الرئيسية

  • رجل العزيمة والشغف الحقيقي و”الفوط الصحية”!

    يتناول الفيلم قصة رجل هندي، قاده الحب لمصارعة أعراف وتقاليد همّشته وعزلته، لكنه واصل دون توقف، وكان دافعه حبه لزوجته العميق.

    “لاكشمي كانت” الذي يمثل دوره أكشاي كومار، عن توفير الراحة لزوجته بعد أن أدرك حجم المعاناة للنساء أثناء مرورهن بالدورة الشهرية.

    وتحرك ضمن محاولات عديدة لصناعة فوط صحية نسائية عملية ورخيصة الثمن، فقد كان غلاء الفوط الصحية التي يصل سعرها إلى ٥٥ روبية.فضلاً عن الجوانب الصحية السيئة التي تصيب النساء بسبب عدم استخدامهن الفوط الصحية، دافعاً له للبحث عن حل لزوجته وللنساء عموماً، مع العلم أن ١٢٪ من نساء الهند يستخدمن الفوط الصحية فقط.

    فلك أن تتخيل حجم المعاناة الصحية للاتي لا يستخدمنها من أمراض عقم بل وحالات وفاة.

    قصة ملهمة ترسم ملامح كثيرة لرائد العمل الحقيقي، والذي يكون دافعه الشغف لحل مشكلة، والسعي إلى ابتكار طرق مختلفة ومتنوعة لحلها دون توقف.

    قصة لكل رائد عمل ينشد إحداث التغيير من حوله. هي قصة حقيقية تثبت أن الشغف هو أكبر معلم ودافع للابتكار والإنجاز.

    “لاكشمي” فاز بجائزة الابتكار على مستوى الهند، وألقى خطاباً في الأمم المتحدة وتم تكريمه من رئيس الهند.

    لكن الطريق لم يكن معبدا بالورد أبداً.

    فقد أُتهم بالجنون ومحاربة التقاليد، وامتعاض أهل بيته منه، فضلاً عن هجرته من قريته ليلحق شغفه دون توقف، وتكون رؤيته هو تقديم المساعدة لكل امرأة في الهند، بدء من زوجته وأخواته ونساء قريته.

    هذا الفيلم يعطيك خارطة طريق من نوع مختلف ومميز ومبني على قصة واقعية وأحداث تدور في أحد أكبر دول العالم كثافة سكانية وتنوعاً ثقافياً وتحديات لا تحصى. ومع كل ذلك وقف “لاكشمي” صامداً صابراً شغوفاً حتى النهاية.

    واستخدم التفكير التصميمي بعفويته، واعتمد مبدأ التجربة والخطأ حتى نجح، وأنسن رسالته دون طمع في مال أو شهرة حتى لمع نجمه، واتبع شغفه وكان وقوده الذي لا ينتهي.

    تلك هي المبادئ الحقيقية والجوهرية لكل رائد عمل أينما كان.

    وللعلم فإن “لاكشمي” ليس لديه شهادة جامعية أبداً، وكانت شهادته إصراره على التغيير.

    وباع الفوط الصحية بروبيتين فقط، وساهم في توظيف الكثير من نساء الهند في صناعته.

     

    فيلم ينبض بالحياة والنقاء ودروس مكثفة ينبغي على كل رائد عمل أو ناشد للتغيير أن يشاهده ويستلهم منه.

    هنا خطاب لاكشي في تد:

    https://www.ted.com/talks/arunachalam_muruganantham_how_i_started_a_sanitary_napkin_revolution?language=en

  • الجامعات بين قطار الفحم والرصاصة

    المعرفة لم تعد وقفاً لأحد بعد الآن، فما تود أن تعرف أصبح مشاعاً من خلال منصات مشتركة يكون صانعوا المحتوى فيها روّادها، كموقع ويكيبيديا والذي لا يرتضي لنفسه أن يكون تجاريًا، فلا غرو أن لا يوجد به إعلان واحد حتى هذه اللحظة، ولو أراد لظفر!
    وأصبحت منصات التعليم تتكاثر حتى تحتار فيما تختار، بدء من خان أكاديمي مروراً ب

    Udemy

    و

    Masterclass

    والقائمة تتوسّع، ولئن كان الحضور العربي ضعيفاً ولا جديد في ذلك.
    فما دامت مثل هذه المعرفة متوافرة وعلى يد مختصين، وبين المجان وأسعار زهيدة جداً. فلا بد من مراجعة صريحة لأنظمة التعليم الجامعي عندنا.
    هذا التدفق المعرفي المركّز، والذي يمنح الكثير منها شهادات احترافية، وبعضها من جهات أو جامعات لها وزنها الأكاديمي، إذ يشكل تحدياً حقيقيًاً لمنظومة التعليم الجامعي الكلاسيكي المبني على هيكلية لا تتسم بالديناميكية والحيوية اللازمة.

