تحولّت من صور ملتقطة من على مسارح الغناء للتحوّل إلى أكبر رصيد بصري يتم التفاعل معه حول العالم، وهو الفيدو كليب. وكعادتنا أصبحت ردات الفعل مستنسخة لتلك التجربة، لا تحويرها، وشتان بين الاثنين.
فكيف يمكننا التعامل الفيديو كليب الإسلامي الذي يرمي ثقله على المنتمين إليه دينياً وعلى الإ»لام خصوصاً، بعكس الفيديو كليبات الغنائية التي تعكس صورة الشخص المغني لا غير؟
ويبقى السؤال في كيفية تحويل تلك القدرة البصرية ذات المحتوى الديني إلى أسلوب مُعاش في القيم والسلوك؟
ما قدمته هو محاولة متواضعة جداً لطرق ذلك الباب، وهو في الأخير عرض مرئي يختصر الشرح، وقد تكون تلك من معائبه.
لكنها محاولة أتمنى أن تتبعها محاولات جادة كدراسة وبحث جاد للأخذ بالفيدو كليب الإسلامي إلى مراتب أخرى أكثر حرفية وتفاعلاً ورسالية عصرية في الأسلوب والأدوات.
الحشاشة هي جوف القلب، وتستخدم في اللهجة العامية الخليجية
ما مقدم هو مجرد عرض تم في أمسية خاصة بالموضوع، وكان مدعوماً بشرح شفهي غير متواجد حالياً في الفيديو
الوقت البحرينية، العدد 1345 الثلثاء 8 ذي القعدة 1430 هـ – 27 اكتوبر 2009
يروى – والعهدة على الراوي- أن أحد قادة دول الجوار قال يوماً بأنه لو قدرله أن يختار شعباً لاختار الشعب البحريني؛ في إشارة لإعجابه بما يتمتع بهبنو شعبنا من طاقات ومواهب، فالبحرينيون، وإن كانوا لا يحتلون اليومالصدارة لا في الأدب ولا في الفن ولا في المعمار ولا في التعليم؛ فإنهمعرفوا بين الناس رواداً؛ ويشهد لهم القاصي والداني بالمواهب السنيةوبالتفوق والإبداع والإنجاز لو.. تأتت لهم الفسحة لإثبات ذلك..
ثلاث حالات لافتة تقاطعنا معها في الأيام الماضية: الأولى هي لشاب يدعى ياسر جواد وهو أول بحريني يحصل على شهادتي الماجستيروالدكتوراه في التقنيات التعليمية وتخصصي التعليم الإلكتروني والتعلم عنبُعد من جمهورية الصين الشعبية؛ وبدرجة امتياز أيضاً.. هذا الشاب الطموحاختار أن ينفتح على القوة الضاربة في العالم وعلى لغة المستقبل فدرس اللغةالصينية وأجادها وانطلق منها لتحصيل مؤهلات أخرى ثم عاد للبحرين بأفكارخلاقة وبرؤية لتطوير التعليم والمناهج والتبادل الثقافي مع الصين..
شاب مثله، يحمل الدكتوراه وتخصصين نادرين؛ أين تعتقدون أنه الآن يا ترى؟
وظفته وزارة التربية على الدرجة الثالثة بوظيفة معلم في مدرسة إعدادية!! وعندما كاتب الوزارة طالباً إعطاءه فرصة ووضعه في موقع يناسب مؤهله؛ ماكان رد المعنيين إلا أن نقلوه من مدرسة المحرق المتاخمة لبيته لمدرسةإعدادية أخرى.. في الدراز!! لا نستخف هنا بالتأكيد بمهنة المعلم، ولكننانقول إنها مهنة يستطيع أن ينهض بها الآلاف.. ووجود طاقة كهذه في موقع كهذاهو تبديد لثروة بشرية لا أقل من أن توضع في موقع يتيح لها العمل على تطويرالمناهج والتخطيط لمستقبل التعليم!!
علياء المؤيد هي طاقة أخرى قادتنا الصدفة لتصفح موقعها الالكترونيوالاطلاع على تجربتها الثرية.. هي شابة بحرينية في مقتبل العقد الثالثتحمل ماجستير في التسويق وبكالوريوس علاقات عامة، ولكن مشاكل صحية عابرةقادتها لعلم التداوي بالغذاء ومنه عشقت المجال ووجدت فيه نداءها الحقيقيفي الحياة فسخرت 5 سنوات من عمرها للتمرس فيه عبر الدراسة في كليةبريطانية..
ولأنها تسعى لترسيخ الوعي لا المادة؛ لم تكتف بالعمل من خلال مكتبهاالاستشاري بل صارت تقدم خدمات مجانية عبر موقعها الالكتروني وسخرت طاقتهاللعمل على أبحاث ورسائل لترسلها – مجانا- للناس أسبوعياً لحثهم على صيانةأجسادهم وصحتهم.. والوالج لموقعها يستطيع أن يلتمس – من خلال الكليباتالمرئية – كم الجهد المرصود ولا يملك إلا أن يتعجب من أن متحدثة بارعةمثلها لا يوجد لها برنامج عوضا عن برامج الهرج التي تملأ تلفزيون العائلةالعربية..!!
