رابطة أدباء الكويت تستضيف جعفر ودميته

الدمية.. رحلة ما بين كفوف الصغار ورفوف المتاجر

«أوان»

أوقعت دهشة الدّمى القراء في حبائلها؛ فتلقفوا الإصدار الجديد من نوعه ليتداولوه بينهم بالسؤال والمداخلات في مقر رابطة الأدباء بالعديلية مساء أول من أمس. إذ انتهزت رابطة الأدباء فرصة زيارة الكاتب البحريني جعفر حمزة إلى الكويت للالتقاء به وإقامة حفل توقيع كتابه «أنا أحب دميتي-سيرة عشق الإنسان لصورته (الدمية)».
وتحدث الباحث الشاب عن بداية التماع الفكرة في رأسه لتمر التجربة بداية بمرحلة كتابتها مقالا مرورا بتقرير مطول لمجلة القافلة ووصولا إلى طباعته ككتاب، احتار البعض في تصنيفه بحثا أو رواية أو جنسا أدبيا جديدا لما تميز به من إخراج سردي سيطر عليه سحر الدهشة، ولمناكفته الفلسفة في المعنى واستناده على اللغة الشعرية في الكتابة.


وبيّن حمزة ما تعرض له الإصدار من منع بسبب استخدام الآيات القرآنية كاقتباس نصي، ومداخل للكتاب دون الدخول في باب التفسير والتأويل، ما جعله يبتعد عنها فيما بعد تجنبا للدخول في متاهات المنع والتحريم. ثم تناول الإصدار، مبينا اشتغاله الخاص بالتصميم والإخراج وبمساندة المصور علي الرفاعي بكل تفاصيله بدءا من الغلاف وحتى الصور المستخدمة والتي تقاطعت إحداها «صورة الغلاف» مع اللوحة الشهيرة لمايكل أنجلو التي تمثل اليد المقدسة، وانتهاء بصور الطفلة والدمى.
وما بين أغلفة الكتاب التي استبدلها الكاتب بمسميات الفصول توازيا مع حالة تلقف الدمّى وإزاحة أغلفتها غلافا غلافا للاستمتاع بها ليتحدث عن المئة صفحة التي ساير فيها رحلة اختراع الدمى ما بين مفهومها الاستعاضي عن القوة الكامنة في الآلهة قديما، وما بين الرغبة في اللعب والاستمتاع، تحدث عن مرحلة الطين والخشب والقماش واعتباراتها الدينية والاجتماعية ودلالاتها النفسية التي تصاحب حاملي الدمى منذ الحضارات القديمة الأولى ليعرض المفارقات عبر الحروب ومرور الأزمنة التي لم تنقطع فيها صناعة الدمى بالتمثل بالحرب العالمية الأولى واستمرار مصانع الدمى في تقديم هذه «السيرة المصغرة» للبهجة الإنسانية.
واستعرض حمزة مكانة الدمى في بلدان العالم والحيز الاقتصادي الذي تسيطر عليه، إذ أدهش الحضور بنسب التصنيع والاستهلاك مؤكدا على أهمية الدمية التي لم يكن البحث فيها والكتابة عنها شكلا ترفيا أو جهدا ضائعا، فقلة الكتابة حول هذا الموضوع عالميا ماهو إلا ابتعاد عن نقطة أساسية تكمن فيها أسرار الشعوب والقراءة في شكل مجتمعاته الكثيرة.
وركز حمزة في حديثه على الدمية الأشهر عالميا «باربي» وبديلتها العربية «فلة»، وسر نجاح الأولى على مدى نصف قرن من الزمن موضحا الأسباب التي جعلت منها باقية رغم حركات المناهضة في عقر دار تصنيعها وفي كثير من الدول، وشارحا سر منافسة الثانية لها في زمن قياسي واحتلالها مكانة مهمة من الاستهلاك والمبيعات دون إهمال المنافسة الشقراء «براتز» في هذه الحرب الثقافية المعلنة.
وفي إجاباته على مداخلات الحضور التي استفزه الكتاب استعرض حمزة التجارب العربية في الكويت ومصر والإمارات، والسلبيات والإيجابيات التي رافقت تلك التجارب، مبينا أهمية تصنيع دمى بخصائص ومواصفات عربية وتعكس الثقافة المحلية وتتضمن الميزات التي تؤهلها لأن تكون رفيقا يأتمنه الأهالي على خيال أبنائهم. ولفت الكاتب إلى رغبته بترجمة الكتاب إلى اللغة الإنجليزية وهي مشروعه الأول قد الإصدار باللغة العربية، مضيفا أن عملية البحث والتنقيح لم تنته رغم كل الجهد الخاص الذي بذله في التنقيب وجمع المادة العلمية.
http://awan.com/pages/kids/210861

Leave a Reply