعل
    بتلكو مع المنافس الجديد، وهو أمر”مشروع” بالنسبة لهؤلاء.
    وبغض النظر
    عن التحليل المحترف لردة الفعل، فإن “بتلكو” قد جذبت الأنظار، وأصبحت مدار
    حديث الناس والصحافة، فلقد وظفت عنصراً أساسياً في حملة منافستها “فيفا”،
    وهو العلم واستبدلته بعلم البحرين في دلالة على الوطنية والإنتماء
    والهوية.وينظر البعض إلى حملة “بتلكو” إلى أنها إقحام لرمز وطني “العلم”
    في مسألة تجارية بحتة، وهو -أي العلم- يحب أن يكون بعيداً عن تلك
    المزايدات التي تذكرنا بالحراكات السياسية المتشنجة من أطراف تجاه أطراف
    أخرى، ويجب أن يكون بعيداً أيضاً عن التوظيف التجاري

    القفز إلى منطقة المصابيح


    إن سخونة المنافسة بين شركات الاتصالات الرئيسة الثلاث والتي تتطلع إلى نصيب
    يُرضي طموحاتها من سكان هذه الجزيرة ومقيموها، قد يدفع بعض المنافسين
    لابتكار وسائل جديدة تارة، ويتحرك ضمن مساحة لم يعهدها السوق من قبل،
    وبالتالي تقفز المنافسة من المنطقة الكلاسيكية إلى منطقة إبداعية مختلفة
    قد يبدو فيها تجاوزاً نوعاً ما للمألوف، وتصل قمتها عندما تطرح كل هوية
    رسائلها بأسلوب “إياك اعني واسمعي يا جارة”

    وليس هذا الأمر بجديد في سوق الإعلانات على مستوى الدول المتقدمة أو النامية، بل ليس جديداً على
    الأسواق العربية حتى. فالمنافسة بين شركتي “الجوال” و”إس تي سي” في
    المملكة العربية السعودية تكون حامية الوطيس في بعض الأحيان، ليكون الخطاب
    الإعلاني مباشر”مضاد” للمنافس. وقد يصنع المنافس من حركة الطرف الآخر مثار
    ضحك ونكتة.
    ومن الأمثلة “المحلية” التي لم تظهر بمثل هذا الزخم البصري
    من حرب الرايات بين “بتلكو” “وفيفا”على رؤوس الأشهاد.هو الإعلان الذي كان
    لمشروع “بوابة سار”، والتي تملكه شركة “الأرجان”، حيث تم وضع الإعلان في
    مجلة “عقار” قبال إعلان مشروع “فيلا مار”، وتم توزيع الأعداد في معرض
    عقاري بالبحرين.
    فما حصل؟ ضجة، تلتها ردّة..
    كانت فكرة مشروع “فيلا مار” التركيز على مستوى المعيشة بهذا المشروع من خلال التباهي والتعريف
    بعنوان السكن “عنواني فيلا مار”، في حين كان الخطاب الآخر من مشروع “بوابة
    سار” مختلفاً بل ومعاكساً لرسالة مشروع “فيلا مار”، حيث يظهر إعلان “بوابة
    سار” شخصاً بحرينياً عادياً مع ابتسامة خفيفة على وجهه مع العنوان التالي”
    عنواني ما يكسر ظهري”، للدلالة على أن المشروع في متناول يد الناس لذوي
    الدخل المحدود، وبطريقة مشابهة من ناحية توزيع التصميم والصورة إلى إعلان
    “فيلا مار”.

    وقد أحدث هذا الإعلان المنافس ضجة في المعرض، وتلقّى
    مشروع بوابة سار 5000 اتصال خلال اسبوعين اثنين، وقد استفز هذا الإعلان
    القائمين على مشروع “فيلا مار”.

    وبالرغم مما يُقال ضد أو مع حركة بتلكو الإعلانية الأخيرة، فإن الثابت أن موجة جديدة من الإبداع والابتكار في الإعلان قد ظهرت ملامحها في السوق المحلية، ولم تعد الخيارات
    “الكلاسيكية” والمُريحة هي المرغوبة على الدوام، والتي تجعل من العميل
    “مرتاح البال”، ومن وكالة الإعلان أنها “أبدعت” فيما قدمت.

    هي إشارة أولية لم تبدأ من “بتلكو” ولن تنتهِ بها، فالحركات الارتدادية المصاحبة لن تكون ببعيدة عن السوق المحلية أبداً.
    إن سوق الاتصالات المحموم يلزمه وضوح رؤية المنافسين فيه، كما أن للجمهور
    التقييم وتقديم الرأي العملي بالتعامل من عدمه مع هذا المزوّد أو ذاك

    رفيقات السمع


    وفي قراءة عامة للمشغلين الثلاثة لخدمة الهاتف النقال في مملكة البحرين
    “بتلكو” و””فيفا” و”زين” -وفقاً للترتيب الأبجدي-، يمكن تحليل شخصيات تلك
    الشركات حسب وجهة نظرنا كالتالي:

    بتلكو، اخطبوط أحمر أم رفيق درب؟


    شركة بحرينية لها تاريخها كأول شركة شركة للاتصالات السلكية واللاسلكية في
    البحرين، تتمتع بشبكتها الضخمة وخدماتها المتنوعة، فضلاً عن أسهمها ذات
    الوزن الثقيل، إلى جانب حضورها الاجتماعي
    Social Community responsibility
    ومن الجدير بالذكر أن بتلكو قامت بتغيير هويتها ثلاث مرات منذ تأسيسها عام
    1981، ويُلاحظ أن بتلكو قد غيرت مساحتها في التحرك البصري “الأفكار،
    التنفيذ والإخراج” منذ اطلاق هويتها الجديدة هذا العام 2009، وما زال
    البعض يقول أنها تحتفظ بعلاقتها الكلاسيكية الجافة مع الزبون في تواصلها
    البصري عبر التسويق.
    وبحكم احتكارها للسوق لفترة طويلة، تكونّت ثقافة
    “السخط” عليها من قبل جمهور عريض من الناس، حتى أصبحت مثار للتهكّم
    والسخرية للتحوّل من مجرد تنفيس لفظي إلى مدلولات ونتاجات ثقافية وبصرية
    حولها “النكت، تصاميم وعبارات ضد بتلكو”، وقد ساهم في ذلك
    “حكوميتها”ودخولها كعنصر أساس في حجب الكلمة -بغض النظر عن اتفاقنا أو
    اختلافنا في ذلك الحجب- عبر المواقع الإلكترونية ذات الظهور والحضور
    الشعبي النشط.

    زين، خطاب مشاعر أم تبّرج باهت؟


    بعد أن كانت
    Mobile Telecommunication Company (mtc)
    ضمن منظومة ضخمة عالمية تتحرك تحت مظلة شركة
    Vodafone
    العملاقة، تحولت بعد حين إلى هوية عربية خالصة الشكل والمضمون لتكون “زين” بعدها.