النموذج الثالث هو لشابة من ذوي المواهب الأدبية المدفونة تحت هالاتالتراب.. أمينة آل عيد موهبة فتية راسلتني مؤخراً ومن بوابتها تعرفت علىإنتاجها اللافت الذي جعلها تحتل مركزاً متقدماً في مسابقات أدبية شارك بهاأساتذة متمرسون.. أمينة وطاقات شبابية واعدة مثلها كبتول حميد وجعفر حمزةكلهم يبحثون عن موطئ قدم.. عن جهة تتبناهم وتعبِّد لهم الدرب فلا يجدون إلا التجاهل والتهميش..
في أحد المؤتمرات الخارجية التي شاركنا بها كانت هناك ورقة عمل لرئيسةمركز أبحاث تابع لحكومة دبي تدعى د. نور العريض -إن لم تخني الذاكرة- فوجئالجميع عندما حضرت أنها شابة جميلة في الـ26 من العمر وتدير عدة مشاريعحكومية رغم أنها بحرينية من مواليد الإمارات.. لم أملك – وأنا أستمع لها– إلا أن أتساءل: لو كانت هذه الشابة في البحرين؛ أكانت ستمنح هذه الفرص أوستتبوأ هذا الموقع.. أم كانت ستصطف مع باقي الطاقات المعطلة التي نأسىلحالها كل يوم..!!
كانتكلما اقتربت من المرآة استعانت بذلك الصندوق الأسود، ليكون لها حليفاً لايمكن الإستغناء عنه، وأنّى لها ذلك، وهي أعجز من أن تملك الشجاعة للنظر فيالمرآة قبل عروجها على ذلك الصندوق الذي أصبح كظلها بل أكثر.
فهي لا تتمكّن من النظر لنفسها عبر المرآة مع كل تلك البثوروالسواد حول العينين، وبعض التجاعيد هنا وهناك، بل وذبول وشحوب في تضاريسوجهها، بالرغم من صغر سنها. فلا يمكنها الظهور للناس والحديث معهم بهذاالمظهر الغريب عن طبيعتها، وحتى هو أبعد من اسمها الرنان “عذاري“.
فاستعانت بصاحبها الذي لا تفارقه، ذلك الصندوق الذي يعملكخاتم سليمان حينما تفتحه وتضع ما فيه على وجهها الشاحب، لترتسم ابتسامة “مصطنعة” ونظرة جليدية في عينيها، لتعرضه على الناس “بضاعة مُزجاة” وبكلفخر مع كل تلك الجبال الرواسي من “المكياج” على وجهها، بفضل ذلك الأسودالصغير –الصندوق–.
كانت لعذاري تلك شطآن يتمتع بها السمك والإنسان، ففرقتبينهما أسوار يغار منها سور الصين العظيم، وكانت لعذاري مساحات شاسعة تتعبمن قطعها دجاج البر، فجّزأتها أسوار أخرى فرح بظهورها جدار العزل في فلسطينالمحتلة، فليس هو الوحيد الذي يعزل، ولا يريد أن يكون مصيره كجدار برلين،فهناك أكثر من جدار يسانده هنا عند “عذاري“.
وكانت لعذاري تلك فستان أخضر، فأُخذ عنها ووضع على الطريق ليمشي عليه البعض “المُقدّس” للوصول إلى مكاتبه الإسمنتية الجافة.
فكلشيء تغير في عذاري، من رموشها إلى وجنتيها، ومن قامتها إلى أخمص قدميها،والحال هذه فلا عتب إن استأنست بأسود صغير، قد يعيد لها ما افتقدته، أويؤنسها فيما تجده.
والناظر المنصف لعذاري (البحرين)، يجد أن مقدار “التشويه” الذي لا يغطيه أي “مكياج” حتى لو أصبح جبلاً على وجه هذه الجزيرة، قد أصبحعصيّاً أن يُغفل أو يُهمل، فهناك إخلال فاضح بالتوازن البيئي من ردم للبحار وما يستتبع ذلكمن قتل للحياة البحرية وشبه انقراض للثروة السمكية الطبيعية، في قبال غيابتخطيط ذكي في توفير البدائل الصناعية لإنعاش الدورة البيئية الطبيعية، كمافعلت سنغافورة بتوفير بيئات صناعية للأسماك حتى أصبحت شبه طبيعية في بعضسواحلها البحرية. فضلاً عن تخطيط ذكي في توزيع الوحدات السكنية والمناطقالصناعية للحفاظ على رأس المال الأساس عندها، وهو الإنسان السنغافوري.
وعند الحديث عن الإنسان هناك بقايا حياة محاصرة بالغازات الملوثة والضارةللإنسان في المعامير والرفاع، ولا يوجد حراك حكومي فعلي لحل الأزمة، فضلاًعن حصار بري وبحري للناس على هذه الجزيرة، فأينما تولي وجهك، فهناك جداريحجب البحر وآخر يحد البر، وبذا تتكثف الأنفاس ضمن رقعة جغرافية ضيقةجداً، وما لذلك من تبعات صحية وبيئية وأمنية، وكل ذلك هو غياب حقيقي لمعنىالتنمية الحضرية في جزيرة تتزاحم فيها الأنفس ضمن “كانتونات” اسمنتية لايفصلها إلا شارع عام أو جدار خاص.
والتنمية لا تعني كسر دائرة التوازن البيئي الطبيعي، بل هوالاستغلال الأمثل للتنمية لتكون موائمة مع البيئة لا العكس. وإن تغنىالبعض بضرب المقارنة التي أصبحت مضحكة مع سنغافورة أو إيرلندا، فما عليهمإلا “غوغلة” كلا البلدين ليعرفوا ما تفعله سنغفاورة بالتوازن البيئي، وماالذي تقوم به إيرلندا من أجل ذلك.