    ودليل ما نقول، قياس مخرجات الطلبة من جامعاتنا.
    هي واحدة من إثنتين، إما خلل في سياسات سوق العمل، أو ضعف في المناهج التعليمية، وإلا ما كان عندنا ما يسمونه “فجوة المهارات”

    Skills Gap.

    ولو نحسبها بالأرقام، لكان خيار المنصات الرقمية متفوقة على نمط الجامعات الحالي بلحاظ التنوع المعرفي والتحديث الدائم والتركيز على المعلومة المقدمة لتكون عملية وفاعلة، فضلاً عن ميزات المرونة والوقت.
    وقد ساهمت الجائحة في الدفع للنظر بجدية أكثر لأنظمة التعليم لدينا.
    يمكن لكل جامعة إعادة حساباتها بالاستثمار أكثر في التعليم الرقمي التفاعلي، بتوفير المواد المستحدثة مع المتغيرات واستخدام منصات تفاعلية، مع الإمكانية الهائلة في تزويد الطلبة بالمتخصصين في مختلف المواد الأكاديمية والعلمية، وبتكلفة أقل بكثير مما هي عليه الآن، بلحاظ إسقاط مصاريف السكن والتذاكر والمعيشة بشكل عام، إن كان الأمر معتمداً على التعليم الرقمي عن بعد.

    ومن جانب الطلبة هناك ما يمكنني أسميه أسلوب مراحل اللعبة، فعندما تنتهي من مرحلة في لعبة معينة يمكنك المضي قدماً للدخول في مرحلة ثانية وهكذا، اعتماداً على مهاراتك ليس إلا.

    فلنتخيل السيناريو المبتكر التالي:

    كل شخص يمكنه الدراسة في الجامعة الرقمية، سواء لخريج المرحلة الثانوية أو حتى موظف أو باحث عن عمل أو ربة منزل.
    هناك مواد أساسية يتم تقديمها مجاناً بلا مقابل، ومن يمكنه تخطي المستويات المقدمة يظفر بفرصة الترقي في المستوى للحصول على شهادة بمستوى أرفع وهكذا.
    بمعنى آخر هناك شهادة أساسية يمكن لربة البيت كما للطالب أن يأخذاها، ومن يمكنه تجاوز اختبار كل مستوى يمكنه التقدم لمستويات أرفع.

    كل المستويات تكون بأسعار رمزية، وفي متناول الفقير والغني على حد سواء.
    إن هدف الجامعات تخريج عقول ديناميكية مبتكرة، ولا يكون ذلك إذا كانت العقلية السائدة، هو تحويل الجامعات لأنموذج البقرة الحلوب في استحصال الرسوم من الطلبة من جانب، وأنموذج الضرع الجاف عندما يدخلون سوق العمل.

    إن العقول المبدعة وذات المنهجية الفكرية المميزة تكون بيئتها الجامعات، لتبتكر وتنتح وتقود.

    إن المنصات الموفرة للمعرفة تتكاثر وتتنوع، فهل جامعاتنا لها القدرة على ضبط نموذج الأعمال لديها؟
    لتكون متماشية مع المتغيرات المتسارعة ومع وفرة منصات المعرفة، ومن يظفر بالمعرفة من منصات ومصادر رقيمة أخرى، وتقبله غوغل وغيرها، فإن الأفق مفتوح، ولن يكون بعد اليوم في نطاق جغرافي محصور، وإسقاطات ذلك كبيرة إذا ما كانت العقول البحرينية الشابة القادمة معتمدة على الرقمنة التعليمية وتعمل لشركات أجنبية وهي لم تغادر حتى عتبة بيتها، وهنا كمية هدر وطنية، لن ندرك تبعاتها إلا بعد فوات الأوان.


    ومع استمرار الوضع الحالي، لن تكون الجامعات سوى قطار يعمل بالفحم، قبال القطار الرقمي “المنصات المزودة للمعرفة والشهادات الاحترافية”والذي يشبه قطار الرصاصة الذي يبلغ سرعته 350 كلم/الساعة!

