* كاتب إعلانات في شركة ‘’جي دبليو تي’’، من 2005 حتى الآن.
* كاتب إعلانات في شركة ‘’جي دبليو تي’’، من 2005 حتى الآن.
تمثّل الصورة الفارقة بين التقارير الدولية التي تشيد بالإقتصاد البحريني “إنفتاحاً” و”تطوراً” و”نماءً”، فضلاً عن الصور العملية المتمثلة في المشاريع الإستثمارية “الضخمة” وعلى مد البصر وبين الوضع المعيشي للإنسان البحريني “راتباً” و”إلتزامات معيشية” و”حبال قروض لا تنتهي”، فضلاً عن صور لا تُنطق بل تلمسها لمس اليد للشريحة الأكبر من المواطنين ممّن يكتوون بنار الغلاء ولا يجدون من “رواتبهم” المُستهدفة من كل جهة إلا “فتات” قبل نهاية الشهر!!
تلك الصورة الفارقة تؤصل لسلوكيات ومفاهيم جديدة على المجتمع البحريني، حيث أن وجود الإستثمارات الضخمة والتي بمعادلة منطقية بسيطة يجب أن تنعكس على الوضع المعيشي للبحريني،لا نرى حتى غبارها والمتمثل لى أقل تقدير في توظيف عدد من الخريجين العاطلين في الوظائف التخصصية، وتوظيف العاطلين الآخرين في الشركات القادمة من وراء البحار.
وغياب “رذاذ” الاستثمار الأجنبي الذي من الممكن أن يبرّد لظى المعيشة التي يعانيها المواطن، ستؤدي المواطن إلى”الكدح المتواصل”، وبالتالي نفاذ الوقت لديه في أكثر من عمل لسد جوعه وجوع أهله، فضلاً عن البحث لسقف يظله، وبالتالي تتآكل الروابط الإجتماعية ويقل الإحتكاك مع الأهل والأصدقاء إلا من رحم ربك، وتتأصل بناءً علي ذلك البحث عن “إكسير الحياة” النتائج التالية:
أولاً: ظهور عقلية “Show Off” مع وجود العقل الجمعي في المجتمع الآن، والمتمثل في المظاهر المادية التي تفرض على الفرد “الذوبان” فيه، ولذلك الذوبان “ثمن” قد يصرفه في سيارة “رزّة” أو ثياب “آخر موضة” أو ما شابه ذلك مما ليس “ضرورياً” –على الأقل هو يؤمن بعكس ذلك-.
ثانياً: تآكل الوازع النفسي، نتيجة وجود “المفاتن الصورية” في المجتمع نتيجة “التدفق الإستثماري” في البلد والإنفتاح “الكريم”، وبالتالي الإندفاع للإستملاك والسيطرة -لمن لديه قلب الأسد- عبر السرقات والمتاجرة بالدعارة والمخدرات والخمور والممنوعات.
ثالثاً: السعي للربح السريع، وهي ما تقوم به الكثير من الشركات، وذلك من خلال “إمسح واربح” والدخول في السحوبات، وذلك كمنقذ للفرد ممّا هو فيه من إلتزامات مالية.
وتلك العقلية الثلاثية إما أن تفضي لإنفجار إجتماعي متوقع، من خلال ظهور “حركات إجتماعية” خفية تسعى للإستملاك عبر أكثر من طريق، وهي نتيجة طبيعية وإنعكاس متوقع لحالة الإستملاك التي يقوم بها المتنفذون و”الهوامير”.
ومع الإنفتاح الإعلامي اللامحدود، فستكون الصورة الناطقة هي الصورة المعاشة وليست “المُعلنة”، وبالتالي تسقط “ورقة التين” عن رافع راية “الجنة المفقودة” ..، وتلك “الجنة” يدافع عنها شريحة ليست بالهيّنة في استعمالها لوسائل الإعلام المختلفة “إستنطاقاً” لحالها الذي تريد الإفصاح عنه.
وبعبارة أخرى، تنامي الإستثمارات من جهة متصاعدة وارتفاع أسعار النفط، وتصاعد صيحات موجات الغلاء و”التذمر” المباح والمنطقي من جهة أخرى سيُفضي إلى خلق حالة ترنو إلى لبس خاتم سليمان لتحقيق ما تريد، وذلك عبر “الإستجداء” وتأصيل عقلية “العطايا” بدل الحقوق، أو إلى حالة “جرأة وشجاعة” علي بابا ليقوم بــ..، وتعرفون البقية.
ولم تكن جولاته كل يوم مع قضية فساد أو تسرب أو إختلاس إلا صورة مصغرة لما يجري في الشركات والوزارات والحكومات التي تعاني من الفساد الإداري والمالي، والتي تمثل همّاً عالمياً تُوليه المنظمات والدول السائرة نحو التنمية والتطور كل اهتمام.
ويمثل ميثاق الأمم المتحدة لمكافحة الفساد (يونكاد) تطوراً بارزاً في هيكلية الاتفاقيات الدولية لمكافحة الفساد. حيث يذكر الميثاق بخصوص الفساد أنه “لم يعد الفساد مسألة محلية وإنما ظاهرة تتخطّى الحدود القومية وتؤثر على جميع المجتمعات والاقتصادات، جاعلة التعاون الدولي لمنعها والسيطرة عليها أمراً لازماً”.