هجوم على البحر وقتل للثروة السمكية، ومتاجرة بالبيئة من أجلاستثمارات لا تعود للمواطن إلا بالفتات أو أقل منه، في حين تبقى مساحاتعلى مد البصر في وسط البر أو بقرب من بحر تنتظر سكينة الكعكة الكبيرة ليتمتوزيعها يمنة ويسرة على المقربين أو أصحاب اليمين من الداخل والخارج، بحجةتشجيع الاستثمار، في حين هناك غياب فاضح لرؤية بيئية متوازنة لجزيرة صغيرةمثل البحرين. فضلاً عن إنعدام المردود الاقتصادي المساهم في بناء المجتمع. فعن أي استثمار يتكلم البعض؟
حيث تم تقطيع أوصال التوازن البيئي في هذه الجزيرة، من خلال العديدمن الصور التدميرية من خليج توبلي إلى ردم البحر، ومن الغازات التي تبثسمومها على المناطق المجاورة إلى تقليص للرقعة الخضراء.
وكل ذلكيُبعد البحرين عن تحقيق أهداف الألفية المتعلقة بالبيئة والحفاظ عليها،ومدار الخطر الحقيقي للوضع البيئي في البحرين يتشكل من “محاصرة” و”تقطيع” و”تدمير” لأشكال التوازن البيئي، والتي تجهد الدول المتحضرة قدر الإمكانفي الحفاظ عليه، في ظل التغيرات المناخية والتحديات الغذائية.
هل حقيقة نحن نتحدث هنا عن جزيرة و33 محاطة بها؟
فبدلًاًمن العمران في الداخل البري، والحفاظ على التوازن البيئي البحري وتنميةالثروة السمكية، أصبح الهجوم على البحر من ردم للسواحل لإنشاء مشاريع لاترجع بالفائدة على المواطن من جهة، وإغلاق المنافذ البحرية لتكون خاصة منجهة أخرى، وبين الردم والإغلاق تفوح رائحة الإختلال البيئي وهو من نتاجاختلال التخطيط في أي دولة تضع لنفسها رؤية تحاكي التطورات والتحدياتالمناخية والبيئية على مستوى العالم.
ولو يرى المنصف أنه بالإمكان تحويل تلك الصور البيئيةالطبيعية إلى مشاريع استثمارية تدر الربح على الحكومة والمواطن على حدسواء، من خلال تقديم البيئة البحرية الطبيعية للبحرين وجزرها كما هي دونرتوش أو تجميل مصطنع يكون فيه المواطن جزءً من المنظومة السياحية لتلكالبيئة، كما هو حاصل في جزر المالديف والهاواي وماليزيا والهند.
وكلما وضعت “عذاري” الكثير من المكياج، كلما تصلّب وجهها وفقدت فيهملامح الحياة، ألم ترَ إن غياب التخطيط الجيد والذكي للحفاظ على التوازنالبيئي يجر التبعات تلو التبعات، من أمراض عندما ندمر البحر ونستوردالسمك، وتقل نقاوة الجو مع وجود الحدائق الإسمنتية التي زُرعت بدلاً منتلك الطبيعية. ومن سمعة تكون على المحك عندما يُحاصر البحارة في أرزاقهم،فتكثر الحدود الحمراء في بحر وطنهم، فيبحرون مرغمين لا راغبين في البحارالمجاورة، ويكون السؤال في خُلد مسؤولي وشرطة الدول المجاورة، ألا يوجدلديهم بحر ليبحروا بالقرب منها؟ أليس هم في جزيرة؟ فمن يشوّه صورة البحرين؟
ولم يعلموا بأن عذاري قد فقدت هويتها مذ تم “اغتصاب” البحرو”ضرب” البر، فأصبحت بين هذا وذاك رفيقة للصندوق الأسود.. الذي اتخذتهعزاءً لتلميع صورتها بجبال راسيات من المكياج، وما علمت بأنها تفقد حياتهاعند أقل هزة بيئية تبدأها الطبيعة أو يفتعلها الإنسان.
كانتكلما اقتربت من المرآة استعانت بذلك الصندوق الأسود، ليكون لها حليفاً لايمكن الإستغناء عنه، وأنّى لها ذلك، وهي أعجز من أن تملك الشجاعة للنظر فيالمرآة قبل عروجها على ذلك الصندوق الذي أصبح كظلها بل أكثر.
فهي لا تتمكّن من النظر لنفسها عبر المرآة مع كل تلك البثوروالسواد حول العينين، وبعض التجاعيد هنا وهناك، بل وذبول وشحوب في تضاريسوجهها، بالرغم من صغر سنها. فلا يمكنها الظهور للناس والحديث معهم بهذاالمظهر الغريب عن طبيعتها، وحتى هو أبعد من اسمها الرنان “عذاري“.
فاستعانت بصاحبها الذي لا تفارقه، ذلك الصندوق الذي يعملكخاتم سليمان حينما تفتحه وتضع ما فيه على وجهها الشاحب، لترتسم ابتسامة “مصطنعة” ونظرة جليدية في عينيها، لتعرضه على الناس “بضاعة مُزجاة” وبكلفخر مع كل تلك الجبال الرواسي من “المكياج” على وجهها، بفضل ذلك الأسودالصغير –الصندوق–.