    وبعد إطلاق هويتها الجديدة “زين” خطفت الأبصار بخطابها الإنساني ذو
    المشاعر الفياضة، فطرقت باباً تلمسّه الجميع وشعر به وتفاعل، لتتحول بعد
    حين إلى ثقافة يومية انتقلت عبر أقرب الأشياء إلينا “الهاتف النقال”، وذلك
    عبر النغمات والأغاني ذات المدلول الإنساني أو الديني “قطورة، أناشيد
    رمضانية، لذوي الاحتياجات الخاصة”. فخطابها المتميز في كثير منه بنغمته
    الإنسانية ذات المشاعر الفياضة جعلها متميزة في خطابها، بالرغم من ملاحظة
    البعض بأنها تسعى للتبرّج عبر الألوان والإخراج البصري المُكرّر اللوني
    للتميّز من أجله لا غير.

    وتعتمد “زين” على سمعتها الإقليمية في
    سوق صغير مفتوح للمنافسة. فكان حضورها مُلفتاً متميزاً عند الجمهور، ولم
    تُثر بقدومها لهذه الجزيرة الصغيرة حفيظة “الأخطبوط الأحمر”، وذلك عندما
    طرقت باب السوق البحرينية وحضرت وعملت وما زالت.

    فيفا، ماذا بعد الكرم الحاتمي؟


    لحد كتابة هذا السطر، لا نعرف منها إلا كرمها الحاتمي، وكأنها “شهبندر
    التجار”، فهي تحاول أن تكسر قواعد اللعبة في العروض -إن صح أنها كسرت
    القواعد بالفعل-، وحضورها البصري “المكثف” أوقف بصر الكثيرين بما فيهم
    المتنافسين الضرتين “زين وبتلكو”.
    بالرغم من ترحيب الأولى بضرتها الجديدة في عالمها، ورفع الثانية عقيرتها برفع علم بلادنا ضمن تنافسها مع “فيفا”.
    و”فيفا” منافس قوي لديه إمكانيات عالية، وتحاول الهيمنة على السوق برؤية وروح جديدتين، ويبدو أنها أظهرت أوراقها وبقوة.
    وماذا بعد هذا الكرم الحاتمي؟
    هذا الكرم الذي دفع الشركتين الأخريين لإظهار ما لديها من أوراق، وخصوصاً
    “بتلكو” لدرجة أن تم طحن الشركات الصغيرة بين حوافر هاتين الشركتين، تلك
    الشركات التي تزود خدمة الاتصالات والتي يبلغ عددها ١٨ شركة، لقد باتت
    الكثير من تلك الشركات تحت سنابك خيل المنافسة بين “بتلكو” و”فيفا”، لدرجة
    أن بعض تلك الشركات سحبت عملها من السوق، والبعض الآخر ما زال يناطح
    طواحين الهواء مع “هيئة تنظيم الاتصالات” لإجاع كفة الميزان إلى نصابها.
    وماذا بعد الكرم الحاتمي “الفيفي” -نسبة لفيفا؟ والذي أصبح عدوى انتقلت لبتلكو؟

    ستكشف الأيام الآتية ذلك، وإلى حين ذلك الوقت يبقى كل منافس ينضح بما فيه
    تواصلاً وعرضاً وفعلاً ورد فعل في سوق محمومة، يبقى الخيار فيها لي ولك في
    انتقاء ما نود1، وكأنهنّ يعرضنّ بضاعتهنّ علينا، ويبقى علينا الاختيار كما
    نريد، حتى لو جمعت الثلاث معاً.

    1

    كثرة الخيارات والمنافسة يدفع لتوفير آليات الخيار، من بينها هذا الموقع الذي يقدم الخيار المناسب للزبون بناء على استخدامه للهاتف

    http://mobileplan.host-ed.net


  • نبراس تُثير إعجاب راعي الكنيسة

    كانت هي طريقه التي يسلكها كل يوم من كنيسته بمنطقة سار إلى الأخرى بالمنامة، وفي هذا الطريق كانت تشده طرقات القرى أكثر من حداثة الطرق المُعبدّة، فبات يعرف قرى شارع البديع واحدة واحدة، وأنّى له نسيانها، فقد خبرها سائراً ومستفسراً، وأحب هذا البلد وقطن فيه سنين سمان.

    شدتّه برسالتها البسيطة وألوانها التي تعكس الحياة في أملها، شدتّه بما لفظته من قول وما أظهرته من شكل، حتى طفق باحثاً عن رقم اتصالها. نعم “عشقها”.
    حتى ظفر بالاتصال بها، وأخبرها بإعجابها،ويريد مقابلتها أو على الأقل بولي أمرها.

    فمن هو ومن هي؟

    هو السيد ”
    Graeme Dunkley
    ” راعي كنيسة
    Saar fellowship
    بمنطقة سار

    وهي

    ماركة “نبراس” للتي شيرتات الإسلامية المحلية

    أُعجب راعي الكنيسة بماركة نبراس ورسالتها، وخصوصاً تلك التي تتحدث عن الصلاة
    My Power in My Prayer
    ،وتم اللقاء بيني وبينه ليتحدث عن مكنونات سعادته بتلك الرسالة التي سيحملها معه إلى استراليا من خلال عرض مرئي سيقدمه للكنيسة هناك بما شاهد وخبر في هذه الجزيرة الصغيرة.
    أبدى إعجابه بالماركة والرسالة التي تتبنّاها، وكأنها ساندته فيما كان يقوله لأصحابه في مسقط رأسه، أن الناس هنا طيبون ومجتهدون، ويبحثون عن الابتكار والإبداع في التواصل مع الآخرين، كان كمن وجد ضالته التي ستدعم رأيه في أهل هذه الجزيرة.
    وأثناء لقائي معه في مقهى في أحد المجمعات، قال لي أن الناس بالخارج ينظرون إلى مجتمعاتكم بنظرة ضيقة ومحدودة دون تقديم جهد إضافي لمعرفة حقيقة الأمر في هذه المجتمعات.
    وعندما رأيت رسالة “نبراس” عن الصلاة اقتنعت أكثر بما اعتقد به من وجود ابداع وابتكار في هذه المجتمعات، وسوف أعرض تجربتكم في كنيستي، وسأقوم بالمثل عندما أسافر إلى استراليا في شهر يونيو.