    فهل يستمر هذا الهدر في المال والوقت والجهد بمنهجية تقليدية عفا عليها الزمن السريع أو يتم التوجيه لتحوير نموذج العمل للجامعات للتوجه للرقمنة بشكل أكثر مرونة وذكاء وتنوع وتخصص وتوسّع، لبناء مجتمع متعلم مرقمن منتج؟

    والأغرب أن القائمين على الجامعة يعيشون سرعة المعرفة في هواتفهم لكن الزمن يتوقف عند بيئة أعمالهم!

    كأننا نعيش فعلاً شيزوفرينيا برضاً وتسليم!

    هنا بعض التصورات والتي يمكن أن تكون ممكنة أو على الأقل تستحق التأمل ودراستها في مجال المعرفة الجامعية

    ما هو الفصل الأبيض

    White Chapter

    مقترح تم تقديمه لكل من جامعة البحرين وجامعة البوليتكنيك في المواد التسويقية والإعلام، ويتلخص بإفراد فصل في المنهج الدراسي، تتم كتابته من قبل الطلبة!

    نعم الطلبة، كون وتيرة التطورات في كثير من المجالات تتسارع، ولا يمكن للنسخ المطبوعة أن تتماشى مع المتغيرات ولن يمكنها. فالحل أن نفرد مساحة للطلبة، وهم أسرع تلقياً للتغيرات في العالم الرقمي من أساتذتهم، بلحاظ سلوكياتهم اليومية، إن لم تكن جزء من هويتهم حتى. ويكون الرهان على أن يتم مقايضة المعرفة من الطلبة المقدمة لهذا الفصل الأبيض بمقابل درجات جامعية

    Credits

    وهكذا يكون لدينا محتوى مكون من شقين، ثابت ومتحرك: الثابت من الجانب النظري، والعملي والذي يساهم فيه الطلبة بتجاربهم ورؤاهم.

    Certificate Knowledge Based

    الشهادة على حسب المعرفة 

    ما المانع من تقديم شهادة أكاديمية لمن يمكنه خوض امتحان اجتيازها؟ ولم شرط أن يأخذ كل المواد إن كانت له المعرفة بها؟ ما دام الهدف هو استحصاله للمعرفة، النظرية منها والعملية.

  • الأوريغامي المقدس، تأملات قرآنية معاصرة. تنزيل مجاني

    ليس هناك كتاب كلما قرأته أردت المزيد منه القرآن، ولا غرو في ذلك، فهو كلام الخالق، وهو متجدد وهذا سر إنجذاب علينا الاقتراب من فهمه، لنكتشف أن ما بين يدينا أعظم سِفر، ينتظر منا تدبره والتعمق فيه، للوصول إلى التغيير الأكبر بدء من تغيير الداخل حتى الخارج لنكون “ممن يعمر الأرض”.

     

    الرجاء الضغط لتنزيل الكتاب، ولا تنسوا قراءة الفاتحة لروح المرحوم الوالد الحاج حمزة محمد زيد، جعله الله في ميزان حسناته.

     

  • بين صناعة المعرفة واستخدامها في الأزمات.. أين نحن؟

    دفعت الأزمة للتشارك المعرفي أكثر من أي وقت مضى، فبات ما كان له ثمن “مشاع” الآن بين يدي الجميع، ليتعلم وينهل مما يود معرفته بالمجان.

    كتب ومجلات ودوريات وتطبيقات وبرامج وفعاليات رقمية ودورات وورش ومحاضرات، تدفع مالاً للظفر بها، أصبحت “متاحة” للجميع دون استنثاء. أو على أكثر التقادير باتت بثمن أقل بكثير مما كانت عليه.

    هذا التوجه والزخم المعرفي المتدفق “المجاني”

    ترجمة جميلة للتكاتف البشري وفرصة ذهبية لرفع الحصيلة الذهنية أكثر من أي وقت مضى.

    فباتت صناعة المحتوى تعمل على قدم وساق، سواء فيما يتعلق بالتعامل مع الأزمة في جميع جوانبها الصحية والنفسية والعملية والاقتصادية وغيرها.

    أو بالمجمل العام في المعرفة بمجالاتها المتنوعة، فتظفر من مواقع تقديم الدورات عروضاً لم تكن من قبل، وولوجاً لمصادر معرفة كمكتبات كان لا بد لك من اشتراك ودفع لتحظى بفرصة الإبحار في مصادرها.