كانت لعذاري تلك شطآن يتمتع بها السمك والإنسان، ففرقتبينهما أسوار يغار منها سور الصين العظيم، وكانت لعذاري مساحات شاسعة تتعبمن قطعها دجاج البر، فجّزأتها أسوار أخرى فرح بظهورها جدار العزل في فلسطينالمحتلة، فليس هو الوحيد الذي يعزل، ولا يريد أن يكون مصيره كجدار برلين،فهناك أكثر من جدار يسانده هنا عند “عذاري“.
وكانت لعذاري تلك فستان أخضر، فأُخذ عنها ووضع على الطريق ليمشي عليه البعض “المُقدّس” للوصول إلى مكاتبه الإسمنتية الجافة.
فكلشيء تغير في عذاري، من رموشها إلى وجنتيها، ومن قامتها إلى أخمص قدميها،والحال هذه فلا عتب إن استأنست بأسود صغير، قد يعيد لها ما افتقدته، أويؤنسها فيما تجده.
والناظر المنصف لعذاري (البحرين)، يجد أن مقدار “التشويه” الذي لا يغطيه أي “مكياج” حتى لو أصبح جبلاً على وجه هذه الجزيرة، قد أصبحعصيّاً أن يُغفل أو يُهمل، فهناك إخلال فاضح بالتوازن البيئي من ردم للبحار وما يستتبع ذلكمن قتل للحياة البحرية وشبه انقراض للثروة السمكية الطبيعية، في قبال غيابتخطيط ذكي في توفير البدائل الصناعية لإنعاش الدورة البيئية الطبيعية، كمافعلت سنغافورة بتوفير بيئات صناعية للأسماك حتى أصبحت شبه طبيعية في بعضسواحلها البحرية. فضلاً عن تخطيط ذكي في توزيع الوحدات السكنية والمناطقالصناعية للحفاظ على رأس المال الأساس عندها، وهو الإنسان السنغافوري.
وعند الحديث عن الإنسان هناك بقايا حياة محاصرة بالغازات الملوثة والضارةللإنسان في المعامير والرفاع، ولا يوجد حراك حكومي فعلي لحل الأزمة، فضلاًعن حصار بري وبحري للناس على هذه الجزيرة، فأينما تولي وجهك، فهناك جداريحجب البحر وآخر يحد البر، وبذا تتكثف الأنفاس ضمن رقعة جغرافية ضيقةجداً، وما لذلك من تبعات صحية وبيئية وأمنية، وكل ذلك هو غياب حقيقي لمعنىالتنمية الحضرية في جزيرة تتزاحم فيها الأنفس ضمن “كانتونات” اسمنتية لايفصلها إلا شارع عام أو جدار خاص.
والتنمية لا تعني كسر دائرة التوازن البيئي الطبيعي، بل هوالاستغلال الأمثل للتنمية لتكون موائمة مع البيئة لا العكس. وإن تغنىالبعض بضرب المقارنة التي أصبحت مضحكة مع سنغافورة أو إيرلندا، فما عليهمإلا “غوغلة” كلا البلدين ليعرفوا ما تفعله سنغفاورة بالتوازن البيئي، وماالذي تقوم به إيرلندا من أجل ذلك.
هجوم على البحر وقتل للثروة السمكية، ومتاجرة بالبيئة من أجلاستثمارات لا تعود للمواطن إلا بالفتات أو أقل منه، في حين تبقى مساحاتعلى مد البصر في وسط البر أو بقرب من بحر تنتظر سكينة الكعكة الكبيرة ليتمتوزيعها يمنة ويسرة على المقربين أو أصحاب اليمين من الداخل والخارج، بحجةتشجيع الاستثمار، في حين هناك غياب فاضح لرؤية بيئية متوازنة لجزيرة صغيرةمثل البحرين. فضلاً عن إنعدام المردود الاقتصادي المساهم في بناء المجتمع. فعن أي استثمار يتكلم البعض؟
حيث تم تقطيع أوصال التوازن البيئي في هذه الجزيرة، من خلال العديدمن الصور التدميرية من خليج توبلي إلى ردم البحر، ومن الغازات التي تبثسمومها على المناطق المجاورة إلى تقليص للرقعة الخضراء.
وكل ذلكيُبعد البحرين عن تحقيق أهداف الألفية المتعلقة بالبيئة والحفاظ عليها،ومدار الخطر الحقيقي للوضع البيئي في البحرين يتشكل من “محاصرة” و”تقطيع” و”تدمير” لأشكال التوازن البيئي، والتي تجهد الدول المتحضرة قدر الإمكانفي الحفاظ عليه، في ظل التغيرات المناخية والتحديات الغذائية.
هل حقيقة نحن نتحدث هنا عن جزيرة و33 محاطة بها؟
فبدلًاًمن العمران في الداخل البري، والحفاظ على التوازن البيئي البحري وتنميةالثروة السمكية، أصبح الهجوم على البحر من ردم للسواحل لإنشاء مشاريع لاترجع بالفائدة على المواطن من جهة، وإغلاق المنافذ البحرية لتكون خاصة منجهة أخرى، وبين الردم والإغلاق تفوح رائحة الإختلال البيئي وهو من نتاجاختلال التخطيط في أي دولة تضع لنفسها رؤية تحاكي التطورات والتحدياتالمناخية والبيئية على مستوى العالم.
ولو يرى المنصف أنه بالإمكان تحويل تلك الصور البيئيةالطبيعية إلى مشاريع استثمارية تدر الربح على الحكومة والمواطن على حدسواء، من خلال تقديم البيئة البحرية الطبيعية للبحرين وجزرها كما هي دونرتوش أو تجميل مصطنع يكون فيه المواطن جزءً من المنظومة السياحية لتلكالبيئة، كما هو حاصل في جزر المالديف والهاواي وماليزيا والهند.