    انتهى اللقاء سريعاً مختصراً “مكيزناً”- نسبة إلى أسلوب كايزن الياباني في التعامل مع الأمور-، وودعني بلكنته العربية اللطيفة، ولم تكُ ابتسامته تفارق محياه.
    من كان يتوقّع من تجربة بسيطة تحاول تقديم البديل للشباب أن تكون محط أنظار راعي كنيسة على أرض هذه الجزيرة؟

    تم التقاط الصورة من كاميرا هاتف نقال، فقد لا تبدو واضحة المعالم

    الموقع الإلكتروني للكنيسة
    http://www.saarfellowship.org/

    لقراءة التعليقات على الموضوع في الفيس بوك
    http://www.facebook.com/home.php?#!/profile.php?ref=profile&id=670566573

  • بحريني يخطف الأبصار في أمريكا فاز بالجائزة الثانية في تصميم الإعلان

    أخبار الخليج، ١٤ مارس ٢٠١٠م

    كتب: محمود النشيط

    في سابقة هي الأولى من نوعها حقق البحريني المختص في ثقافة الصورة والاقتصاد المعرفي الشاب جعفر حمزة إنجازا جديدا في مجال الإعلان التجاري عندما اختير الإعلان الذي صممه وفاز بالجائزة الفضية مؤخراً في الولايات المتحدة الأمريكية، ليكون مادة علمية تدرس في إحدى المؤسسات التعليمية الألمانية.
    وقال صاحب الجائزة جعفر حمزة لـ “أخبار الخليج”: إن فكرة الجائزة التي تحمل صورة الفتاة في الإعلان، لم تخطف تلك الأبصار لتظفر بالجائزة الفضية الأمريكية فحسب، والتي شارك فيها أكثر من 30 بلداً حول العالم و22 ولاية في أمريكا، بل تعدّت جاذبيتها لتكون محل اهتمام من مكان آخر في القارة الأوروبية، وهذه المرة من مؤسسة تعليمية بألمانيا، وهي مؤسسة

    Cornelsen Verlag

    التي يقع مقرها في العاصمة الألمانية “برلين” التي طلبت وضع الإعلان الفائز في أحد نتاجاتها التعليمية وهو عبارة عن كتاب تعليمي اسمه (Crossover Economy, Volume 2)।

    وأضاف حمزة: لقد أعلمتني المؤسسة ان طلبهم جاء بغرض تعليم الطلبة في أحد الأقسام الإعلان والأفكار الإبداعية فيه، وان الكتاب سيكون باللغة الإنجليزية، وسوف يتم طباعة أكثر من 8 آلاف نسخة من هذا الكتاب، ويبرز اسم صاحب الفكرة ومملكة البحرين. مع العلم ان الإعلان الفائز قد تم وضعه في الموقع العالمي للإعلانات www.adsoftheworld.com، وهو من نتاج شركة ماركوم الخليج البحرينية والتي يربو تأسيسها في البحرين على أكثر من 35 عاماً، والتي يعمل فيها صاحب الفكرة الشاب جعفر حمزة، بدرجة مشرف للتفكير الإبداعي، بالتعاون مع زميله “فينود فريد” الذي يعمل مصمما ضمن فريق التفكير الإبداعي في الشركة.

  • جعفر حمزة ل”أريج”: من بين السماء و الارض تخرج”نبراس” بتصاميمها المختلفة

    مجلة أريج، فبراير ٢٠١٠


    ليس الإبداع حكراً على اشخاص دون آخرين، إذ استطاع العديد من البشر إثبات ذلك ، بعد أن آمنوا بقدرتهم على تحقيق أحلامهم و ثابروا حتى حققوا ما يصبون إليه، و بالطبع طريق الميل يبدأ بخطوة ، و لا بد من أن تفتح الباب حتى تستطيع الخروج إلى العالم الأوسع و ذلك ما فعله المبدع ” جعفر حمزة” الذي شارك مؤخراً في عرض أزياء “بولي مودا” الذي أقيم في جامعة البحرين بوليتكنك، بالعلامة التجارية “نبراس” التي ظهرت كما يقول حمزة ”نتيجة للتدافع الثقافي الحاصل بين ما هو مقدم من الغرب و ما هو مطلوب من الثقافة الاسلامية في تجديد آليات و استحداث و ابتداع طرق جديدة لها في الحضور”.

    التقت مجلة أريج بالسيد جعفر حمزة مدير الإبداع لعلامة “نبراس” للوقوف على بداياته في مجال التصميم و ماهية العلامة التي يتبناها و الآمال التي يسعى إلى تحقيقها، فكان التالي:


    متى بدأت التصميم؟

    من أيام الابتدائية، فأنا أعشق أن يحتوي ما حولي على مسحة من شخصيتي ، سواء كانت تلك الاشياء صغيرة كالمقلمة، أو أكبر من ذلك كالحقيبة المدرسية و الحذاء والكراسات و حتى أدراج ملابسي ، و شرارة التصميم بالمعنى المتعارف عليه بدأت قبل أكثر من عشر سنوات من خلال انتخابي للقماش والتصميم الذي أود ارتداءه، و تحولت من مجرد التحكم في القماش إلى الطباعة عليه و اختيار ما هو مناسب للرسائل التي أؤمن بها و أريد أن أظهرها للآخرين ، وكانت لي تجارب عديدة في هذا المجال تنوعت من قميص عن العراق و المجازر التي تجري فيه إلى آخر يظهر فن و جمال الخط العربي إلى ثالث يحمل رسالة ضد الجهات التي تحمل نفساً طائفياً، و هكذا تعدد الرسائل في ثيابي.


    و تحول ذلك الهم إلى مشروع له خطة و هوية بعد أن كانت مبادرات شخصية بحتة تعكس ما أؤمن به فقط ، لتتحول حينها إلى مشروع له هيكل و خط زمني للتنفيذ، و ذلك بسند و دعم من الأخ العزيز جعفر القدمي صاحب مؤسسة نبراس للإنتاج الفني و الذي كان يحمل هم تقديم البديل الثقافي للمجتمع ، فكان بيننا هذا التعاون الذي أظهر ” نبراس” كماركة تجارية تقدم البديل العصري الشبابي الذي يحوي القيم الإسلامية و الإنسانية ، المتناسبة مع قيم المجتمع و انتمائه الأصيل.


    – ما الذي دفعكم إلى المشاركة في عرض أزياء بولي مودا؟

    شاركنا في المعرض لأنه يستهدف فئة الشباب ، إلى جانب كونه وسيلة حديثة لعرض ماركة “نبراس” لتأخذ زخماً اعلامياً مناسباً لها ، و قد تلقينا كل الدعم و المساندة من قبل القائمين عليه، و بالرغم من أننا العلامة التجارية الوحيدة التي تبدو “نشازاً” في الجو المتعارف عليه في عروض الأزياء ، كون “نبراس” تحمل قيماً إسلامية عن الصلاة و القرآن و الغيبة هي النماذج الثلاث التي تمت المشاركة بها ، مع كل ذلك فقد كان حماس الجمهور واضحاً و تشجيعه ملحوظاً عند ظهور ” نبراس” على منصة العرض لأول مرة، و هذا يدل على ميل أفراد المجتمع مهما كانت توجهاتهم إلى النظر إلى أصالتهم بطريقة تحاكيهم و تفهم لغتهم.




    – ما الذي أضافته إليكم المشاركة؟

    ظهور إعلامي و تعريف ضمن مساحة جديدة من التواصل مع الجمهور لرسالة “نبراس” و تجربة جديدة ستكون بداية لتجارب ممثلة خاصة لماركة “نبراس”.


