User Experience UX.. اترك أثراً وصناعة تجربة العميل


إنّ الغاية التي تنشدها الهويات القوية ليس أن تكون ضمن القائمة المفضلة عند الجمهور فحسب، بل أن تتحول إلى مكون أساس في حياتهم، وتترك أثر القيم التي تؤمن بها على سلوكياتهم، وبهذا يتم نقل الجمهور من مشترٍ مستهلك إلى مروّج متفاعل مع الهوية وقيمها.

ويُعتبر هذا من أعلى مراتب التفاعل المنشود من قبل الهويات الناجحة، فعندما يتحول الجمهور إلى مسوّق، فهذا معناه مستوى متقدم من تجربة المستخدم UX “User Experience”.

والملاحظ أن هناك العديد من الهويات التي لها القدرة على الحضور من ناحية تكوين الهوية البصرية Brand Identity أو من جانب فكرة المشروع The Concept، إلا أن الهوّة الحاصلة هو في غياب صناعة تجربة المستخدم بشكل أولي والبناء عليها لتصل إلى مرحلة Loyal Brand.

ويتم ذلك من خلال التجانس المدروس بين الهوية المُقدمة شكلاً من شعار وتصميم وتسويق، وبين المحتوى التفاعلي للجمهور، والأمر لا يأتي من خلال الحماس المبدئي عند فتح المشروع، بل يجب أن يكون كل يوم هو يوم جديد للمشروع، وبهذه الروح يمكن التطوير وصناعة تجربة مميزة لا تُنسى.

ولئن كانت الخدمات أو المنتجات متقاربة في السوق والتنافس قائم، فهناك ما يمكن تمييز منتجك أو خدمتك عن الآخر حتماً، وهي آتية منك دون سواك، وهي صناعة تجربة العميل UX.

وهذه التجربة تعمل كالمغناطيس الذي يشد الزبائن إليك، قديمهم وجديدهم، فالتجربة الجيدة تصبح كالعدوى، تنتقل بسرعة عبر التزكية وحديث الناس WOM “Word Of Mouth”.

وتجربة العميل لا تتأصل إلا عبر مقومات لا بد منها يقوم بها صاحب المشروع أو المؤسسة، من قبيل:

. التطوير

. الاستماع الجيد للنقد

. المرونة في تقديم الجديد

. سعة الصدر

. خدمة ما بعد البيع

وغيرها الكثير من العوامل التي ينبغي على صاحب المشروع أو المؤسسة العمل عليها، حتى لا يميل الجمهور إلا إليك دون سواك، وبهذا يتحول الجمهور من دافع لقيمة المنتج أو الخدمة إلى مدافع عنها، وما بين الدفع والدفاع مساحة تحتاج جهداً ونفساً طويلاً، وهذا ما تعمله الهويات الناجحة في تكوين جمهور موالٍ لا يذكرها إلا بخير، إذ تبقى تجربتهم متفردة ومميزة، وتنتقل بأفواههم إلى دوائرهم القريبة والافتراضية مع وجود وسائل التواصل الحديثة.

ما نحتاجه فعلاً بعد تكوين الهوية البصرية وتقديم الخدمة أو المنتج هو التركيز على صناعة  تجربة العميل UX التي تصنع المردود المالي والتسويقي للبراند، وهذا بحاجة إلى محطات تجديد تكون مدروسة وموضوعة ضمن خطة زمنية محددة، ونظام متابعة عملي للوصول إلى تلك النتيجة.

إن خشيتنا من خوض الجديد، يُبقينا في دائرة الراحة، وبالتالي لا نود التجربة والتي لها القدرة على فتح أعيننا لرؤية الفرص وصناعة قصص جديدة يتلوها العملاء حينها.

 

هناك ممن له كانت الجرأة لفتح مشروع جديد له، إلا أن الإبحار في عالم ريادة الأعمال، تحتاج إلى مخزون متدفق من تلك الشجاعة للاكتشاف والتجربة لتصنع أثراً وتتركه ورائك كلما حركتَ ساكناً.. فهل لديك منها ما يكفي لتتقدم؟

Leave a Reply