وكلما وضعت “عذاري” الكثير من المكياج، كلما تصلّب وجهها وفقدت فيهملامح الحياة، ألم ترَ إن غياب التخطيط الجيد والذكي للحفاظ على التوازنالبيئي يجر التبعات تلو التبعات، من أمراض عندما ندمر البحر ونستوردالسمك، وتقل نقاوة الجو مع وجود الحدائق الإسمنتية التي زُرعت بدلاً منتلك الطبيعية. ومن سمعة تكون على المحك عندما يُحاصر البحارة في أرزاقهم،فتكثر الحدود الحمراء في بحر وطنهم، فيبحرون مرغمين لا راغبين في البحارالمجاورة، ويكون السؤال في خُلد مسؤولي وشرطة الدول المجاورة، ألا يوجدلديهم بحر ليبحروا بالقرب منها؟ أليس هم في جزيرة؟ فمن يشوّه صورة البحرين؟
ولم يعلموا بأن عذاري قد فقدت هويتها مذ تم “اغتصاب” البحرو”ضرب” البر، فأصبحت بين هذا وذاك رفيقة للصندوق الأسود.. الذي اتخذتهعزاءً لتلميع صورتها بجبال راسيات من المكياج، وما علمت بأنها تفقد حياتهاعند أقل هزة بيئية تبدأها الطبيعة أو يفتعلها الإنسان. فهل ينفعها الصندوق الأسود حينئذٍ؟
كان الخطان يستخدمان في الحروب القديمة لإظهار الشجاعة وإخافة العدو وهي دلالة على تقبل التحدي والمواجهة والفكرة بأن الكريم يقاوم التجاعيد والبنت بمثابة المحارب
كان يبحث لأهله عن ملاذ دافيء في تلكالليلة الزمهرير، والتي تعاضدت فيها مشاق السفر وظلمة الليل وبرودة الجو،لتكون النار أنيساً عزيزاً وخليلاً مطلوباً ومرغوباً ومحلاً للراحة ونوراً ودفئاً. وما إنتراءى له قَبَسٌ منها في حلكة الليل الدامس حتى طفق لها مسرعاً، ليحثالخطى إليها حتى يجد نفسه بعد حين أنّه في مكان من عالم آخر، تملأ أركانه أنوار منعالم علوي، ليأتيه الخطاب وتُقدّم له الأمانة الثقيلة التي سيضعها علىكاهله من هذه اللحظة، وليكون منقذاً لأمة بأكملها من ظلم طبقي واستبدادمنظم وقتل جماعي مبرمج.
فكانت بداية الإعلان العملي لتنصيبه “نبياً” عبر أمر “فاخلع نعليك”، ذلكهو نبي الله موسى (عليه السلام)، والذي وجد ناراً عند سفره مع أهله وأرادأن يلتمس منها شيئاً لهم، فأدرك الوادي المقدس، وكان الخطاب المباشر بينهوبين رب العالمين بأمر من الله لنبيه بخلع نعليه، لأنه في مكان مقدس. فلماذا خلع النعلين؟
يذهب البعض للمعنى اللفظي المباشر، وهو خلع نعلي النبي موسى عند دخوله ذلكالمكان المقدس، أو المعنى المعرفي للخلع، وهو خلع حب غير الله وما النعلإلا دلالة على ذلك، فلكلا المعنيين أو التفسيرين إشارة مهمة في التفاعل معالزمان والمكان الذي يستوجب ردة فعل احترام ولازمة سلوك تتناسب مع المقام مادة ومعنى.
لذا تحتفظ الأماكن ذات القدسية عند البشر بطقوس احترام من نوع خاص،المعقولة منها والمبالغ فيها، فمنها ما يلزم خلع كل ما يُلبس في الرجلين،إلى لزوم ارتداء لباس معين أو لون خاص بذلك المكان. وتتعدد صور الاحتراماللباسي أو السلوكي للأماكن المقدسة عند الديانات السماوية وغيرها.
والربط الشرطي المُمارس في جميع الديانات السماوية وغيرها والمرتبطبالزمان والمكان والمظهر (اللباس أو الحركات) أمر فطري، إذ أن الممارسةالدينية ليست حالة ذهنية بحتة يعيشها الإنسان في مخيلته فقط، بل هي حالةذهنية وعملية ملموسة، وللوصول إلى التوليفة بين الحالتين الفكريةوالحركية، لا بد من مظاهر مادية خارجية تعزز ذلك السلوك وتقويّه. لذا نرىتلك الصور الظاهرية في السلوكيات الدينية المختلفة والمتنوعة في مختلفالديانات.
وفي الإسلام هناك محطات زمانية ومكانية يُلزم تقديم الاحترام لهاسلوكاً ولباساً، لتأخذ موقعها من الأحكام الفقهية، لتقدم تفاصيل وشروطذلك الاحترام، ففي فريضة الحج عند المسلمين هناك احترام زمني ومكاني.فالحج يأتي في شهر ذي الحجة (الزمان)، ولا يكون إلا في مكة المكرمة(المكان)، ويلزم ذلك الاحترام سلوكيات لباسية وأخرى حركية من نوع خاص. ولاأدل على ذلك من شروط اللباس الخاص بالحج ، إذ ينبغي أن يحقق شروطاً معينةليتمكن المسلم من ارتدائه وممارسة شعائر فريضة الحج‘ وذلك عند معظم المذاهب الإسلامية. والأمر بالمثل فيشروط لباس المصلي، بل ولباس المسلم بصورة عامة، إذ يضع الإسلام تلك الشروطوالخطوط للاحتفاظ بهوية واحترام الإنسان المسلم لذاته والآخرين، ضمن دائرةالحرية الشخصية من جانب والاحتفاظ بهوية المجتمع من جانب آخروالمحافظة على هوية الاعتدال الديني من جانب ثالث.