    – إلى أي المدارس تنتمي في تصميماتكم؟

    ننتمي إلى مدرسة الإنسان، فتصاميم “نبراس” هي مخاض من ترجمة قيم الإنسان و القرآن و الإسلام ، و وضعها في قالب عصري جذاب ، يقبل عليه الشباب و يستأنس به، و التصاميم المقدمة تميل إلى البساطة و الفكرة العميقة و الألوان الشبابية ، فتلك الثلاثية هي سبيل المدرسة التي ننتمي إليها.


    – من أين تستوحي تصاميم أزيائك؟

    من السماء و الأرض، من السماء عبر قيم القرآن و تعاليمه، و من الناس من خلال أحاديثهم، اهتماماتهم ، همومهم ، و من بين السماء و الأرض تخرج “نبراس” بتصاميمها المختلفة و المتنوعة و التي بدأت تحث الخطى لتقديم المزيد في تنوع الرسائل والتصاميم على حد سواء.


    – برأيك هل تتيح البحرين التسهيلات الكافية للمصمم ، ليبرع في مجال عمله؟


    هناك الفرص و هناك التحديات و في كل منهما يكون للحكومة نصيب كما هو الحال للمصمم، التسهيلات تنسحب على عدة أمور، سواء كانت التسهيلات مالية أو اللوجستية أو التسويقية، و في البحرين من الكوادر و الفرص ما يمكن أن تكون مركزاً لظهور علامات تجارية للملابس على مستوى المنطقة ، بل و العالم ، و لا يتم ذلك إلا من خلال خطة محكمة الوضع تتعاون فيها الجهات ذات العلاقة و تعطي الزخم الكافي لدفع المصممين البحرينيين للعمل بصورة أكثر احترافية و بدعم منظم ،فاستيراد المواد الخام من الخارج ممكن في المرحلة الحالية ، إلا أن خيارات مرحلة التصنيع من طباعة و خياطة محدودة و بأسعار غير تنافسية ، لذا يمكن للبحرين أن تكون رائدة في هذا المجال إن وضعنا بعين الاعتبار قيمة المادة و تكلفة الخياطة و الطباعة إلى جانب المورد المهم في هذه المرحلة، و هي مرحلة خلق العلامة التجارية و صورتها ليتم تقديمها على مستوى عالمي، و الكوادر البحرينية موجودة و مميزة ، فقط ما ينقصنا التمويل و التخطيط من القطاع الخاص و الحكومي و لو بنسبة متواضعة لدعم هذه الصناعة، و التي ستنعكس على صورة البحرين في المنطقة و العالم.


    • ما الذي تأمل في تحقيقه؟


    نحن نأمل كشركة لتقديم البدائل الثقافية عبر منتجات جديدة في تقديم المنتج الثقافي القوي و المنافس و الذي يكون نداً للعلامات التجارية العالمية في السمعة و الجودة ، و في واقع الأمر نحن نقدم منتجاً مطعماً بالقيم و قيمة تتجسد في منتج، و في كلتا الحالتين نحن نقدمهما لسوق يتقبل هذه المبادرات و يتفاعل معها، لأنها و ببساطة تعينه بطريقة عملية و واقعية على الحفاظ على هويته دون طلب الوقوف جانباً عن مسار التطور و الحداثة بمعناها العولمي، و قد بدأنا بالتسويق الإلكتروني كأول علامة تجارية محلية تبيع عبر الإنترنت مع تواجد لخدمة التوصيل المجانية.



    – كلمة أخيرة

    أشكر كل من شجع و دعم و عمل و أشاد بهذه التجربة التي تعتبر من التجارب التي تنتظر دعماً منظماً لنرتقي بها إلى مستويات العلامات التجارية العالمية، و لتكون بذرة تجر وراءها مشاريع أخرى بديلة تشحذ الهمم و تشجع الإبداع و تحرك عجلة الاقتصاد من الداخل و تشد الخارج، و في كل ذلك تكون الرسالة واضحة و يتم السعي لها ، و هو الثبات على القيم من جهة والتماشي مع روح العصر من جهة أخرى في توازن حكيم.

    وصلة لبعض الصور من عرض أزياء “بولي مودا” لماركة “نبراس”

    http://www.fashionarabia.net/index.php?option=com_joomgallery&func=viewcategory&catid=571&Itemid=2

    موقع نبراس

    www.albadeel-bh.com

  • حمزة للوسط أون لاين: الدمية تصنيع للهوية

    في برنامج مسامرات والذي يبث اليوم على «الوسط أونلاين»

    حمزة: الدمية تصنيع للهوية

    الوسط – محرر فضاءات

    صدر للباحث جعفر حمزة كتاب «أنا أحب دميتي» سيرة عشق الإنسان لصورته الدمية وكان لبرنامج مسامرات لقاء معه، إذ أشار إلى أنه ينظر للدمية باعتبارها تعيد تصنيع الهوية إذ تتبع الدمية وقصتها من أين بدأت وإلى أين انتهت وإلى أين وصلت، وما نقدمه نحن كثقافة عربية وإسلامية بالنسبة لدمى الأطفال وما هي البدائل في هذه السوق المحتدة من الصراع فيما يتعلق بسوق الأطفال والذي يدر الملايين فأين صناعة الثقافة العربية من خلال صورة الدمية؟

    هل لك أن تعرفنا بكتابك أنا أحب دميتي في بطاقة تعريفية سريعة؟

    – اسم الكتاب «أنا أحب دميتي» والعنوان الفرعي هو سيرة عشق الإنسان لصورته الدمية، وهو كتاب من الحجم الصغير في 112 صفحة وقام بطباعة الكتاب مركز الشيخ إبراهيم للدراسات والبحوث، والكتاب لا نستطيع أن نصنفه ضمن صنف معين مثل الدراسات الإنسانية أو التاريخية إنما هو خليط وهجين بين الكتابة الروائية والبحث العلمي.

    ما الموقف الذي تقفه من الدمية أو ما الموقف الذي يصنعه الكتاب من الدمية ثقافيا باعتبارها امتدادا لهوية، باختصار ما مشكلتك مع الدمية؟

    – بطبيعة الحال ليست لي مشكلة مع الدمية بقدر ما هي لديها مشكلة معي، فالدمية تمثل عنصر بحث يستفز الباحث ليقرأ ما بين السطور فيما يتعلق بالسلوكيات اليومية وخصوصا عندما نتكلم عن مصنع ثقافي أو مصنع هوية وأبرز دلالة أو مصداق على المصنعات الثقافية هي الدمية، كونها تتفاعل مباشرة مع الطفل سواء كان ذكرا أو أنثى وخصوصا الأنثى (البنات الصغار)، مشكلتي أو مشكلة الدمية معي أني بحثت في زاوية لم يبحث عنها أحد من قبل كون هذه الزاوية نوعا ما تستفز الباحث، وتجعله يبحث في التفاصيل، كل هذه الدمى لا تمثل ثقافتنا، ماعدا ما شذ ونذر من قبيل فلة وسارة ودارة التجربة الإيرانية، وفلة التجربة العربية التي نفتخر بها برغم كل الملاحظات.