    كل ذلك وأكثر بات “بدون مقابل” أو قريب من ذلك.

    قد يعتبره البعض تسويقاً ذكياً لربط الناس ببعض العلامات في وقت الأزمات، وهل هناك وقت أكثر مثالية من ذلك؟!

    وآخرون قد يعتبرونه مجرد “مساهمة” في مساعدة الناس في هذه الأزمة ليس إلا.

    وسواء كان تسويقاً أو مساهمة، أو ربما غير ذلك، إلا أنه من المؤكد، أن ترك بصمة “معرفية” في وقت الأزمات سيكون لها صدى مؤثر على مُقدِّم المعرفة ومُتلقيها، وتتم بناء العلاقة بينهما بشكل تلقائي.

    وهنا بيت القصيد.

    أن تتوطد العلاقات أكثر عبر تشارك معرفي بين العلامات التجارية والجمهور.

    قدمت أمازون الكتب الصوتية للأطفال مجاناً، وقائمة طويلة من شركات البرمجيات والتطبيقات والمكتبات وغيرها ساهمت بتقديم ما في جعبتها مجاناً للعالم.

    وقبل الأزمة كانت صناعة المحتوى تنهمر دون توقف، وفي الأزمة، تضاعفت صناعته بإفراد عنوان خاص بفيروس كورونا والعيش وقت الأزمات، مع تنوع في المحتوى المقدم من مقالات ومواقع إلكترونية وفيديوهات وصوتيات وورش عمل ومحاضرات، كون دورة صناعتها قصيرة وسيأتي بعدها كتب سواء انتهت الأزمة في غضون عام أو طالت.

    كل ذلك يدفعنا للعمل على أن نكون إما صانعين للمعرفة أو متلقين لها وعاملين بها.

    إن السلوك اليومي الجديد بسبب الأزمة شكل بيئة خصبة لكل من مُرسل المعرفة ومستقبلها على حد سواء.

    وكما أتاح الوضع وفرة معرفية فقد زاد بالمقابل رتم تخمة الترفيه بأشكال مختلفة أيضاً.

    وما بين المعرفة والترفيه يكون الصراع على من يأخذ نصيب الأسد من رأس مالنا الثابت “الوقت”.

    فإلى من نهبُ وقتنا له، ليكون استثماراً مُجدياً ومؤثراً وقت الأزمة وما بعدها؟

    إن قدرتنا كبشر على التكيف كبيرة جداً وهبة إلهية حقيقية، وقدرتنا على التحمل تجعل من تجاربنا تراكمية، لنبدأ في كل مرة بنقطة مرجعية point of reference مختلفة وأعلى درجة من ذي قبل.

    فهل لنا القدرة مع الرغبة في أن ننهل من مصادر المعرفة المحيطة ونغير مرجعيتنا الفكرية في أمور نعتبرها من “المُسلمات”، لتبدأ بمراجعة جادة في كثير من مُخلفاتنا الفكرية كالتمييز والعنصرية والأنانية وضيق الأفق وغيرها من معوقات التقدم البشري، برغم وجود هذا السيل المعرفي المهول بين أيدينا؟!

    هل نحرّك بشريتنا بشكل أكبر لنبدأ صناعة التغيير المبنية على مركزية الإنسان human centric

    فعلاً وترويجاً وصناعةً وتفاعلاً وإلهاماً مع مراجعة حقيقية لعلاقتنا الثنائية كبشر.

    أو ستكون الأزمة مجرد ذاكرة سيئة بعد مرورها ونعود لما كنا عليه قبلها؟!

    جعفر حمزة

    ‏BOXOBIA

  • كوكا كولا وكورونا . بين تسويق الوهم وتسويق الخوف

     

      بين نظرية بافلوف والفومو، مساحة عميقة جداً وواسعة، ما زلنا نعيشها وتشكّل سلوكياتنا تجاه أنفسنا وكل ما يحيط بنا.

    وما بين الدوبامين والكورتيزول مساحة استثمار كبرى معتمدة على كفتي السعادة والخوف، وقد وضع المسوقون المحترفون أيديهم على هذه المساحة ليحدثوا الفعل المرتجى الذي يدر على بضاعتهم ما يودون.

    ما بين كوكا كولا وكورونا .. علينا فهم أنفسنا أكثر.