وفي شهر رمضان يتمثل الاحترام في ارتباط زمني يبدأ مع ثبوت الهلال فيرؤيته البصرية أو الفلكية، ويتم إعداد العدّة البصرية من خلال العديد منالمظاهر الاجتماعية من قبيل وضع اللافتات أو الحضور المكثف في أماكنالعبادة والمجالس الرمضانية التي يُتلى فيها القرآن، ولليالي القدر التيتُعد خيراً من ألف شهر مكانة من نوع آخر، حيث يتم النفير إلى المساجدلإحياء تلك الليالي بالدعاء وتلاوة القرآن والصلوات، وكأنها أشبه بحج ليليللجوامع في بلاد المسلمين وكل تجمع مسلم في مشارق الأرض ومغاربها.
ونتيجة المكانة الخاصة لهذا الشهر عند المسلمين، فليس بغريب أن يتم توجيه خطابات من بعض زعماء الغرب للمسلمين في بلادهم، بل وإقامة مأدبة غفطار لممثلي التجمعات الإسلامية في البيت الأبيض بالولايات المتحدة الأمريكية كاعتراف بوجود هذه التجمعات ودورها في المجتمع الأمريكي. كما توجد الكثير من صور الاحترام الرسمية للشهر سواء في بلاد المسلمين أوبعض البلاد غير الإسلامية، وذلك من قبيل منع الأكل والشرب في الأماكنالعامة، وغلق المحال التجارية نهاراً، وينسحب أمر حضور شهر رمضان علىالحركة التسويقية والترويجية للكثير من الماركات ليكون الشهر الكريم “كريماً” عبر العروض والتخفيضات التي تقدمها المحال والمجمعات التجارية.
وبالرغم من مقدمة معقولة تتناسب مع الشهر الكريم، إلا أن هناك حلقة مفقودة، قد حولّت شهر العبادة والمساواة بالفقراء والتضامن معهم،وقيم التسامح والإخاء إلى شهر استهلاكي بصري وصحي وسلوكي في الدرجةالأولى. فما هي الحلقة وما صور الاستهلاك المفرط في شهر القناعة والعبادة؟
الحلقةهي الرغبة في عدم التزام الأمر السماوي بـ “فاخلع نعليك”، فما زالت النعلفي الأقدام، وما زلنا ندوس الزمان المقدس بالسلوكيات غير المتوائمة معروحية وأجواء الشهر الكريم، ويبدو أن حلقة التحول تمثلت في سلوك الطعاموالنشاط، إذ يبدو أن تحصيل الثواب للصيام قد استعجلناه بطريقة مادية بحتةوبصورة مبالغ فيها، وذلك عبر الإفراط في الشراء والمبالغة في وجبةالإفطار، ليكون كل ذلك جزاءً للامتناع عن الأكل فترة النهار، ويأتي الجزاءالثاني بعد قلة النشاط الملازم للصوم في فترة النهار، لنُجازي أنفسنابالليل عبر السهر والاستمتاع البصري المختلف من فضائيات بمسلسلاتهاومسابقاتها إلى تواجد في خيم رمضانية بعيدة عن معنى الشهر الكريمإلى غير ذلك من الصور الحركية التي لا تتوائم من باب أولى مع الشهر الكريم.
ويبدو أن الاستعجال في استحصال الجزاء ومكافئة النفس بات أمراً مقبولاً وعُرفاً ممارساً للبطن والذهن على حد سواء. ونتيجةللرغبة في الجزاء السريع عملت العديد من الجهات الإعلامية بل والاجتماعيةعلى تحويل شهر رمضان إلى دنيا وآخرة في ٢٤ ساعة، ففي النهار هناك الصوموالتعب والنوم، وفي الليل هناك ما لذ وطاب والسهر والتمتع البصري عبرالشاشة والاعتكاف في الخيم الرمضانية. أولئك من اللذين لا يخلعون نعلهم البتة، كمن يدخل المسجد ليصلي بنعليه ويخرج مسرعاً مولياً ظهره.
وعند الحديث عن صور الإستهلاك فليست بقليلة، فهي
: الاستهلاك البصري: عبر مشاهدة الفضائيات بموادها التي لا تتوافق مع مكانة شهر العبادة والقرآن.
الاستهلاك الصحي: من خلال الإفراط في الأكل والتفنن في طبخه وتقديمه بصورة مبالغ فيها. وتبعات ذلك الاستهلاك صحياً على الفرد.
الاستهلاكالسلوكي: حيث يكون العديد من المسلمين “إسفنجة” لامتصاص الإشارات السلوكيةمن الإعلام لتنزل إلى الشارع عبر سلوكياته المتأثرة بالإعلام والمجتمع.