وأما البنك الدولي فقد حدد الفساد كأكبر حاجز فردي يواجه التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ويُقاس مستوى تطور المجتمعات عبر محاربتها للفساد بنوعيه الإداري والمالي، وتسعى الحكومات لتحقيق أعلى نسب الشفافية ومكافحة الفساد، لتكون البوابة الآمنة لرفع المستوى المعيشي وجذب الاستثمارات الأجنبية.
ولم يكن تصريح ولي العهد ورئيس مجلس التنمية الاقتصادية (إي دي بي) الشيخ سلمان على خلفية ضبط الاختلاسات في كل من شركتي “ألبا” و”أسري” إلا مؤشراً على الإقدام الجاد للحد من الفساد أياً كان مصدره.
يقول ولي العهد (ثقوا تماماً يا إخوان، أن حملة مواجهة الفساد لن تستثني أحداً، وستطال يد المحاسبة والعدالة أي وزير أو مسئول في حال ثبوت تورطه في قضايا الفساد، وهذه الرؤية لن نتراجع عنها).
وبتلك الرؤية سيمكن الحديث عن رفع مرتبة البحرين في مكافحة الفساد من المرتبة 36، وتحقيق أكثر من 5.7 نقطة كما كان في مؤشر مكافحة الفساد لعام 2006.
ووجود تلك المؤشرات الدولية هي بمثابة شهادة جودة “آيزو” للحكومات في مكافحتها للفساد، والذي يعتبر بمثابة الثقب الأسود الذي يسحب كل الميزات والثروات نحو نقطة واحدة، وهي نقطة المتمصلحين والمفسدين، والأسباب التي تدعو لردم ذلك الثقب الأمور التالية:
إساءة تخصيص الموارد، خفض مستويات الاستثمار، الحد من المنافسة والفعالية، زيادة الإنفاق الحكومي، خفض الإنتاجية وتثبيط هِمّة الإبداع، خفض مستويات النمو، المساهمة في تفاقم الفقر وعدم المساواة، تُقويض حكم القانون، زيادة عدم الاستقرار السياسي، المساهمة في رفع مستويات الجريمة العالية.(1)
مع ملاحظة كل تلك الأسباب سيكون الحديث عن معالجة الفساد أمراً يحتاج للكثير من الخطوات، منها على سبيل المثال لا الحصر:
أولاً: الرغبة السياسية في القضاء على الفساد.
ثانياً: وضع استراتيجيات وآليات جادة لمحاربة الفساد.
ثالثاً: رفض المجتمع المدني للفساد كوسيلة للعيش.
وتلك كانت الوصفة السنغافورية للحد من الفساد بصورة ملحوظة، ولتكون في مصاف الدول في العالم في مكافحة الفساد، حيث أنشأت سنغافورة “مكتب التحقيقات في ممارسات الفساد الذي تم إنشاؤه في 1952م.
ويمكن إيجاز دور المكتب في التالي:
– إتباع سياسات من شأنها مكافحة الفساد في الجهاز الإداري والقطاع الخاص.
– التحقيق في سوء استخدام السلطة من قبل المسئولين.
– إرسال التقارير إلي الجهات التي يتبعها المتهمون بممارسة الفساد.
– مراجعة منظومات العمل في الهيئات الحكومية المختلفة وإعادة هندستها بما يعمل على التقليل من ممارسات الفساد.
– تقديم مقترحات لمكافحة الفساد في الجهات المختلفة.
– عمل لقاءات مع المسئولين خاصة الذين يتعاملوا مع الجمهور للتأكيد على مبادئ الشرف والنزاهة ومكافحة وتجنب الفساد.
– التحقيق فيما يرد إلى المكتب من شكاوى تفيد وقوع ممارسات فساد في أي جهة.
– التحقيق في ممارسات الفساد التي قام بها مسئولين في الحكومة.(2)
وبعد العروج على التجربة السنغاقورية، يمكن الحديث عن طريقتين في التعامل مع الفساد، الأولى وهي استصدار القوانين لمكافحته، وهذا سيفضي لزيادة كبيرة في القوانين، والثانية سياسة فتح الأبواب والشفاية وحرية المعلومة، ويمكن تعزيز ذلك عن طريق إعطاء المحققين سلطات مراقبة ورصد للحكومة عن كثب لمنع الهدر، والاحتيال، وإساءة الاستخدام.
وعوداً إلى المدير العام الذي اتبع الأسلوب الثاني في معالجة الفساد المستشري في دائرته، وقد كانت له الإرادة في محاربته، حتى لدى أقرب المقربين لديه.
(1)ورقة قضايا الإصلاح الاقتصادي، العدد 0409، 22 أيلول/سبتمبر، 2004.
(٢) وزارة الدولة للتنمية الإدارية، جمهورية مصر العربية.
(1) نهج البلاغة، الإمام علي بن أبي طالب (ع).
