جعفر حمزة ل”أريج”: من بين السماء و الارض تخرج”نبراس” بتصاميمها المختلفة

مجلة أريج، فبراير ٢٠١٠


ليس الإبداع حكراً على اشخاص دون آخرين، إذ استطاع العديد من البشر إثبات ذلك ، بعد أن آمنوا بقدرتهم على تحقيق أحلامهم و ثابروا حتى حققوا ما يصبون إليه، و بالطبع طريق الميل يبدأ بخطوة ، و لا بد من أن تفتح الباب حتى تستطيع الخروج إلى العالم الأوسع و ذلك ما فعله المبدع ” جعفر حمزة” الذي شارك مؤخراً في عرض أزياء “بولي مودا” الذي أقيم في جامعة البحرين بوليتكنك، بالعلامة التجارية “نبراس” التي ظهرت كما يقول حمزة ”نتيجة للتدافع الثقافي الحاصل بين ما هو مقدم من الغرب و ما هو مطلوب من الثقافة الاسلامية في تجديد آليات و استحداث و ابتداع طرق جديدة لها في الحضور”.

التقت مجلة أريج بالسيد جعفر حمزة مدير الإبداع لعلامة “نبراس” للوقوف على بداياته في مجال التصميم و ماهية العلامة التي يتبناها و الآمال التي يسعى إلى تحقيقها، فكان التالي:


متى بدأت التصميم؟

من أيام الابتدائية، فأنا أعشق أن يحتوي ما حولي على مسحة من شخصيتي ، سواء كانت تلك الاشياء صغيرة كالمقلمة، أو أكبر من ذلك كالحقيبة المدرسية و الحذاء والكراسات و حتى أدراج ملابسي ، و شرارة التصميم بالمعنى المتعارف عليه بدأت قبل أكثر من عشر سنوات من خلال انتخابي للقماش والتصميم الذي أود ارتداءه، و تحولت من مجرد التحكم في القماش إلى الطباعة عليه و اختيار ما هو مناسب للرسائل التي أؤمن بها و أريد أن أظهرها للآخرين ، وكانت لي تجارب عديدة في هذا المجال تنوعت من قميص عن العراق و المجازر التي تجري فيه إلى آخر يظهر فن و جمال الخط العربي إلى ثالث يحمل رسالة ضد الجهات التي تحمل نفساً طائفياً، و هكذا تعدد الرسائل في ثيابي.


و تحول ذلك الهم إلى مشروع له خطة و هوية بعد أن كانت مبادرات شخصية بحتة تعكس ما أؤمن به فقط ، لتتحول حينها إلى مشروع له هيكل و خط زمني للتنفيذ، و ذلك بسند و دعم من الأخ العزيز جعفر القدمي صاحب مؤسسة نبراس للإنتاج الفني و الذي كان يحمل هم تقديم البديل الثقافي للمجتمع ، فكان بيننا هذا التعاون الذي أظهر ” نبراس” كماركة تجارية تقدم البديل العصري الشبابي الذي يحوي القيم الإسلامية و الإنسانية ، المتناسبة مع قيم المجتمع و انتمائه الأصيل.


– ما الذي دفعكم إلى المشاركة في عرض أزياء بولي مودا؟

شاركنا في المعرض لأنه يستهدف فئة الشباب ، إلى جانب كونه وسيلة حديثة لعرض ماركة “نبراس” لتأخذ زخماً اعلامياً مناسباً لها ، و قد تلقينا كل الدعم و المساندة من قبل القائمين عليه، و بالرغم من أننا العلامة التجارية الوحيدة التي تبدو “نشازاً” في الجو المتعارف عليه في عروض الأزياء ، كون “نبراس” تحمل قيماً إسلامية عن الصلاة و القرآن و الغيبة هي النماذج الثلاث التي تمت المشاركة بها ، مع كل ذلك فقد كان حماس الجمهور واضحاً و تشجيعه ملحوظاً عند ظهور ” نبراس” على منصة العرض لأول مرة، و هذا يدل على ميل أفراد المجتمع مهما كانت توجهاتهم إلى النظر إلى أصالتهم بطريقة تحاكيهم و تفهم لغتهم.




– ما الذي أضافته إليكم المشاركة؟

ظهور إعلامي و تعريف ضمن مساحة جديدة من التواصل مع الجمهور لرسالة “نبراس” و تجربة جديدة ستكون بداية لتجارب ممثلة خاصة لماركة “نبراس”.