وكمسلمين وعند دخولنا شهر رمضان، نكون كمن يبحث عن قبس في ليل حالك، كنبي اللهموسى، وتراءى لنا الشهر الكريم كنار تشع نوراً، وموسى ما زال يسير نحوهاكما نحن، ولما وجد النار وسمع النداء بخلع النعلين، لم يتردد وامتثل للأمر بخلع النعلين،أما نحن فما زالت النعل في أقدامنا ولم ننزعها بعد، أفي آذاننا صمم؟
أوربما لا يستحق الأمر عناء خلع النعل حتى لو خلعه نبي مثل موسى!
يبدو أن نعالنا عالقة بأقدامنا، ولا حاجة لخلعها أصلاً.
* مختص في ثقافة الصورة والاقتصاد المعرفي
مقطع من فيلم “أمير مصر” حسب الرواية الهوليوودية। ومن الجدير بالذكر أن معظم ما ور دفي الفيلم قد أورده القرآن الكريم مع اختلاف في حيثيات أخرى.
ينطفئ أوار المثقف في شهر رمضان، فيتوارى عن الأنظار، خلف أسرته/ كتابه/ أوراقه، فيدوِّن ما يشاء، وما يريد من هواجس تؤرقه، وهواجس تستزاد بالجنون، وما يترتب عليها من ألق لطيف يوحي لهذه الليالي بملامسة مستفيضة.
من جهته يرى الكاتب جعفر حمزة أن الخمول لا يتواجد داخل “دائرة حركة المثقف ونشاطه، بقدر ما يكون هناك تحوّل للقناة التي يتفاعل بها مع المجتمع، ففي غير الشهر الكريم هناك السُبُل التي ينتهجها المثقف للتفاعل والتقديم للمجتمع، في حين يحتفظ شهر رمضان بخصوصية قنواته، التي يتراءى للمراقب بأنّ المثقف بعيدٌ عنها؛ في حين أن لتلك القنوات جوّها وعالمها الخاص من التجمعّات الدينية والحركات الجماعية الاجتماعية العرفية لدى المسلمين. والمثقف جزء من المجتمع، وليس هو في تفاعله مع نفسه والآخرين ببعيد عنها، لذا يكون الشهر الكريم للمثقف محطة روحانية ومراجعة للنفس، والعيش ضمن أجواء لا تتكرر إلا مرة في السنة لا غير، وليس للمثقف في حركته بطء بل تزوّد بالوقود المطلوب يملؤه في هذا الشهر المتميز زماناً وحركة ومعيشة”.
وشبه استرجاعه لذكريات رمضان “كالطفل الصغير الذي يسترجع ذكريات العام الفائت من الشهر الكريم، إلا أنّ الفارق هو في الحِمل الذي يضعه المثقف على عاتقه في ضرورة الاستفادة القصوى من خصوصية هذا الشهر في العمل في خطين متوازيين، على مستوى الفرد في المراجعة والصفاء الروحي، وعلى مستوى المجتمع في دق أبواب تُلفت الآخرين للزوايا المنسية في التغيير في شهر رمضان، لذا يتحول شهر رمضان إلى تراكم من الذكريات والتجارب التي تُشبع نمط التفكير للمثقف ليحولها إلى سلوكيات فكرية وعملية إيجابية في المجتمع”. ويعلل حمزة نتيجة الخمول، “ببطء حركة المثقف لا لنقص فيه، بل لظروف خاصة بالشهر الكريم، لأن مسؤولية المثقف مضاعفة نتيجة قراءته وتعامله مع المفردات المحيطة به، وبالتالي تكون مسألة مراجعة الذات من أولويات المثقف، فهي كاستراحة المحارب الذي يراجع خططه، ويسترد قواه ويعد للحركة التالية”. وعن القراءات قال في نهاية حديثه “هناك أم القراءات وهي قراءة القرآن الكريم، التي ينبغي أن تكون أنيس المثقف أيا كان توجهه ومدرسته الفكرية، فالحديث هنا يدور حول كلام سماوي من رب العالمين، وقراءة كلام الخالق هي الباب الأساس لفتح مدارك لم تُفتح من قبل، ألا ترى أنك كلما قرأت القرآن وجدت فيه شيئاً جديداً؟”.
وعن ذلك يقول القاص جمال الخياط “هذا هو الاعتقاد السائد لكنه ليس كذلك في حالتي؛ فشهر رمضان هو فترة النشاط الأمثل كوني أحصل على ساعات عمل أقل، وتتوفر لي بالتالي ساعات أكثر للراحة والكتابة. أغلب إصداراتي بدأت كتابتها في هذا الشهر الفضيل، وحاليا أعكف على إصدار جديد هو مجموعة قصصية أنجزتها في رمضان الفائت”. ويضيف “أعتقد أن المثقف يجب أن ينأى بنفسه عن مثل هكذا عادات استهلاكية يمقتها هو بالتحديد، ويستغل أجواء هذا الشهر المحفزة على الإبداع، وألا ينجرف مثل العامة في عادات النوم ثم السهر وقتل الوقت”. فرصة للإبداع… وأشار الخياط إلى أن ذكريات رمضان “راسخة في الوجدان، ويقيناً تؤثر إيجاباً في المبدع بصورتها المباشرة في النتاج أو غير المباشرة”. وتابع “الجميل في رمضان تنوعه الغني بعادات التواصل وهو ما يحرك في المبدع شجونا يسترجع من خلالها ذكرياته، تعرفين أن فعل الكتابة يعتمد أكثر على الذاكرة ومخزونها الثري الذي ينهل من حوادث جرت أو عبور مؤثر. لرمضان خصوصيته في هذه الناحية وتميزه كذلك من ناحية نوعية الذكريات وجماليتها الآسرة”. ويرى الخياط أن المراجعة الذاتية لا تكون حاضرة، “إلا أني من أشد المؤمنين بأن على المثقف أن يمارس نقداً ذاتياً على نفسه كلما وجد طمأنينة تقربه من الرضا، وعليه، يجب أن يتمرن على نقد الذات بشكل منتظم حتى تستوي عنده الحالة الواقعية بلحظة الكتابة”. وختم بالقول “أحبذ القراءة الخفيفة لذلك تجدني أركز على القصة القصيرة والشعر أكثر من الرواية بحكم الصيام، وتخصيص وقت أكبر للكتابة، وهذا أمر طبيعي”.