عمر نوح أو مال قارون هما السبيل لإيجاد مسكن يأويك..
جعفر حمزة
هي ليست حسبة “ضيزى” كما يقولون بل إنها عملية حسابية بسيطة ومؤثرة في نفس الوقت، ولا يريد الكثير منا تذكرها لا لشيء إلا أنها حاضرة على الدوام حتى في المنام (كوابيس بطبيعة الحال).
عملية رياضية لا نستخدم فيها الجذور التكعيبية ولا التربيعية فيها، كل ما نستخدمه العمليات الأساسية من جمع وطرح وقسمة لا غير..
لو كنّا عصافير أو قططا لأصبح الحساب مختلفاً وبسيطاً جداً، إلا أننا بشر ويلزم لكونك بشراً أن تتعقد كل العمليات المتعلقة بك من مأكل ومشرب و”مسكن”!
لنأخذها ببساطة على متوسط عمر الشباب البحريني المتخرج:
عمر الشاب المتخرج: 23 سنة.
متوسط سنوات الاستقرار في وظيفة ليبدأ التفكير الجاد في الزواج: سنة أو سنتين، والشباب “المتحمس” يلزمه أقل من ذلك بكثير.
ولدينا هنا خياران أولهما أن “يسكن” في بيت أبيه: وهو ما يقوم به الكثير من الشباب المتزوج نتيجة قلة الميزانية “للاستقرار” في شقة.
والسؤال إلى متى سيستمر في السكن مع “أهله”؟ خصوصا بعد إنجاب الأطفال..
والخيار الثاني أن يسكن في “شقة” مع دفع الأجار الذي يبلغ متوسطه الآن 100 دينار فقط! (تمت كتابة هذا المقال قبل ٣ سنوات، وأجارات الشقق في ازدياد).
وللشاب البحريني للحصول على سكن بعد “الزواج” طريقان، هما:
أولا: أن يتقدم للإسكان بطلب وحدة سكنية وهذا يلزمها انتظار سنوات تصل إلى 12 سنة تقريباً (يق،ل،ن ستتقلص الفترة لتصبح أقل من ذلك، ربما 11 عاماً و11 شهراً)، بعبارة أخرى سيصل عمره حين “استلام” “البيت” ما بين 35 سنة إلى 40 سنة!
وإن كان يسكن في شقة يدفع إيجارها الشهري 100 دينار، فهو قد قام بدفع مبلغ قدره 14400 دينار في انتظار الحصول على “الوحدة السكنية”، ليس مبلغاً كبيراً من أجل الانتظار!
ثانيا: أن يتقدم بطلب “قرض شراء” وأقصى حد لقرض الشراء هو 40.000 دينار حتى لو كان راتبك 1000 دينار!
وهذا المبلغ غير كافي لشراء بيت قديم، ويلزمك الانتظار بين 2 إلى 3 سنوات للحصول على ذلك القرض وخلال هذه الفترة ستزداد أسعار العقارات تباعاً، بمعنى آخر ليس هذا الخيار مناسب أبدا للشاب أن يفكر فيه.
ومع استبعاد كل الخيارات الأخرى غير الطبيعية منها وغير الطبيعية كالفوز بجائزة ضخمة، أو الفوز باليانصيب، أو العثور على كنز مدفون، بالإضافة إلى “واسطة” كبيرة “تشفع” له عن سنوات الانتظار بالإضافة إلى “مكرمات” تستحق الانتظار!
مع استبعادنا لكل هذه الاحتمالات والنظر بواقعية طبيعية إلى الأمور سيكون للشاب البحريني أمران لا ثالث لهما:
الأول: إما يسكن في بيت أبيه بانتظار “الفرج” في الحصول على وحدة سكنية حتى لو ضاقت عليهم الأرض بما أنجبوا من أطفال، وهم ليسو الوحيدين في البيت بالطبع وهو خيار لا يخلو من “عدم استقرار” يؤثر في التربية والاستقرار النفسي للعائلة الجديدة في بيت الوالد.
الثاني: دفع مبلغ وقدره 14400 دينار خلال فترة الانتظار، هذا إذا لم تزد نسبة الأجار، فضلاً عن أخذه “قرضاً” للبيت الجديد.
وقد يلزمنا عمر نبينا نوح للحصول على وحدة سكنية أو لنرى أحفادنا على الأقل، أو نسأل الله تعالى أن يرزقنا مال قارون لنشتري به سكنا لنا.
ويمكنك سؤال الباري أن يجعلك من تلك العوائل “المقدسة” التي تسير لهم الأمور كما يريدون مثلهم مثل نبي الله سليمان عليه السلام.
فإما أن تكون نوحاً أو سليماناً أو يكون لك مال قارون، فاختر ما شئت وأدعو ربك أن يرزقك “قبرا” تعيش فيه على هذه الأرض قبل أن تسكن قبرك الذي لا أجار عليه لحد الآن!