    بدأت مع فكرة الدمية من خلال مجموعة من المقالات والتي تحولت فيما بعد لكتاب هل تحدثنا عن تفاصيل هذه الرحلة.

    بدأت القصة بملاحظتي لإحدى الفتيات الصغيرات في أحد المجمعات وهي تحدق بنظراتها كالعاشق للدمية تسمرت في مكانها وهي تنظر إلى باربي وإلى برتس، هذا الموقف الذي لم يتجاوز ثواني معدودات استوقفني وقلت في نفسي ما سر هذا الانجذاب بين قوسين هذا (العشق) الذي يجذب هذه الفتاة الصغيرة التي يتعدى سنها 12 إلى دمية مصنوعة من مجرد قطع بلاستيك، ومجرد قطع ثياب صغيرة ما هو السر؟ بناء على هذا الموقف كتبت في بعض المقالات في إحدى الصحف المحلية ومن هذه الصحف تحول الأمر من مجرد عمود إلى مقال صحيفة «الميثاق» بداية ومن ثم تحول إلى موضوع رئيس في مجلة القافلة إلى السعودية وكان موضوع الغلاف عن الدمية كان بيني وبين باحثة مصرية تكلمت عن الدمى كصناعة حرفية وهي الباحثة نادين صبري، وبعدها تلقيت الدعم من كثير من الأصدقاء والقريبين وخصوصا زوجتي في أن أدفع بهذا البحث إلى أن يكون كتابا مستقلا.

    الكلام عن الدمية يتسع للكثير فما أهم الموضوعات التي عالجتها في الكتاب؟

    – سميت فصول الكتاب بالأغلفة وعرضت موضوعات البحث عبر 5 فصول أو 5 أغلفة، منذ تاريخ ظهور الدمية من ناحية انثربولوجية، مرورا بالمنعطفات التاريخية كصناعة الدمى وما يتعلق بالحربين الحرب العالمية الأولى والثانية وصولا إلى المعمرة باربي التي مر عليها أكثر من 50 عاما وقصتها من أين بدأت وإلى أين انتهت وهي لم تنته إلى حد الآن وإلى أين وصلت، والغلاف الرابع يتكلم عن منافستها الشرسة وهي الدمية براتس وهي أيضا أميركية ووصولا إلى الفصل الـ 5 وهي ما نقدمه نحن كثقافة عربية وإسلامية وما هي البدائل في هذه السوق المحتدة من الصراع فيما يتعلق بسوق الأطفال والذي يدر الملايين فأين صناعة الثقافة العربية من خلال صورة الدمية، هذه هي الفصول الـ 5 التي حاولت قدر الإمكان أن أسلط الضوء فيها على الدمية وأهز القارئ العربي أولا والقارئ الغربي ثانيا بسوق واعدة وسوق تؤثر في الثقافة كما تؤثر في أسهم الشركات المساهمة في مثل هذه الصناعة.

    تتبعت مراحل تطور الدمية وكيف انتقلت من مرحلة إلى مرحلة أخرى ما أهم الصعوبات التي واجهتك كباحث في تتبع موضوع دقيق طريف كهذا الموضوع (الدمية)؟

    – موضوع الدمية وإن كان من المواضيع الهامشية كما أشار أحد النقاد ولكن ليست الهامشية غير ضرورية، هي موضوع هامشي في حياتنا اليومية ولكنها موضوع أساسي في سلوكنا اليومي أيضا، وهو ما يتطرق إليه كثير من الكتاب الغربيين عندما يحلل أمرا ما ونعتبره نوعا ما هامشيا مثل قضية اللباس أو قضية سلوك ما صحي بسيط جدا ولكن الباحث يركز الضوء عليه ويستقرئه ويستخرج منه الدلالات الكبيرة التي من خلالها نقرأ المجتمع، هذا الموضوع بطبيعة الحال هو الأول من نوعه حسب علمي في المكتبة العربية الذي يتطرق إلى صناعة الدمى كثقافة وكفكر واقتصاد وما يسمى بتصنيع الهوية، هناك الكثير من الكتب التي تناولت الدمية كصناعة حرفية لكن كصناعة ثقافية لا يوجد إلى حد الآن والصعوبة في طبيعة الحال كانت في المصادر، إذ 95 في المئة من المصادر هي باللغة الإنجليزية والفرنسية، وهذا لا يشكل صعوبة بقدر ما يشكل نوعا من الحزن عندما لا نرى تطرقا لمثل الموضوع باللغة العربية، هذه العقبة الأولى إن صح التعبير، والعقبة الحرفية في أخذ هذه المصادر باللغة الإنجليزية وتحويلها ووضعها في قالب باللغة العربية كما هو موجود في الكتاب والذي يتخذ من الأسلوب الأدبي الروائي المحاكي بين المؤلف وبين الدمية سياقا تعبيريا لهوية الكتاب، فكانت الصعوبة بمكان أن تنتقل من مصدر غربي بحت اللغة العلمية الموجودة فيه إلى اللغة العربية ومن اللغة العربية إلى صيغة الرواية.

    قرأت الدمية كحالة ثقافية وتربوية وبالطبع هناك مؤسسات ثقافية تلقتك، كيف كان طبيعة التلقي من قبل المؤسسات التربوية والثقافية أو من قبل الأطفال أو الكبار؟

    – بطبيعة الحال ليس هناك مقياس يستطيع من خلاله الكاتب أن يعرف مدى تلقي المؤسسات أو غيرها للكتاب ولكن معظم التلقي كان من قبل النقاد، من قبل المثقفين من قبل من يهتم بالقراءة بصورة عامة سواء كان في البحرين أو الكويت نتيجة وجود فعاليات كانت مصاحبة للصدور في الكويت أو في البحرين من قبل أسرتي الكتاب والأدباء لهذا الكتاب ومن الطريف في الأمر خصوصا في الكويت أن 6 صحف غطت هذه الفعالية و4 صحف منها تكلمت عن الكتاب كأنه رواية ووصفتني بأني شاعر، غير أن كل مراسلي الصحف الموجودين يعرفون طبيعة الكتاب وأنني لست بشاعر إنما مجرد باحث، فهذا الخلط يشير إلى أن هذا الكتاب مؤثر بسبب الجدة وأن الموضوع جديد نوع ما في المكتبة العربية وملفت لدرجة أنهم وصفوني بالشاعر وأنا لست بشاعر، ووصفوا الكتاب بأنه رواية وهو ليس رواية.