أقام مركز البحرين الشبابي أمسية حوارية في كتاب «أنا أحب دميتي» في أسرة الأدباء والكتاب، بحضور مؤلف الكتاب جعفر حمزة الذي تحدّث عن كتابه وأسلوبه في عرض مادة الكتاب وبحثه حول تاريخ الدمية، واستعراض أهم قضاياها، وخلال الأمسية تم عرض فيلم يقدم مادة الكتاب بطريقة بصرية مستعرضا تاريخ الدمية من العصور القديمة حتى العصر الحديث الذي تتنافس فيه الشركات لتسويق الدمى وتضفي عليها الكثير. ففي البداية ظهرت الدمية كمعبود ثم تحولت إلى لعبة إلى أن تحولت سلعة تتلبس بطبيعة السوق فثمة حرب دائرة بين الشركات على السوق بين الدمية باربي والدمية براتز، وحضور الدمية العربية فُلّة والخوف على تلاشيها وغيابها في ظل صراع السوق وضغط رأس المال رغم تأكيدها (فُلّة) على الهوية والخصوصة العربية في شكلها ولباسها. ودارت المناقشات خلال الأمسية حول أسلوب المؤلف وسر اختياره لموضوع الدمية والاستفهام عن الجنس الأدبي الذي صاغ فيه حمزة كتابه عن الدمية وتوظيفه للآيات القرآنية، وغياب الرأي الديني في الدمية، وأشار حمزة إلى أنه نأى بنفسه عن الاختلافات حول الدمية واقتنائها فثمة جهة تحلل وأخرى تحرم، وصرح حمزة لـ «الوسط» أن سبب اختياره لموضوع الدمية هو ذهاب معرفي ثقافي وعملي ولجدة وندرة الكتابة حول الدمية، وأكد أن الكتابة عن الدمية ليس ترفا بل هو جزء من الثقافة العملية وخصوصا أن اللعبة صارت تؤثر على الأذواق والأسواق وتتحكم في الطفل فبعد أن كان يُلبسها ما يشاء صارت تُلبسه، مع التأكيد على أهمية وجود مشاريع عربية في صناعة الدمى بتضافر جهود المختصين في الصورة بالمعنى العملي والتربويين المختصين في ثقافة الطفل.
العدد : 2526 | الخميس 06 أغسطس 2009م الموافق 14 شعبان 1430 هـ
أقام مركز البحرين الشبابي التابع لـ جمعية الوفاق أمسية قرائية في كتاب الباحث والمختص جعفر حمزة يوم أمس الأثنين2009-08-3 وتناولوا كتابه الجديد “أنا أحب دميتي” والذي صدر حديثا ولفت الأنظار بفكرته الفريدة والتي لم تطرق من قبل..
الأمسية التي كانت في مقر أسرة الأدباء والكتاب، تأكيدا على ثقافية الكتاب وربما أدبيته أيضا فـ كما كان يقول الكاتب “البعض يسالني هل هذا كتاب علمي أو أدبي أم دراسة؟” ذلك لأن حمزة صاغ له أسلوبه الخاص وهرب من الأسلوب النمطي و الممل في الاسترسال الجاف والعلمي البحت، بل تعامل في تعاطيه مع المتلقي بشكل حيوي جدا.
عرض في البدء شريط وثائقي لـ بدايات تاريخية للدمية واتي ظهر منذ القدم في العصور الحجرية وصولا لـ يومنا التي تتنافس في شركات ومصنعيّ الدمى في العالم وأن ثمّة حرب ضروس باردة وطاحنة غرضها التنافس بل الفوز دائما بـ المبيعات الأعلى.
ربما جاءت دمية فلة النموذج العربي الذي أصبح ينافس الدمى العالمية، حمزة بيّن أن ثمّة تقنيات وأنماط ترسخها الدمية فبدلا من أن يتحكم بها الطفل يلبسها ما يشاء أصبحت هي من يلبسه و تتحكم بذائقته الشرائية وعرض حمزة أثار ذلك بشكل موجز.
الحضور الذي تفاعل بالإندهاش وتجاوب بالأسئلة التي دارت بالمجمل حول تداخل جعفر حمزة والاشتباك مع المفردات الدينية الإيحائية، وهل كان ذلك مقصودا أم عفويا؟ وعلى العكس ورد سؤال ولماذا همّش التوغّل في الجانب الديني ؟ كما تداخل البعض بـ استفهامات عن ماذا بعد الدمية؟ وبعض المداخلات جاءت مؤيدة لبعض الإطروحات في الكتاب.
الأمسية التي ابتدأت عند الثامنة مساءً تم ختامها بتوقيع الكاتب بعض النسخ عند العاشرة.
جميلة كانت هذه الجلسة الحوارية الحميمة فـ شكرا لكل من شارك ورتب وحضر