كانت تلاحقني أينما ذهبت، في مكان العمل في المنزل في الشارع، كانت تريدني بإصرار غريب أن تُثيرني أو على الأقل أن أُلقي عليها نظرة، ولم يكن لي بدٌ سوى التسليم لها، فصعب عليّ أن أغضّ النظر في كل مكان أذهب إليه، وظفرت بنظرات منّى إلا أنها لم تُلفت إنتباهي.
هي تلك الإعلانات التي ضاقت الأرض والسماء بما رحبت، فليس هناك بقعة إلا تم وضع إعلان فيها ولئن وجدتَ مساحة يمكن الإعلان عليها، فانتظر أيام قليلة لترى أنها تحولت إلى مساحة لحجز الإعلانات، وهكذا يتم السبق على حجز مساحيتن، مساحة الأعلان في الخارج ومساحة تأثيره في الداخل للفرد، ولم أكن خارج تلك المساحة، فلقد همّتَ بي وهممتُ بها!
تلك المساحات المحجوزة على الدوام هي حصيلة التوسّع العمراني والإنفتاح الاقتصادي في البحرين والمنطقة، ولا أدل على ذلك هو حجم الإنفاق الإعلاني، حيث ذكر رئيس مجموعة ماركوم الخليج الإعلانية السيد “خميس المقلة” أن حجم الإنفاق الإعلاني الخليجي في عام ٢٠٠٧ وصل إلى ٥.٦ مليار دولار مقارنة بــ ٤.٥ مليار دولار عام ٢٠٠٦، وذلك بزيادة قدرها ٢٠٪. وأما حجم الإنفاق الإعلاني في البحرين فقد ارتفع بنهاية العام ٢٠٠٧ إلى ١٢٣ مليون دولار.
ويحضرني وأنا اشهد هذه الطفرة “المحجوزة” للإعلانات بالطفرة الاقتصادية والاجتماعية التي تبعت ظهور النفط، حيث بدأت العديد من الشركات في الظهور إلا أن القليل منها استمر والكثير منها تقزّم واندثر، ويبدو أن العملية تُعيد نفسها مع وجود ثورة اقتصادية في المنطقة والعالم، فهناك العديد من وكالات الإعلان وعدد لا يُحصى من الشركات التي تريد أن تحجز مساحة وتضع لها قدم في خضم هذا السوق المتلاطم من المنافسة، ووصلنا إلى وضع يريد الكل أن يبيع نفس المنتج وبنفس الطريقة، دون أن تكون هناك هويّة جاذبة للفرد ليعيش ويتفاعل مع الماركة، لقد أدى التسابق بين الشركات إلى حجز المساحات إلى توالد الأفكار المكررة “كليشيه”.
فبالرغم من وجود هذا الكم الهائل من الإنفاق الإعلاني إلا أن مرحلة الإبداع في الإعلان لم تتضح ملامحها بعد، ونعتقد أنها مسألة طبيعية في هذه المرحلة شريطة أن لا تطول مدتها، فالتطور الاقتصادي يؤدي إلى مزاحمة في تقديم الصور (الإعلانات) عن الشركات نتيجة تسارع الوقت وقصر التجربة عن النظر إلى مستويات مختلفة من الإعلان في الخارج، ويبدو أن المسألة تعدّت عقد إتفاقيات ثنائية بين الشركات ووكالات الإعلان لتكون محل إعادة نظر في طبيعة العلاقة القائمة بين الجهتين ونتاج الصورة المقدمة للفرد.
“ليس من المهم ماذا تبيع، بل ماذا تشعر بأنك تريده، وهذا ما نحتاجه في إعلاناتنا، شيء من قبيل السحر والخيال. وهو ما جعل مخازننا معروفة بأنها “مسرح”، لأنهم إن لم يكونوا مهتمين ومتأثرين ، فكيف السبيل إلى دعوتهم لمخازننا؟”
هذا ما ذكره السيد “توماس لاندجرين” مدير ومبتكر شركة “ذا ون” للأثاث في معرض حديثه عن مستوى الإعلان في المنطقة والعالم.
وقد صدم مستمعيه أثناء إلقائه كلمته في ندوة “ميديا اند ماركتينج” بدبي عندما قال إن “صناعة الإعلان تحتضر” ، ولا نعتقد أن “
الأمر مبالغ فيه إذا عرفنا مقدار الجهد المتواضع جداً من الإبداع المدروس الذي يتم توظيفه في صناعة الإعلان بالمنطقة. فالإعلان هي معادلة تقدم من خلالها المنتج أو الخدمة أو الرسالة للفرد ليتفاعل معها، لتكون جزءً من حياته كرسالة وصيغة جمالية إبداعية، بدل أن تكون “ضيفة ثقيلة الظل” تلاحقك أينما كنت برسائلها التقليدية وبألوانها الفاترة وبأفكارها التي لا تقدم الشيء الجديد المبتكر، وتلك العناصر المفقودة في معادلة الإبداع وصناعة العلاقة بين الفرد والإعلان.