    ماذا عن المؤسسات التربوية وخصوصا أن الموضوع يتعلق بالطفل وعلاقته بالدمية؟

    – بطبيعة الحال لغة الكتاب لا تندرج تحت اللغة الموازية لعقلية الطفل، اللغة نوعا ما أدبية، أو علمية وهي لا تناسب الطفل، ليس لأنها معقدة وإنما لا يستسيغها، طبيعة الحال هي ليست رواية أو قصة قصيرة أو كتابا علميا بلغة بسيطة بحيث يتناسب مع الطفل هذا الكتاب موجه إلى كل من يهتم بهذا الموضوع. لحد الآن ليس هناك تفاعل بين وواضح وملموس ومقروء لمثل هذه المؤسسات مع هذا الكتاب إلا أن ما استهدفته في الكتاب هو المحاكاة ومحادثة صناع القرار، على سبيل المثال نايف المطوع مثلا صاحب فكرة سلسلة… 99 شخصية بالإضافة إلى فلة وانيو بوي السورية بالإضافة إلى مسلسل فريج لمحمود سعيد حارب المخرج، هؤلاء هم الذين استهدفهم لأنهم هم صناع القرار وهم صناع الدمية وهم صناع الهوية، أنا أخاطب من يهتم بهذا الأمر من ناحية مالية تسويقية ومن يهتم بهذا الأمر من ناحية مشروع وكفكرة فلذا حتى قبل أن أطبع هذا الكتاب أرسلت أكثر من نسخة إلى هذه الجهات وغيرها لكي يتفاعلوا ويوجد بعض التعليقات في نهاية الكتاب لهذه الجهات، أما كمؤسسات تربوية فمن المفروض أن يكون هناك تفاعل بما أن الكتاب يتكلم عن مثل هذه الفئة العمرية المهمة جدا، ولكن الحقيقة والحقيقة تقول ليس هناك تفاعل.

    هل لديك خطة لتطوير الكتاب في شكل مطبوع يخاطب الطفل ويقدم الرسالة إليه بشكل مباشر؟

    – هناك طريقتان للتفاعل مع هذا الأمر إما أن تخاطب الطفل وهو ليس صاحب القرار بنسبة 100 في المئة أو تخاطب ولي أمره سواء كانت مؤسسات تربوية من مصنعين أو مسوقين أو أصحاب رؤوس الأموال وأنا مع الخيار الثاني وهو مخاطبة أصحاب القرار في هذا الشأن وليس مخاطبة الطفل مباشرة، لذا الخطوة الآتية ليست في تصغير الحجم سواء كان لغة أو شكلا وإنما هو في تطويره بطريقة مختلفة كونه الكتاب الأول من نوعه في هذا المجال الذي يطرق هذا الباب وأسميه باب «ألس في بلاد العجائب» لأني دخلت في حفرة عميقة جدا، لذا الخطوة القادمة هي تطوير الكتاب من ناحية وضعه إلكترونيا إذ سيكون هناك موقع إلكتروني خاص ليس فقط للتصفح إنما كل ما يستجد حول العالم في هذه الصناعة سواء كان ما يتعلق بالفيديو أو ما يتعلق بالصوتيات والمقالات بأي لغة، في طبيعة الحال ستكون فقط اللغة العربية والإنجليزية وكل ما يستجد من أخبار.

    هل تعمل على تطوير الكتاب في طبعة ثانية بإضافة أو توسيع ما درسته في كتاب آخر مثلا، وما جديك أو ما مشروعك القادم؟

    – بالنسبة إلى هذا الكتاب مثل ما ذكرت سابقا سيتم وضعه في المجال الافتراضي أي وضعه من خلال موقع إلكتروني وبالإمكان بعد فترة تنزيل هذا الكتاب مجانا للكل لأن الغرض منه ليس تجاريا بل ثقافي بحت، بطبيعة الحال سيكون مدعوما بأمور أخرى، عندما نتكلم عن ثقافة صورة سيكون هناك فيديو وصور وحتى صور من الواقع سواء كان في المجتمع المحلي أو المجتمع الأجنبي فيما يتعلق بهذا الموضوع وكل ما يستجد من خبر في العالم من أخبار وإلى غير ذلك سيكون موجودا في هذا الموقع بما يعني أن هذا الموضوع حيوي وليس مختصا بجانب معين، أما بالنسبة للجديد أنا أعمل حاليا على تأليف كتاب يتعلق بثقافة اللباس عند الغرب وتحولاته الثقافية أي من خلال الجانب الديني البحت من خلال الإنجيل الكتاب المقدس عند المسيحيين مرورا بالعصر الفكتوري وعصر التطورات عصر الظلام أو عصر الظلمة كما يقولون في القرون الوسطى وصولا إلى الآن، كيف تحول اللباس إلى تصنيع هوية وإلى انعكاس لثقافة الجسد لثقافة الغريزة كما يقول البعض عند الغربيين، فكيف تحول هذا الجلد الثاني ألا وهو اللباس من مجرد ستر ومن مجرد حشمة عند المسيحيين في فترة معينة وصولا إلى الآن كما نرى نوعا من الإسقاط على مفهوم الجسد عند الغربيين وتحوله إلى صناعة وهوية بطريقة مغرية غريبة تستحق الدراسة، فهذا هو الكتاب الجديد أتناول فيه تحولات اللباس في المفهوم الغربي وعنوان الكتاب أخص به «الوسط» وهي أول جهة إعلامية ستسمع هذا الخبر سيكون عنوان الكتاب «آدم من ورقة الزيتون إلى كلفن كلاين» كلفن كلاين وهي الماركة المعروفة للجينز المتعارف عليه فلمَ هذا التحول من ورقة الزيتون المفهوم الإنساني إلى المفهوم التجاري هذا هو الجديد.

    العدد : 2729 | الخميس 25 فبراير 2010م الموافق 11 ربيع الاول 1431هـ

    المقابلة الصوتية موجودة في موقع الصحيفة والموقع الآخر لي www.scrambledpaper.com

  • حمزة للوسط: الدمية تصنيع للهوية

    في برنامج مسامرات والذي يبث اليوم على «الوسط أونلاين»

    حمزة: الدمية تصنيع للهوية

    الوسط – محرر فضاءات

    صدر للباحث جعفر حمزة كتاب «أنا أحب دميتي» سيرة عشق الإنسان لصورته الدمية وكان لبرنامج مسامرات لقاء معه، إذ أشار إلى أنه ينظر للدمية باعتبارها تعيد تصنيع الهوية إذ تتبع الدمية وقصتها من أين بدأت وإلى أين انتهت وإلى أين وصلت، وما نقدمه نحن كثقافة عربية وإسلامية بالنسبة لدمى الأطفال وما هي البدائل في هذه السوق المحتدة من الصراع فيما يتعلق بسوق الأطفال والذي يدر الملايين فأين صناعة الثقافة العربية من خلال صورة الدمية؟

    هل لك أن تعرفنا بكتابك أنا أحب دميتي في بطاقة تعريفية سريعة؟

    – اسم الكتاب «أنا أحب دميتي» والعنوان الفرعي هو سيرة عشق الإنسان لصورته الدمية، وهو كتاب من الحجم الصغير في 112 صفحة وقام بطباعة الكتاب مركز الشيخ إبراهيم للدراسات والبحوث، والكتاب لا نستطيع أن نصنفه ضمن صنف معين مثل الدراسات الإنسانية أو التاريخية إنما هو خليط وهجين بين الكتابة الروائية والبحث العلمي.