– إلى أي المدارس تنتمي في تصميماتكم؟

ننتمي إلى مدرسة الإنسان، فتصاميم “نبراس” هي مخاض من ترجمة قيم الإنسان و القرآن و الإسلام ، و وضعها في قالب عصري جذاب ، يقبل عليه الشباب و يستأنس به، و التصاميم المقدمة تميل إلى البساطة و الفكرة العميقة و الألوان الشبابية ، فتلك الثلاثية هي سبيل المدرسة التي ننتمي إليها.


– من أين تستوحي تصاميم أزيائك؟

من السماء و الأرض، من السماء عبر قيم القرآن و تعاليمه، و من الناس من خلال أحاديثهم، اهتماماتهم ، همومهم ، و من بين السماء و الأرض تخرج “نبراس” بتصاميمها المختلفة و المتنوعة و التي بدأت تحث الخطى لتقديم المزيد في تنوع الرسائل والتصاميم على حد سواء.


– برأيك هل تتيح البحرين التسهيلات الكافية للمصمم ، ليبرع في مجال عمله؟


هناك الفرص و هناك التحديات و في كل منهما يكون للحكومة نصيب كما هو الحال للمصمم، التسهيلات تنسحب على عدة أمور، سواء كانت التسهيلات مالية أو اللوجستية أو التسويقية، و في البحرين من الكوادر و الفرص ما يمكن أن تكون مركزاً لظهور علامات تجارية للملابس على مستوى المنطقة ، بل و العالم ، و لا يتم ذلك إلا من خلال خطة محكمة الوضع تتعاون فيها الجهات ذات العلاقة و تعطي الزخم الكافي لدفع المصممين البحرينيين للعمل بصورة أكثر احترافية و بدعم منظم ،فاستيراد المواد الخام من الخارج ممكن في المرحلة الحالية ، إلا أن خيارات مرحلة التصنيع من طباعة و خياطة محدودة و بأسعار غير تنافسية ، لذا يمكن للبحرين أن تكون رائدة في هذا المجال إن وضعنا بعين الاعتبار قيمة المادة و تكلفة الخياطة و الطباعة إلى جانب المورد المهم في هذه المرحلة، و هي مرحلة خلق العلامة التجارية و صورتها ليتم تقديمها على مستوى عالمي، و الكوادر البحرينية موجودة و مميزة ، فقط ما ينقصنا التمويل و التخطيط من القطاع الخاص و الحكومي و لو بنسبة متواضعة لدعم هذه الصناعة، و التي ستنعكس على صورة البحرين في المنطقة و العالم.


  • ما الذي تأمل في تحقيقه؟


نحن نأمل كشركة لتقديم البدائل الثقافية عبر منتجات جديدة في تقديم المنتج الثقافي القوي و المنافس و الذي يكون نداً للعلامات التجارية العالمية في السمعة و الجودة ، و في واقع الأمر نحن نقدم منتجاً مطعماً بالقيم و قيمة تتجسد في منتج، و في كلتا الحالتين نحن نقدمهما لسوق يتقبل هذه المبادرات و يتفاعل معها، لأنها و ببساطة تعينه بطريقة عملية و واقعية على الحفاظ على هويته دون طلب الوقوف جانباً عن مسار التطور و الحداثة بمعناها العولمي، و قد بدأنا بالتسويق الإلكتروني كأول علامة تجارية محلية تبيع عبر الإنترنت مع تواجد لخدمة التوصيل المجانية.



– كلمة أخيرة

أشكر كل من شجع و دعم و عمل و أشاد بهذه التجربة التي تعتبر من التجارب التي تنتظر دعماً منظماً لنرتقي بها إلى مستويات العلامات التجارية العالمية، و لتكون بذرة تجر وراءها مشاريع أخرى بديلة تشحذ الهمم و تشجع الإبداع و تحرك عجلة الاقتصاد من الداخل و تشد الخارج، و في كل ذلك تكون الرسالة واضحة و يتم السعي لها ، و هو الثبات على القيم من جهة والتماشي مع روح العصر من جهة أخرى في توازن حكيم.

وصلة لبعض الصور من عرض أزياء “بولي مودا” لماركة “نبراس”

http://www.fashionarabia.net/index.php?option=com_joomgallery&func=viewcategory&catid=571&Itemid=2

موقع نبراس

www.albadeel-bh.com

Leave a Reply