ومن الجدير بالذكر هنا هو أهمية فهم العمليات التي يتأثر بها الفرد في علاقته بالمؤثرات البصرية والسمعية للإعلان، وهي مجموعة مختصرة ففي كلمة
“AIDA”
والتي ترمز للتالي:
1. Attention لفت الإنتباه، عامل ضروري لضمان استمرار عملية التفاعل بين الفرد والإعلان.
2. Interest يجب أن تكون الرسالة الموجهة موضع إهتمام الفرد.
3. Desire تولّد الرغبة في الفرد لتلبيتها من خلال الإعلان.
4. Action البدء بالفعل من خلال شراء المنتج أو استعمال الخدمة أو التفاعل مع الرسالة الموجهة في الإعلان.
(translated into English by Ali Al Saeed)
Following me wherever I go, at the workplace, at home, out on the streets, as it wants me so bad, wants to provoke me, get a reaction from me, at least to throw a glance at it, just one glance, and I was helpless, I had to oblige. It was impossible to keep looking away, avoiding it, I couldn’t keep my eyes closed.
Those advertisements. Filling every inch of our world, every spot, every space. No matter where you turn your head. They are there staring right back at you. And if there was one empty space, it would be only a matter of minutes before it was branded with yet another advertisement.
The constantly book advertising spaces are a result of the ongoing architectural development and economic openness in Bahrain and the region. And that is reflected in the annual spenditure by companies and business on advertising which witnessed a significant increase over the past few months. According to chairman of Marcom Gulf Advertising, Ahmed Al Muqla, Gulf spenditure on advertising in 2007 has reached a total of US$5.7 billion, compared to just US$4.5 billion the previous year, representing an increase of 20%, while spenditure on advertising in Bahrain totaled US$123 million in 2007.
Similarities can be drawn at this stage between this era of advertising and the period when oil was first discovered in the region. As a result of that, many firms and companies sprung up, but few managed to survive and sustain themselves. I see this repeating itself now with this new economic revolution in the region and the world as there are many advertising agencies and even more companies fighting fiercely for those same advertising spaces, so much so that we have arrived at a point where everyone wants to sell the same product in the same fashion without having a unique identity with which the individual can interact and relate to. This fierce rivalry between companies can be blamed for many of the current “clichés” within the advertising industry.
But in spite of that enormous financial influx into the industry, the creative aspect of it has been lagging behind, perhaps even suffering from it. This, again, is natural considering the circumstance as well as the period of time, as long as it does not stretch any further. The economical progression is in effect having a direct impact in how these advertisements are presented, once again, due to the competitive nature of the advertising companies, always in a race against time to be the first to reach the top. So much so, that it is now essential to revaluate the working relationship between companies and their advertising agencies to ensure a better product.
“It’s not important what you buy; it’s what you feel you want. That’s what we need in our advertising, something magical,” said founder of The One stores, Thomas Lundgren, “That’s why our stores are known as ‘theatres’, because we need to excite our own people because if they don’t get excited how do we get the people to come to our stores?” He added.
Mr Lundgren was addressing the 2007 Media & Marketing forum in Dubai when he shocked all present with his controversial quote “Advertising is dying!” which is a valid argument seeing that the creative input employed by the advertising agency currently can only be described as humble at its best. Advertising is an equation that presents the product, brand or service in a way that interacts with the consumer to the point of it being an impartial creative message, and avoids being “the unwelcome guest at the party” so to speak.
It is noteworthy to mention at this time the importance of understanding the basic and fundamental elements that have a direct influence on the individual which are known simply as the AIDA Model, a term used to refer to the following:
ATTENTION: attract the attention of the customer.
INTEREST: Interest: raise customer interest by demonstrating features, advantages, and benefits.
DESIRE: Desire: convince customers that they want and desire the product or service and that it will satisfy their needs.
ACTION: Action: lead customers towards taking action and/or purchasing
The question regarding the size of spending into advertising remains, because without it being creative and innovative, the message at the end of the day will be lost and it will be no more than a loaded wagon that makes no noise.