    ما الموقف الذي تقفه من الدمية أو ما الموقف الذي يصنعه الكتاب من الدمية ثقافيا باعتبارها امتدادا لهوية، باختصار ما مشكلتك مع الدمية؟

    – بطبيعة الحال ليست لي مشكلة مع الدمية بقدر ما هي لديها مشكلة معي، فالدمية تمثل عنصر بحث يستفز الباحث ليقرأ ما بين السطور فيما يتعلق بالسلوكيات اليومية وخصوصا عندما نتكلم عن مصنع ثقافي أو مصنع هوية وأبرز دلالة أو مصداق على المصنعات الثقافية هي الدمية، كونها تتفاعل مباشرة مع الطفل سواء كان ذكرا أو أنثى وخصوصا الأنثى (البنات الصغار)، مشكلتي أو مشكلة الدمية معي أني بحثت في زاوية لم يبحث عنها أحد من قبل كون هذه الزاوية نوعا ما تستفز الباحث، وتجعله يبحث في التفاصيل، كل هذه الدمى لا تمثل ثقافتنا، ماعدا ما شذ ونذر من قبيل فلة وسارة ودارة التجربة الإيرانية، وفلة التجربة العربية التي نفتخر بها برغم كل الملاحظات.

    بدأت مع فكرة الدمية من خلال مجموعة من المقالات والتي تحولت فيما بعد لكتاب هل تحدثنا عن تفاصيل هذه الرحلة.

    بدأت القصة بملاحظتي لإحدى الفتيات الصغيرات في أحد المجمعات وهي تحدق بنظراتها كالعاشق للدمية تسمرت في مكانها وهي تنظر إلى باربي وإلى برتس، هذا الموقف الذي لم يتجاوز ثواني معدودات استوقفني وقلت في نفسي ما سر هذا الانجذاب بين قوسين هذا (العشق) الذي يجذب هذه الفتاة الصغيرة التي يتعدى سنها 12 إلى دمية مصنوعة من مجرد قطع بلاستيك، ومجرد قطع ثياب صغيرة ما هو السر؟ بناء على هذا الموقف كتبت في بعض المقالات في إحدى الصحف المحلية ومن هذه الصحف تحول الأمر من مجرد عمود إلى مقال صحيفة «الميثاق» بداية ومن ثم تحول إلى موضوع رئيس في مجلة القافلة إلى السعودية وكان موضوع الغلاف عن الدمية كان بيني وبين باحثة مصرية تكلمت عن الدمى كصناعة حرفية وهي الباحثة نادين صبري، وبعدها تلقيت الدعم من كثير من الأصدقاء والقريبين وخصوصا زوجتي في أن أدفع بهذا البحث إلى أن يكون كتابا مستقلا.

    الكلام عن الدمية يتسع للكثير فما أهم الموضوعات التي عالجتها في الكتاب؟

    – سميت فصول الكتاب بالأغلفة وعرضت موضوعات البحث عبر 5 فصول أو 5 أغلفة، منذ تاريخ ظهور الدمية من ناحية انثربولوجية، مرورا بالمنعطفات التاريخية كصناعة الدمى وما يتعلق بالحربين الحرب العالمية الأولى والثانية وصولا إلى المعمرة باربي التي مر عليها أكثر من 50 عاما وقصتها من أين بدأت وإلى أين انتهت وهي لم تنته إلى حد الآن وإلى أين وصلت، والغلاف الرابع يتكلم عن منافستها الشرسة وهي الدمية براتس وهي أيضا أميركية ووصولا إلى الفصل الـ 5 وهي ما نقدمه نحن كثقافة عربية وإسلامية وما هي البدائل في هذه السوق المحتدة من الصراع فيما يتعلق بسوق الأطفال والذي يدر الملايين فأين صناعة الثقافة العربية من خلال صورة الدمية، هذه هي الفصول الـ 5 التي حاولت قدر الإمكان أن أسلط الضوء فيها على الدمية وأهز القارئ العربي أولا والقارئ الغربي ثانيا بسوق واعدة وسوق تؤثر في الثقافة كما تؤثر في أسهم الشركات المساهمة في مثل هذه الصناعة.

    تتبعت مراحل تطور الدمية وكيف انتقلت من مرحلة إلى مرحلة أخرى ما أهم الصعوبات التي واجهتك كباحث في تتبع موضوع دقيق طريف كهذا الموضوع (الدمية)؟

    – موضوع الدمية وإن كان من المواضيع الهامشية كما أشار أحد النقاد ولكن ليست الهامشية غير ضرورية، هي موضوع هامشي في حياتنا اليومية ولكنها موضوع أساسي في سلوكنا اليومي أيضا، وهو ما يتطرق إليه كثير من الكتاب الغربيين عندما يحلل أمرا ما ونعتبره نوعا ما هامشيا مثل قضية اللباس أو قضية سلوك ما صحي بسيط جدا ولكن الباحث يركز الضوء عليه ويستقرئه ويستخرج منه الدلالات الكبيرة التي من خلالها نقرأ المجتمع، هذا الموضوع بطبيعة الحال هو الأول من نوعه حسب علمي في المكتبة العربية الذي يتطرق إلى صناعة الدمى كثقافة وكفكر واقتصاد وما يسمى بتصنيع الهوية، هناك الكثير من الكتب التي تناولت الدمية كصناعة حرفية لكن كصناعة ثقافية لا يوجد إلى حد الآن والصعوبة في طبيعة الحال كانت في المصادر، إذ 95 في المئة من المصادر هي باللغة الإنجليزية والفرنسية، وهذا لا يشكل صعوبة بقدر ما يشكل نوعا من الحزن عندما لا نرى تطرقا لمثل الموضوع باللغة العربية، هذه العقبة الأولى إن صح التعبير، والعقبة الحرفية في أخذ هذه المصادر باللغة الإنجليزية وتحويلها ووضعها في قالب باللغة العربية كما هو موجود في الكتاب والذي يتخذ من الأسلوب الأدبي الروائي المحاكي بين المؤلف وبين الدمية سياقا تعبيريا لهوية الكتاب، فكانت الصعوبة بمكان أن تنتقل من مصدر غربي بحت اللغة العلمية الموجودة فيه إلى اللغة العربية ومن اللغة العربية إلى صيغة الرواية.