     

    للاستماع للحلقة، الرجاء الضغط على الوصلة التالية:

    https://soundcloud.com/user-320829305/inwtmtaahzae

  • الساعة المقدسة .. من يصمد كثيراً، يكسب أخيراً

    إن ما نحتاجه ليس بالعسير، إلا أن كمية النوافذ التي نفتحها على أنفسنا كثيرة حد التخمة.

    علينا تشغيل مفتاح الإرادة فينا لننجز، ومع لحاظ كل ما نعيشه، فهناك من فمن يعيش “سامق -الساعة المقدسة” وهم قلة إلا أنهم هم محدثوا الأثر، وصانعوا المحتوى والتاركون لبصمتهم في زمانهم وما بعد زمانهم.

    للاستماع للحلقة، الرجاء الضغط على الوصلة التالية:

    https://soundcloud.com/user-320829305/ouw1uumbbido

  • منهجية إس إس بي لصناعة البراند .. لا تضع الحصان خلف العربة!

    جعفر حمزة – BOXOBIA

    يأتيني اتصالٌ من عميل يطلب مني “تصميم” هوية لمشروعه الجديد، وبعد الاجتماع به يتبين أنه وضع الهوية في ذيل قائمة المشروع. وكأنما هي القطعة الأخيرة من الأحجية التي يريد إكمالها لمشروعه.

    وقد نعتبر الأمر طبيعياً ومتوقعاً، لكن هناك ما يستحق إعادة النظر إذا ما أردنا بناء “براند” متزن، متناسق وقوي من الداخل ومتشابك بانتظام.

    فهذه القطعة الأخيرة قد يضطر صاحب المشروع لاستخدام المقص لقطع أطرافها ليتناسب حجمها مع بقية القطع التي أخذت مكانها من قبل بمعزل عن البراند، فيكون هناك خلل في الصورة النهائية للمشروع.

    فالـ”براند” يجب أن يكون حاضراً من البداية، لأنه سيكون في الواجهة تصميماً وتسويقاً وتفاعلاً مع الجمهور، ولا يكون ذلك إلا إذا كان في المحطة الأولى من المشروع وليس في وسطه أو نهايته.

    وكيف يكون ذلك؟

    عندما يتم عمل “الأحجية Buzzle “ تكون الصورة كاملة ومن ثم يتم عملها أجزاء للتركيب، والأمر يجب أن يكون بالمثل في أي مشروع، حيث يكون التصور كاملاً، وبعدها تكون مرحلة التنفيذ، لضمان وجود مشروع متكامل الأركان وواضح الملامح.

     

    وللوصول إلى ذلك لا بد من وجود مخطط مُسبق يتم العمل عليه، وهو ما اختصره بثلاثية SSB،

    أي Story, Strategy and Brand :

    أولاً: القصة Story، والتي تحمل القيم والهدفية وشخصية المشروع ومعرفة “لماذا؟” كما يقول Simon Sinek في كتابه           Start with Why والقصة تهب البراند روحاً لاستمرار صناعة المحتوى وتناسقه بشكل مستمر ومتناسق Consistency

     & Continuity وهناك البراند المبني على قوة الشغف الدافعة لمؤسس البراند وابتكاره مثل Adidasو Apple و Amazon

    1. ثانياً:  الاستراتيجية Strategy، وهي خارطة الطريق للمشروع، ومخرجات هذه الخطوة هي معرفة تموضع المشروع Positioning مقارنة ببقية اللاعبين في السوق وما هو وعده Promise لجمهوره الذي يُترجم عادة إلى الشعار الوصفي للهوية، والذي يسمونه tagline أو Mantra or slogan، مثل Just do it لبراند Nike
    2. ثالثاً: الهوية Brand، وهي تنقسم إلى جزئين، الأول البصري منه وهو Brand Visual Identity والذي يكون مستلهماً من القصة ومحاكياً للاستراتيجية، مثل شعار Apple، والجزء الثاني هو السلوكي، أو ما يسمونه بثقافة البراند Brand Culture، والتي يكون فيها تأصيل لقيم البراند عند الجمهور، وهو ما ينتج عنه تجربة المستخدم UX.

    إن ما نحتاجه عند بناء البراند ليس العمل بشكل متجزأ، وإنما بشكل تشابكي وبنظرة شمولية عبر SBB

    للحصول على براند متكامل الأركان، يتميز بالاستمرارية والاتساق Consistence and Contunity

    وخلاف ذلك، فإننا نكون قد وضعنا الحصان خلف العربة!