“أنا شيعي، وأنت سني، ما الفرق؟”، يقدم سؤال “الفرق” هذا نتيجة طبيعية لتركيبة المجتمع، من خلال “فسيفسائه” المتوقع والمنطلق من معادلة كونية ثابتة لا تتغير، “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم”، وبهذا النداء السماوي يفهم الإسلام معنى الإختلاف المتوقع والخاضع للفهم البشري الناقص، والتي تحركه وتُصيغه عوامل عدة، ويبقى المشترك في الحركة هو “الإقتراب” لا بمعنى الذوبان وهو ما لا يمكن تحقيقه، ولكن بمعنى “الإنفتاح” على الآخر في الفهم والسلوك والمفهوم “لتعارفوا”، ليكون المقياس في العمل هو الفيصل في الحكم “أتقاكم”. فالمجتمع مكون من جماعات مصالح أو انتماء أو اعتقاد. ومن الطبيعي أن يشعر كل فرد بتعاطف أكبر مع الأفراد الذين يشاركونه المصلحة أو العقيدة أو الثقافة أو الموقع الاجتماعي الذي يحتله. (1) وتمثل “الطائفة” أجلى صور “التجمع” و”الجذب” المستند على مشتركات دينية وفكرية وثقافية وسلوكية معينة، ولها طابع خاص يميزها عن بقية المدارس الفكرية الأخرى، وتكون بمثابة “المجتمعات المسيّجة” التي تخف أو تشتد عقبات الدخول إليها اعتماداً على “إنفتاحها” و”تقبلها” للآخر، لتكون أرقى مستويات الطائفة عندما تتحول إلى المفهوم القرآني “قل ادعو إلى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة” أي بالمنطق وأسلوب التقديم. والطوائف أمر طبيعي لا بد منه، وهو ناتج عن اختلاف الفهم البشري للنصوص المقدسة السماوية، فبالرغم من “وحدوية” الرسالة المسيحية إلا أن وجود المذاهب المسيحية تعكس “النوافذ” التي تم فتحها لفهم المسيحية، والأمر سيان في الرسالة الإسلامية، فالنوافذ وصلت إلى 72 “ستفترق أمتي إلى 72 فرقة”، وأكبر نافذتين ماثلتين للعيان في العالم الإسلامي الآن، هي نافذتي الشيعة والسنة. فهل من اللازم “تكسير” نوافذ الآخرين، لتتم مشاهدة الإسلام عبر نافذتك فقط؟ أو هل من الضروري أن تفقأ إحدى عينيك لترى بعين واحدة وكفى؟! وجود الطائفية كواقع ممارس أمر لا بد منه ولا خوف منها، ما دامت تعكس التنوع والإختلاف الإنساني، وهي –أي الطائفية- بمثابة حقول مغناطيسية تجذب أتباعها كبرادة الحديد، ويزداد اتباعها كلما زادت قوتها الجاذبة، ووجود تلك الحقول المغناطيسية في المجتمع لا تشكل خطراً مادامت مساحتها تنحصر في الميدان الاجتماعي كممارسة ديمقراطية للشعائر والإنتماء الفكري، وينتقل التعامل مع “الطائفية” من خطاب “الواقع” الذي لا بد منه إلى خطاب “التصدي” لها والذي لا مناص للمجتمع أو الدولة إلا القيام بتلك الخطوة، في حال تداخل “الحقول المغناطيسية” واقترابها من بعضها البعض وخصوصاً إذا كان نمط الخطاب تنفيري، فإن النتيجة المتوقعة لتقريب قطبين سالبين أو موجبين هو “التنافر” لا محالة. ومن تلك المعادلة المتوقعة، دعا الإسلام إلى “الإنجذاب” إلى مغناطيس مشترك للابتعاد عن كل من شأنه أن يشوه الإسلام فهماً وسلوكاُ وفكراً من خلال “واعتصموا بحبل الله جميعاُ ولا تفرقوا”. ولا تشكل الطائفية خطراً على المجتمع إلا إذا تحولت إلى أداة “إقصائية” للأطراف الأخرى في الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، حيث يتحول المجتمع حينئذ إلى “كانتونات” لا يمكنك دخولها إلا عبر “كلمة سر” و”صك غفران”. ويذكر المفكر العربي “برهان غليون” بخصوص إسقاط الطائفية وغلبة مصلحة طائفة دون أخرى على السلطة “الدولة” بالقول: (استخدام الولاء الطائفي للإلتفاف على قانون المساواة وتكافؤ الفرص الذي يشكل قاعدة الرابطة الوطنية الأولى، وبالتالي لتقديم هذا الولاء على الولاء للدولة والقانون. وتحويل الدولة والسلطة العمومية من إطار لتوليد إرادة عامة ومصلحة كلية، إلى أداة لتحقيق مصالح خاصة وجزئية. إنها تشكل ما يشبه الاختطاف للسلطة السياسية التي هي أداة تكوين العمومية لأهداف خصوصية. إن الطائفية تنشأ عندما تنقل إحدى هذه الجماعات هذا التضامن والتكافل إلى مستوى الدولة).(2) وبعبارة أخرى يتم دق ناقوس الخطر عندما يتم إنتقال مغناطيس الطائفية في المجتمع ومكانه أمر طبيعي إلى ساحة الدولة ومؤسساتها، حيث تتحول الطائفية حينئذ إلى أداة جذب كبيرة لمنتسبيها، وخصوصاً مع وجود أدوات قوة ومتمكنة من خلال وجودها في تلك المؤسسات؛ وبالتالي تكون النتيجة سقوط عناوبن المساواة والعدالة والكفاءة والموضوعية والمنافسة النزيهة، لتتحول الدولة إلى مركز سلطة ذات لون واحد لا أكثر. وبالتالي ينحرف مفهوم الدولة بذلك عن كونها سلطة عامة تضمن وحدة نسيج المجتمع باختلاف طبقاته وطوائفه، إلى “شركة خاصة” تضمن المصالح الخاصة والمنافع لفئة دون أخرى، وبالتالي تعزيز الجذب الطائفي السلبي، حيث يميل كل فرد وبشدة إلى طائفته للاستناد عليها “للاستقواء” على وضع التمييز ضدها. فهل ستبقى مغناطيس الطائفية الطبيعية في المجتمع، أم تتعاظم وتتكاثر في مراكز السلطة السياسية والاقتصادية في البلد لفئة دون أخرى ليتنوع الخطاب “المنفر” ونصل إلى مرحلة تكسير الحقول المغناطيسية التي تنتهي إلى “برادة حديد” متناثرة دون هوية؟