    قرأت الدمية كحالة ثقافية وتربوية وبالطبع هناك مؤسسات ثقافية تلقتك، كيف كان طبيعة التلقي من قبل المؤسسات التربوية والثقافية أو من قبل الأطفال أو الكبار؟

    – بطبيعة الحال ليس هناك مقياس يستطيع من خلاله الكاتب أن يعرف مدى تلقي المؤسسات أو غيرها للكتاب ولكن معظم التلقي كان من قبل النقاد، من قبل المثقفين من قبل من يهتم بالقراءة بصورة عامة سواء كان في البحرين أو الكويت نتيجة وجود فعاليات كانت مصاحبة للصدور في الكويت أو في البحرين من قبل أسرتي الكتاب والأدباء لهذا الكتاب ومن الطريف في الأمر خصوصا في الكويت أن 6 صحف غطت هذه الفعالية و4 صحف منها تكلمت عن الكتاب كأنه رواية ووصفتني بأني شاعر، غير أن كل مراسلي الصحف الموجودين يعرفون طبيعة الكتاب وأنني لست بشاعر إنما مجرد باحث، فهذا الخلط يشير إلى أن هذا الكتاب مؤثر بسبب الجدة وأن الموضوع جديد نوع ما في المكتبة العربية وملفت لدرجة أنهم وصفوني بالشاعر وأنا لست بشاعر، ووصفوا الكتاب بأنه رواية وهو ليس رواية.

    ماذا عن المؤسسات التربوية وخصوصا أن الموضوع يتعلق بالطفل وعلاقته بالدمية؟

    – بطبيعة الحال لغة الكتاب لا تندرج تحت اللغة الموازية لعقلية الطفل، اللغة نوعا ما أدبية، أو علمية وهي لا تناسب الطفل، ليس لأنها معقدة وإنما لا يستسيغها، طبيعة الحال هي ليست رواية أو قصة قصيرة أو كتابا علميا بلغة بسيطة بحيث يتناسب مع الطفل هذا الكتاب موجه إلى كل من يهتم بهذا الموضوع. لحد الآن ليس هناك تفاعل بين وواضح وملموس ومقروء لمثل هذه المؤسسات مع هذا الكتاب إلا أن ما استهدفته في الكتاب هو المحاكاة ومحادثة صناع القرار، على سبيل المثال نايف المطوع مثلا صاحب فكرة سلسلة… 99 شخصية بالإضافة إلى فلة وانيو بوي السورية بالإضافة إلى مسلسل فريج لمحمود سعيد حارب المخرج، هؤلاء هم الذين استهدفهم لأنهم هم صناع القرار وهم صناع الدمية وهم صناع الهوية، أنا أخاطب من يهتم بهذا الأمر من ناحية مالية تسويقية ومن يهتم بهذا الأمر من ناحية مشروع وكفكرة فلذا حتى قبل أن أطبع هذا الكتاب أرسلت أكثر من نسخة إلى هذه الجهات وغيرها لكي يتفاعلوا ويوجد بعض التعليقات في نهاية الكتاب لهذه الجهات، أما كمؤسسات تربوية فمن المفروض أن يكون هناك تفاعل بما أن الكتاب يتكلم عن مثل هذه الفئة العمرية المهمة جدا، ولكن الحقيقة والحقيقة تقول ليس هناك تفاعل.

    هل لديك خطة لتطوير الكتاب في شكل مطبوع يخاطب الطفل ويقدم الرسالة إليه بشكل مباشر؟

    – هناك طريقتان للتفاعل مع هذا الأمر إما أن تخاطب الطفل وهو ليس صاحب القرار بنسبة 100 في المئة أو تخاطب ولي أمره سواء كانت مؤسسات تربوية من مصنعين أو مسوقين أو أصحاب رؤوس الأموال وأنا مع الخيار الثاني وهو مخاطبة أصحاب القرار في هذا الشأن وليس مخاطبة الطفل مباشرة، لذا الخطوة الآتية ليست في تصغير الحجم سواء كان لغة أو شكلا وإنما هو في تطويره بطريقة مختلفة كونه الكتاب الأول من نوعه في هذا المجال الذي يطرق هذا الباب وأسميه باب «ألس في بلاد العجائب» لأني دخلت في حفرة عميقة جدا، لذا الخطوة القادمة هي تطوير الكتاب من ناحية وضعه إلكترونيا إذ سيكون هناك موقع إلكتروني خاص ليس فقط للتصفح إنما كل ما يستجد حول العالم في هذه الصناعة سواء كان ما يتعلق بالفيديو أو ما يتعلق بالصوتيات والمقالات بأي لغة، في طبيعة الحال ستكون فقط اللغة العربية والإنجليزية وكل ما يستجد من أخبار.

    هل تعمل على تطوير الكتاب في طبعة ثانية بإضافة أو توسيع ما درسته في كتاب آخر مثلا، وما جديك أو ما مشروعك القادم؟

    – بالنسبة إلى هذا الكتاب مثل ما ذكرت سابقا سيتم وضعه في المجال الافتراضي أي وضعه من خلال موقع إلكتروني وبالإمكان بعد فترة تنزيل هذا الكتاب مجانا للكل لأن الغرض منه ليس تجاريا بل ثقافي بحت، بطبيعة الحال سيكون مدعوما بأمور أخرى، عندما نتكلم عن ثقافة صورة سيكون هناك فيديو وصور وحتى صور من الواقع سواء كان في المجتمع المحلي أو المجتمع الأجنبي فيما يتعلق بهذا الموضوع وكل ما يستجد من خبر في العالم من أخبار وإلى غير ذلك سيكون موجودا في هذا الموقع بما يعني أن هذا الموضوع حيوي وليس مختصا بجانب معين، أما بالنسبة للجديد أنا أعمل حاليا على تأليف كتاب يتعلق بثقافة اللباس عند الغرب وتحولاته الثقافية أي من خلال الجانب الديني البحت من خلال الإنجيل الكتاب المقدس عند المسيحيين مرورا بالعصر الفكتوري وعصر التطورات عصر الظلام أو عصر الظلمة كما يقولون في القرون الوسطى وصولا إلى الآن، كيف تحول اللباس إلى تصنيع هوية وإلى انعكاس لثقافة الجسد لثقافة الغريزة كما يقول البعض عند الغربيين، فكيف تحول هذا الجلد الثاني ألا وهو اللباس من مجرد ستر ومن مجرد حشمة عند المسيحيين في فترة معينة وصولا إلى الآن كما نرى نوعا من الإسقاط على مفهوم الجسد عند الغربيين وتحوله إلى صناعة وهوية بطريقة مغرية غريبة تستحق الدراسة، فهذا هو الكتاب الجديد أتناول فيه تحولات اللباس في المفهوم الغربي وعنوان الكتاب أخص به «الوسط» وهي أول جهة إعلامية ستسمع هذا الخبر سيكون عنوان الكتاب «آدم من ورقة الزيتون إلى كلفن كلاين» كلفن كلاين وهي الماركة المعروفة للجينز المتعارف عليه فلمَ هذا التحول من ورقة الزيتون المفهوم الإنساني إلى المفهوم التجاري هذا هو الجديد.

    العدد : 2729 | الخميس 25 فبراير 2010م الموافق 11 ربيع الاول 1431هـ