(1) برها ن غليون، مجلة الآداب البيروتية كانون الثاني 07
قراءة في الرسوم الدينية
النبيان موسى ويوسف في شركة “دريم ووركس”
جعفر حمزة
” ما زالت التقنية الحديثة في الإنتاج الكرتوني للأفلام تقدم أكثر من مجرد صورة، فهي تحاكي المشاعر وتنسج الأحلام، بل وتصيغ التاريخ وتعرضه من جديد”. لم يكن الحديث فضلاً عن التنويه بالحقائق التاريخية الدينية في تاريخ السينما الأمريكية بالخصوص بأمر يمكن الدخول فيه بسهولة، فمن خلال أشواط متعددة في “الجرأة الدينية السينمائية” في الطرح مثلّت بيئة خصبة لكسر “الطوق الديني” الذي كان منسوجاً من قبل التزام كان جزء من البيئة الأمريكية في فترة من الزمن. واستعراض التاريخ الديني كان كلاسيكياً في كثير من الأحيان عبر السرد المستند على الكتب المقدسة أو الروايات الدينية، وفي قليل من الأحيان كان إبداعياً في طرح الصورة والفكرة، إلا ن القاعدة المشتركة لكل تلك الأفلام هو عرض المقدس من خلال دور السينما، وانتقلت مرحلة الأفلام الدينية لتدخل عصراً جديداً لم يكن معهوداً من قبل لا من ناحية التقنية ولا من ناحية السرد القصصي المحكم، والذي دخل إلى عالم الأطفال وتعداه إلى الكبار من خلال أفلام “الأنيميشن”، فهل هي مرحلة جديدة ترسم ملامحها بعض شركات الإنتاج السينمائي العملاقة لتكون “الأب الروحي” لصناعة جديدة من التاريخ والدين عبر الصورة الكرتونية؟ “أعمال الأحلام” هي الأيقونة التي بدأت في تأسيس فعلي لمفردات السينما الدينية الكرتونية – إن صح التعبير-، فشركة “دريم ووركس” التي تأسست في عام 1994 بتعاون كل من المخرج الشهير “ستيفين سبيلبيرغ”، “جيفري كاتزينبيرغ” و”ديفيد كيفن”، تعدت عملها كشركة لتصنيع الأفلام ومنها أفلام “الأنيميشن” لتكون منتجة لأفلام التلفزيون، والشبكات التلفزيونية في أمريكا، بالإضافة إلى الفيديو المنزلية الترفيهية.
“أمير مصر” بين الحقائق التاريخية والميول الدينية:
رسمت شركة”دريم ووركس” منهجها الكرتوني في المساحة الدينية من خلال إنتاج أول فيلم ديني كارتوني يتمتع بقوة إبداعية تأخذ بالأبصار نتيجة التركيبة الممتازة والاستخدام الأمثل للون والإضاءة والصوت والسيناريو، حيث يُعتبر فيلم “أمير مصر –برينس أوف إيجيبت ” وهو من إنتاج سنة 1998م تُحفة فنية تأخذ ببصرك وسمعك وكل أحاسيسك بغض النظر بكل ما تعتقد حول نبي الله موسى (عليه السلام)، حيث أن ما تشاهده هي الصورة التي امتلكت القوة لتكون حاضرة بين يديك، والقصة مُصاغة بطريقة ممتازة وحبكة أحداث لا تستطيع أن تدير وجهك عنها حتى تُنهي الفيلم بأكمله (مدة الفيلم 93 دقيقة)، ونحن شخصياً شاهدناه أكثر من خمس إلى ست مرات لما فيه من إبداع لا يسعك إلا النظر إليه، وهناك الكثير مما ورد في القرآن الكريم فيما يخص المعجزات التي أجراها الله تعالى على يد نبيه موسى (عليه السلام) من الضفادع والقمل والدم والجراد والجفاف فضلاً عن انقلاب العصا إلى ثعبان عظيم وانشقاق البحر وهو أقوى المشاهد التي يقف معها شعر الإنسان. (تحكي قصة فيلم “أمير مصر” على إظهار سيدنا موسى كداعية للحرية لشعب بني إسرائيل ضد استغلال واضطهاد المصريين القدماء الذين هم “نازيو القرون الماضية”!. والفيلم يبدو في مظهره بريئًا، ولكنه مخادع أشد الخداع، بما يبثه في وعي المشاهد، من خلال الإبهار البصري اللوني والضوئي والسمعي الموسيقي والمرئي والحوار من خلال التشكيل الفني للحركة، واستخدام الشخصيات الكرتونية التي تضفي البراءة على الشخصيات الإسرائيلية، واستخدام الخطوط الحادة المقوَّسة، التي تبرز ملامح القسوة والعنف على الشخصيات المصرية!)، وهذه المقولة تعني بعبارة اخرى تزوير لحقائق تاريخية قدمها الفيلم بدون أدنى دليل، يقول الأستاذ عبد الحليم نور الدين الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار وعميد كلية الآثار جامعة القاهرة فرع الفيوم في كتابه “آثار وحضارة مصر القديمة”: ( أن السينما الأمريكية قد اسهمت بدور كبير في الافتراء على التاريخ المصري ضارباً المثل بالفيلم الذي دعمه “ستيفن سبيلبيرغ” (أمير مصر). ويقول نور الدين: ( إن كل من شاهد الفيلم الكرتوني “أمير من مصر” للمخرجين برندا شابمان، ستيف هكنر وسيمون ويلس، يعتقد أن المصريين كانوا يدبرون مؤامرة لبني إسرائيل، حيث حرص الفيلم على تصوير جداريات وهمية تسجل قتل أبناء اليهود، وهذا افتراء واضح فلا توجد لوحة أو بردية أو رسم يشير إلى ذلك إلا في خيال المخرج”.
“ستيفن سبيلبيرغ” رسول يحمل الكاميرا
( وُلد ابني يحمل الكاميرا بيد والتوراة باليد الأخرى) تلك مقولة منسوبة لوالدة المخرج الأمريكي الشهير “ستيفن سبيلبيرغ” وهو أشهر من نار على علم، حيث أُشتهر بأفلامه الضخمة المتنوعة والإنسانية، منها فيلم “الفك المفترس” و “الحديقة الجوراسية” و”التيرمنال” وآخر أفلامه هي “حرب العالم”، ما يضع الكثير من علامات الاستفهام التي تتبدد عندما نقترب من الرؤية السينمائية الخاصة لهذا المخرج حول بعض القضايا الحساسة، ومنها القضية الصهيونية، وتعاطفه الملموس مع مدعيات المحرقة النازية لليهود، وذلك عبر إخراجه لفيلم “قائمة شليندر” التي تدور أحداث الفيلم حول تلك المدعيات، وترسم هذه التوجهات الرؤية العامة التي تنسج الحركة المميزة لسلوكه السينمائي في الإخراج. كان “سبيلبيرغ” من المؤسسين الأوائل لشركة “دريم ووركس” التي انتهجت سلوكاً تقنياً ميّزها عن غيرها، فهي من الشركات التي عملت وطورت تقنية (كمبيوتر جينيريتد- سي جي)، ويبدو أن ثنائية التقنية الحديثة والإبداع الإخراجي كانتا الذراعين التي مكنتا “سبيلبيرغ” في تقديم “رؤيته التوراتية” الخاصة بأسلوب “الأنيميشن” الذي لم توظفه بقية شركات الإنتاج الأمريكية كمثل الذي عملته “دريم ووركس”. ويبدو أن المقولة المنسوبة إلى والدة المخرج لن تكن اعتباطاً او لغواً، حيث تثبت تجربة هذا المخرج المخضرم صحة الرأي القائل بأن “سبيلبيرغ” ما كان إلا رسولاً يحمل كاميرته بين يديه، في إشارة إلى التوجه الفكري الديني في بعض أفلامه، فهل تتكرر نسخ “سبيلبيرغ” عبر الرسوم المتحركة كمنفذ أولي لسبيل بات خصباً لتقديم الحقائق التاريخية أو تحريفها!
يوسف ملك الأحلام!
إحدى الروائع التاريخية الدينية التي أنتجتها شركة “دريم ووركس”، تحكي قصة الفيلم الكارتوني قصة صبي امتلك موهبة رؤية المستقبل في منامه، وبسبب تفضيل والده له دون أحد عشر أخاً مما كان سبباً لأخوته بأن يتخلصوا منه ويدعوا بأن الذئب قد أكله، وتتوالى الأحداث لتوصل يوسف إلى مُلك مصر بعد أن قام بتأويل ما رآه الملك في منامه، وأنقذ شعب مصر من المجاعة. يتميز الفيلم بالبراعة اللونية في الإخراج، والتركيب المكاني الجميل بالإضافة إلى الاستعانة بالغناء كعنصر جذاب للأطفال، يقول المحلل السينمائي “ستيفين د.جريدانيوس” بشأن المقارنة بين فيلمي “أمير مصر” و” يوسف، ملك الأحلام”، بأن فيلم “أمير مصر” أكثر من مجرد فيلم كارتوني للأطفال، بل أنه يخاطب الكبار أيضاً، سواء من ناحية الشخصيات أو السرد القصصي.
الكتاب المقدس بعيون كرتونية
بالرغم من انقطاع التواصل الديني الكرتوني بعد تجربتي “أمير مصر” 1998 و “يوسف، ملك الأحلام” 2000، فإن تسليط الضوء على ما هو شرقي لم ينقطع من خلال إنتاج أفلام تتناول التاريخ العربي “سندباد” 2003، ونعتقد أن الحصيلة الدينية بصورة كرتونية ستكون على موعد معنا في قصص قد تلامس الخطوط الحمر لبعض الأديان والتاريخ لبعض لشعوب التي لم تسلم من تزوير تاريخها من قبل “هوليوود” فلا أقل من المساس بذلك التاريخ وإن كان دينياً بصورة كرتونية.